مشاكل التبريد في المُكيِّف المنزلي

ضعف التبريد في المُكيّف المنزلي أو المكتبي، أحد أهم المُشكلات التي تؤرق الكثيرين، حيثُ يُعاني عدد كبير من الناس الذين يستخدمون أجهزة التكييف بمُختلف أنواعِها في منازلهم ومكاتبهم من هذه المُشكلة، والتي تتمثّل بقلة التبريد الذي ينفُثه جهاز التكييف من الوحدة الداخلية إلى الغُرفة أو المكتب، ما يؤدي إلى بقاء درجة حرارة الغُرفة ورُطوبتها عالية ويُصبح التكييف بلا جدوى، ومع ذلك فإن فاتورة الكهرباء تستمر في الزيادة دون الحُصول على فائدة من جهاز التكييف، تتعدد وتختلف الأسباب المؤدية لذلك، قد يكون بعضُها بسيطاً ومن المُمكن اصلاحُه والتغلُّب عليه، وبعضُها قد يحتاج إلى فنّي مُختص لإصلاح المُشكلة، حيثُ أنه الأقدر على ذلك لما لديه من خبرة وأدوات تُسهِّل عليه هذا الأمر.

أسباب ضعف التبريد في مُكيّف الهواء

أحد الأسباب الأكثر شُيوعاً لعدم قيام مُكيّفات الهواء بنفث الهواء البارد هو نقص تدفُّق الهواء اللازم والكافي، حيثُ أنه وفي مُكيّفات الهواء التي تعمل بالشكل الصحيح، تقوم المروحة بسحب الهواء فوق ملفات المُبخِّر حيث يتم تبريده، ومن ثُم يتم إعادة تدويره مرة أخرى في الغُرفة، فإذا كان مُرشح الهواء مُتسخاً أو مسدوداً، فبالتأكيد سيؤدي ذلك إلى التقليل من تدفُّق الهواء أو حتى عدم وُجود هواء مُتدفق في بعض الأحيان فوق ملفات المُبخِّر إذا كان الانسداد شديداً، مما يتسبب في التقليل من الهواء البارد المُتدفق إلى الغُرفة ويُمكن أن يُشكل ذلك الصقيع أو الجليد على المُكونات الأخرى للمُكيِّف، مما يحُد من تدفق الهواء البارد أو عدم توزيعه داخل الغُرفة بشكلٍ جيد، عادة يكون مُرشح الهواء “الفلتر” واقعاً خلف الشبكة الأمامية،سنتحدّث في هذه المقالة عن الأسباب المؤدية لضعف وقلة كفاءة التبريد في مُكيفات الهواء المنزلية أو المكتبية.

محرك المروحة والمروحة

في حال كان مُكيّف الهواء الخاص بك لا ينفث الهواء البارد أو لا ينفثه بكفاءة عالية، فقد تكون المشكلة هي المروحة أو مُحرِّك المروحة، عندما يعمل المُكيِّف بشكلٍ صحيح تقوم المروحة بسحب الهواء فوق ملفات المُبخِر البارد ومن ثُم تُعيد تدوير الهواء مرة ثانية إلى الغُرفة، أما في حال كانت المروحة أو مُحرِك المروحة لا يعمل أو يعمل أحدُهما ببطءِ شديد، فإن تدفُّق الهواء سواء كان معدوماً أو قليلاً سيجعل من ملفات المُبخِّر شديدة البُرودة مع إمكانية تشكيل الصقيع أو الجليد عليها، مما يعمل على تقييد تدفُّق الهواء بالشكل الصحيح، مُحرك المروحة المروحة تُوجدان بالداخل، لذا سوف يكون من اللازم إزالة غطاء المُكيِّف لإجراء أي فُحوصات والتأكد من أن مُحرِك المروحة يدور بسُهولة وأن الشفرات الخاصة بها غير تالفة، في حال كانت كذلك فيجب العمل على إصلاحها أو استبدالها، وإذا كان المُحرِّك يدور بشكلٍ بطيء فقد يظل هذا عيباً وقد لا يحصل على الطاقة من أدوات التحكُّم، بعض هذه الاختبارات تُعتبر مُعقدة نوعاً ما، ويجب إجراؤها من قبل شخص فنِّي مؤهل لذلك.

التحكم في درجة الحرارة

إذا استمر مُكيِّف الهواء لديك بعدم نفث الهواء البارد بعد قيامك بفحص مُرشح الهواء “الفلتر” ومُحرِّك المروحة والمروحة، ووجدت أن هذه المُكونات تعمل بشكلٍ جيد، فقد يكون لديك مُشكلة في التحكُّم في درجة الحرارة أو مُنظم الحرارة “ثرموستات”، وهو عبارة عن جهاز يعمل على مُراقبة درجة حرارة الهواء الوارد، ويقوم بتشغيل أو إيقاف تشغيل الضاغط “الكومبريسور”، وعادةً ما تكون هُناك لمبة استتشعار مُتصلة بالتحكُّم وتمتد إلى مُقدمة ملف المُبخِّر، إضافة إلى بعض المُلامسات الكهربائية داخل جهاز التحكُّم والذي يمد الطاقة لدائرة الضاغط، حيثُ يتم مُراقبة درجة حرارة الهواء داخل الغُرفة، ومن ثُم إخبار مُنظِّم الحرارة بتشغيل الضاغط في حال كانت درجة الحرارة المُحددة أقل من درجة حرارة الغُرفة، سيعود مُنظم الحرارة ويعمل على إيقاف تشغيل الضاغط عند الوًُصول إلى درجة الحرارة المطلوبة والمُحددة في جهاز التكييف، في حال كان هُناك خللاً أو عيباً في التحكُم بدرجة الحرارة أو في مُنظم الحرارة، فقد لا يتم إرسال الطاقة إلى الضاغط وبالتالي لن يحدُث أي تبريد، قد يتطلّب إجراء هذه الفُحوصات وُجود فنّي مُختص ومؤهل، وقد يستطيع بعض الأشخاص الذين يتملكون بعض الخبرة في هذا المجال من إجراء الفُحوصات أو تشخيص الخلل وامكانية التغلُّب عليه.

لوحة التحكم الإلكترونية

في حال تم فحص المُكوّنات التي سبق الحديث عنها من مُرشِّح الهواء ومُحرك المروحة ومُنظم الحرارة ووجدت أنها تعمل بشكلٍ جيد، فقد يكون هُناك مُشكلة في لوحة التحكُّم، والتي يُشار إليها أحياناً باسم PCB، تعمل لوحة التحكُّم هذه جنباً إلى جنب مع مقياس درجة الحرارة، حيث يعملان على مُراقبة درجة حرارة الهواء الوارد وتقوم بتشغيل أو إيقاف تشغيل الضاغط “الكومبريسور” وفقاً لدرجة الحرارة المُحددة، ويتم توصيل مُنظم الحرارة بلوحة التحكُم وسوف يمتد إلى مُقدمة ملف المُبخِّر، فإذا كانت لوحة التحكُّم معيبة، فقد لا تُرسل الطاقة إلى الضاغط، ولن يحدُث أي تبريد، يجب فحص لوحة التحكُّم هذه من قبل فنِّي مُختص للتأكد من عملها بشكلٍ جيد مع مقياس الحرارة.

المُكثِّف

قد يكون أحد أسباب ضعف أو قلّة التبريد كامناً في مُشكلة ما في دائرة الضاغط، مُعظم المُكيّلإات تستخدم مُكثِّفاً للمُساعدة في بدء تشغيل الضاغط، إذا فشل المُكثف فلن يعمل الضاغط، وستقوم المروحة بنفخ الهواء الدافئ فقط، بعض مُكيِّفات الهواء الشُبّاك تستخدم مُكثف تشغيل في دائرة مُحرك المروحة أيضاً، وغالباً ما تجمع بين كلا الجهازين، المُكثِّف والضاغط يُوجدان داخل وحدة التكييف ، سيتطلّب الوُصول إليهما إزالة الغطاء، فإذا لم تظهر أية علامات تلف مرئية للمُكثِّف فسوف تكون بحاجة إلى شخص فنِّي مؤهل لفحصه باستخدام أدواته الخاصة.

الثرمستور

يُعرف الثرمستور بأنه نوع من المُقاومات الذي تعتمد مُقاومته على درجة الحرارة المُحيطة، وهو جهاز حسّاس لدرجة الحرارة، وهو مصنوع من مواد شبه مُوصلة، ويُصنّف الثرمستور ضمن الحساسات أو المُستشعرات الحرارية، فالمُقاومة الحرارية هي حساس حراري يعمل وفقاً للوسط الموجود فيه، وذلك من خلال استشعار درجة الحرارة في هذا المكان وبعد ذلك إبداء رد فعل كهربائي تجاهه، ويُوجد هذا المُكوِّن في نماذج التحكُّم الالكتروني ويعمل على مُراقبة درجة حرارة الهواء الواردة، ويُشير إلى لوحة التحكُم الرئيسية لتشغيل أو وقف تشغيل الضاغط “الكومبريسور”، ويقع هذا الجهاز عادةً بالقُرب من ملف المُبخِّر في مكانٍ قريب من تدفُّق الهواء، وفي حال كان هُناك خللاً أو عطلاً في الثرموستور، فلن يتم إرسال الإشارة المُناسبة للوحة التحكُم لتشغيل دائرة الضاغط، في حال كان هُناك علامات تآكل أو تلف على الثرموستور فيجب استبدالُه.