الأعشاب كعلاج لحالات الإمساك

على مدار العديد من القُرون استخدم الناس مغلي الأعشاب لعلاج الإمساك وتخفيف االعديد من مشاكل الجهاز الهضمي، يُمكن لبعض أنواع الاعشاب أن تعمل على تحفيز الجهاز الهضمي وتُساعد بشكلٍ كبيرٍ في تخفيف الإمساك.

سوف نتحدّث في هذه المقالة عن كيفية عمل الأعشاب المُختلفة في تحريك الأمعاء، وسوف نتطرق للأسباب وعوامل الخطر لاستخدام مغلي الأعشاب.

الإمساك

يحدُث الإمساك عندما يكون لدى الشخص أقل من ثلاث حركات أمعاء في الأسبوع الواحد، ومع ذلك قد يشعر البعض بالإمساك في حال ل يكن لديهم حركة أمعاء بشكل يومي، قد يكون البُراز جافاً أو صُلباً ويصعُب تمريره عبر المُستقيم عند عملية الإخراج.

هل يعمل مغلي الأعشاب على علاج حالات الإمساك ؟

في الحقيقة، فإن بعض أنواع مغلي الأعشاب تُساعد في علاج الإمساك سواء كان ذلك بشكلٍ مُباشر أو غير مباشر، يُعد شُرب السوائل الدافئة بشكل عام طريقة رائعة لإدخال المزيد من الماء والسوائل إلى الجسم، كما أن الحفاظ على ترطيب الجسم تُعتبر طريقة طبيعية قوية للحدّ من الإمساك وتخفيفه.

وُجود الماء الزائد في الجسم يؤدي إلى جعل البُراز أكثر لُيونة ويُساعده على المُرور عبر المُستقيم بشكل أكثر سلاسة، وفي الواقع فإن أحد الأسباب الشائعة لحُدوث الإمساك هو نقص السوائل في الجسم، وقد يؤدي شُرب المشروبات الدافئة لتحفيز الجهاز الهضمي والمُساعدة في تخفيف أعراض الإمساك.

أنواع مغلي الأعشاب المُستخدمة للإمساك

سوف نتحدّث هُنا عن عدد من أنواع مغلي الأعشاب التي يتم استخدامُها لعلاج حالات الإمساك أو الحد والتخفيف من حُدوثِه، وقد يكون لمغلي الأعشاب تأثيرات المُليّنات التي تُساعد على استرخاء العضلات والتي بدورها تساعد في تخفيف الإمساك وتشجيع حركة الأمعاء.

النعناع

يُعتبر مغلي النعناع علاجاً طبيعياً شائعاً لمشاكل الجهاز الهضمي، وذلك لاحتوائه على العديد من مُكونات الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي والمُكوّنة من مُستخلص النعناع، يحتوي النعناع على “المنثول” الذي يعمل كـ مُهديء ويعمل على إرخاء المعدة أثناء تحريك البُراز عبر الأمعاء، تناوُل كوب واحد من مغلي النعناع بعد كُل وجبة قد يُفيد الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات المعدة والإمساك.

الزنجبيل

قد تُساعد جّذور الزنجبيل في التخلُّص من الإمساك وعلاجه، خاصة إذا كان الإمساك ناتجاً عن سوء الهضم، ويستخدم الكثير من الناس مغلي الزنجبيل لتهدئة التهيُّج الذي يحصل في الجهاز الهضمي، ولتحسين عملية الهضم، يُمكن أن يُساعد مغلي الزنجبيل في هضم الطعام بعد تناوُل وجبة دسمة، وقد يُساعد شُرب كوب أو اثنين يومياً بعد الوجبات الجسم على مُعالجة الطعام وتحريك الأمعاء.

الهندباء

يعمل مغلي الهندباء على علاج أعراض الجهاز الهضمي الخفيفة، مثل الانتفاخ أو الإمساك العرضي، وتعمل الهندباء على تحفيز الكبد على إنتاج العُصارة الصفراوية والتي بدورها يُمكن أن تُساعد بشكل غير مُباشر في علاج الإمساك، وتعمل أيضاً كمدر للبول في الجسم، حيثُ يُضيف المزيد من الماء إلى الجهاز الهضمي والبُراز، وهذا بدور يُساعد في تخفيف الإمساك الخفيف، لتسهيل عملية الهضم حاول شُرب كوب واحد من مغلي الهندباء بعد الوجبات.

السنا

السنا هو من بين المُكونات المُليّنة الأكثر استخداماً وشُهرة، ويتكوّن مغلي السنا من الأوراق والقُرون المُجففة من شجرة سينا الكسندرينا، ويحتوي هذا النبات على مُركبات تعمل على تحفيز الجهاز الهضمي، وتُسمى هذه المُركبات “جليكوسيدات”، ويُمكن أن يكون لها آثار المُليِّن.

القهوة والشاي الأسود والشاي الأخضر

يحتوي الشاي الأسود والشاي الأخضر والقهوة بشكلٍ طبيعي على مادة الكافيين، وهذه المادة هي عبارة عن مُنبه يعمل على تسريع حركة الأمعاء لدى الكثير من الناس، وغالباً ما يتناول الناس هذه المشروبات صباحاً لإيقاظ أنفُسهم وتشجيع حركة الأمعاء، ومع ذلك يُمكن أن يكون لمادة الكافيين بعض الآثار الجانبية الغير مرغوب بها لدى بعض الأشخاص الذين يُعانون من حاسسية تجاهُها.

جذر عرق السوس

يُعتبر المغلي المصنوع من جذر عرق السوس أحد المُنشطات الشائعة لمشاكل الجهاز الهضمي، وله تأثير مُضاد للالتهابات وقد يُساعد في الهضم، قد يؤدي شُرب كوب من مغلي عرق السوس بعد استقرار الوجبة إلى تهدئة الجهاز الهضمي وتشجيع حركة الأمعاء.

البابونج

البابونج عبارة عن عُشبة عطرية مألوفة يُستخدم المغلي الخاص بها لتأثيراته المُهدئة على الجسم، وقد يُساعد شُرب كوب من البابونج بعد الوجبات أو في نهاية اليوم على تهدئة عضلات الأمعاء وتسريع الوقت بين الوجبة وحركة الأمعاء.

البقدونس

يُعتبر البقدونس أحد الأعشاب الشائعة الاستخدام والتي تُساعد في التغلُّب على اضطرابات الجهاز الهضمي، ويُساعد مغلي أوراق البقدونس أو بذوره في تخفيف الإمساك الخفيف، وقد اعتاد الناس في قديم الزمان على مضغ الاوراق أو السيقان لمُعالجة بعض المشاكل مثل انتفاخ البطن ورائحة الفم الكريهة.

مخاطر استخدامات مغلي الأعشاب

على الرُغم من أن غالبية الناس يجدون أن مغلي الأعشاب لطيفاً ومُريحاً، إلا أن هُناك بعض الأمور التي يجب مُراعتها عند تناوُل مشروبات مغلي الأعشاب، سنتحدّث عن هذه الأمور تفصيلاً.

يجب على الأشخاص البالغين فقط تناوُل مغلي الأعشاب أو الأعشاب المُليّنة لأنها من المُمكن أن تتسبب بنتائج مُختلفة لدى بعض الأطفال، قُم باستشارة الطبيب حول أفضل الطُرق لعلاج الإمساك عند الأطفال، تتوافر العديد من الأدوية المُليّنة والتي تُصرف بدون وصفة طبيّة.

الآثار الجانبية لمغلي الأعشاب

يُمكن لبعض المُكونات التي يحتويها مغلي الأعشاب مثل السنا، أن تسبب آثاراً جانبية وتزيد من خطر حُدوث مشاكل إضافية، بما في ذلك التسبب بالإسهال، ويُمكن لبعض المُكونات النشطة في مغلي الأعشاب أن تتفاعل مع بعض الأدوية، يجب سؤال الطبيب أو الصيدلي عما إذا كانت المُكونات ستتفاعل مع أية أدوية تقوم بتناوُلها، وذلك قبل تناول مغلي الأعشاب لتخفيف الإمساك.