عملية الولادة القيصرية وآلام أسفل البطن

إن العملية القيصرية مثلها مثل أي عملية أخرى تحتاج إلى الوقت والعناية اللازمة واتباع الخطوات اللازمة للشفاء في أقصر وقت ممكن، كما يجب عدم إهمال الأدوية وأخذها بشكل منتظم كما يصفها الطبيب لتسريع عملية الشفاء، ولتجنب أي مخاطر أو أضرار لا حاجة لكم بها، لكن الفرق الذي يكمن بين العمليات الأخرى والعملية القيصرية هو كون فترة تعافي الجرح هي نفسها فترة تعافي باقي الأعضاء، وعودتها إلى وضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل الولادة، ولا شك أن مرحلة الشفاء تصحبها مجموعة من الأعراض التي تختلف أحياناً وتتشابه أحياناً أخرى بين النساء اللواتي خضعن للعملية القيصرية، ولعل أكثر ما يثير قلق أي امرأة خلال فترة التعافي هو الم اسفل البطن بعد العملية القيصرية، بحيث يصعب عليها تمييز سبب الألم وكيفية التعامل معه، لكننا في هذا المقال سوف ندرج جميع الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالألم أسفل البطن بعد العملية القيصرية لكي يسهل على كل امرأة معرفة السبب الذي أدى إلى هذا الألم بالإضافة إلى طريقة التعامل معه.

سبب آلام ما بعد الولادة

تعتقد بعض النساء أن سبب الشعور بالألم راجع لجرح العملية القيصرية، ولا يمكننا الإنكار بأنه يسبب الألم خاصة خلال الفترة الأولى، لكن العملية القيصرية ليست سبب الألم الوحيد، إلا أن مجرد التفكير بوجود جرح في البطن قد يجعل العقل تلقائياً يعتقد أن سبب أي ألم راجع إليه، لأن الطبيب يقوم بوصف مجموعة من المسكنات التي تقوم بتهدئة الألم ويعد استخدامها بشكل منتظم بمثابة وقاية من الألم، أما في حالة عدم استخدام المسكنات أو عدم احترام مواعيد التي وصفها الطبيب، فمن الطبيعي بل من المؤكد الشعور بالألم، ومن بين أكثر الأسباب الشائعة نذكر ما يلي :

  • تقلص الرحم : وقد يكون سبب الألم هو تقلص الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي، في هذه الحالة يطابق ألم الدورة الشهرية، وتكون هذه الآلام شديدة خلال الأيام الأولى من الولادة، وهذا أمر طبيعي جداً ولا يدعو للقلق أبداً، ويمكن تخفيف الألم عن طريق المسكنات التي يصفها الطبيب، كما أن وضع وسادة أو زجاجة ماء دافئة قد تؤدي إلى تقليل هذه الآلام، وتجدر الإشارة إلى أن عدد الولادات يؤثر في نسبة هذه الآلام، إذ أن الولادة الأولى تكون أقل ألماً من باقي الولادات.
  • الإمساك : الكثير من النساء لا ينتبهن لتغذيتهن بعد الخضوع للعملية القيصرية، مما يؤدي إلى حدوث الإمساك وبالتالي الشعور بالألم أسفل البطن، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإمساك بعد الولادة القيصرية : عدم شرب السوائل بنسبة كافية خاصة إن كانت الأم تعتمد على الرضاعة الطبيعية، استهلاك فواكه أو خضروات بنسب أقل مما تحتاج إليه الأم.

مضاعفات ما بعد العملية القيصرية

للعملية القيصرية مجموعة من المضاعفات التي تظهر أثناء التعافي، وقد تبدو هذه المضاعفات مقلقة بالنسبة للبعض لكنها في الواقع مضاعفات طبيعية، ومن الوارد ظهورها عند جميع النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية أثناء فترة التعافي، ومن أبرز هذه المضاعفات أو الأعراض نذكر ما يلي :

  1.  الافرازات المهبلية : تعد الافرازات المهبلية أحد الأعراض الطبيعية التي تصاحب الولادة وقد تكون هذه الإفرازات ذات لون أحمر داكن، كما أن هذه الإفرازات تكون غزيرة في البداية ثم يبدأ معدلها بالانخفاض بشكل تدريجي مع مرور الوقت، وفي الحالات غير الطبيعية تكون هذه الإفرازات غزيرة جداً ويصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة، 38 درجة أو أكثر، في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب الذي أدى إلى هذه المضاعفات.
  2. التشنج : أو الإنقباض وهو أمر طبيعي جداً نظراً لكون الرحم يستعد لاستعادة شكله الطبيعي، بحيث يستمر بالتقلص إلى أن يعود كما كان سابقاً، وهذا التقلص قد يؤدي إلى الشعور ببعض الآلام أسفل البطن، كما أن هذه الآلام تشبه كثير آلام الدورة الشهرية ويمكن تخفيفها عن طريق المسكنات، أو المشروبات الساخنة.
  3. آلام في الثدي : بعد إجراء العملية القيصرية بيومين أو ثلاثة تبدأ آلام الثدي بالظهور، وهذه الأعراض ليست حصراً على الولادة القيصرية إذ أن الأم التي تلد بطريقة طبيعية تشعر أيضاً بألم في الثدي، والسبب راجع لتكون اللبن أو تجمعه، ولتخفيف الألم من الضروري وضع فوط ساخنة واستخدام مضخة الثدي لمساعدتك على تفريغ اللبن، كما يمكن استخدام مسكنات الألم لتخفيفه، ولا يجب الضغط على الثديين بشكل نهائي لكي لا يقومان بإنتاج مزيد من الحليب.
  4. اكتئاب ما بعد الولادة : تتعرض العديد من النساء لاكتئاب ما بعد الولادة بسبب الضغط والتوتر والألم، بحيث يصبح مزاجهن متقلباً ويفقدن الشهية ويفضلن البقاء على انفراد، وقد يتطور الأمر إلى التفكير في إيذاء الطفل أو النفس، لهذا من الضروري جدا التأكد من أن المريضة لا تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وفي حالة ما كانت مصابة يفضل استشارة الطبيب المختص قبل تفاقم الوضع، لأن الاكتئاب يتطور في هذه الحالة بوتيرة كبيرة جداً، خاصة إن تم إهماله، والدليل على وجود الاكتئاب من عدمه، هو الانزعاج بدون سبب، تعكر المزاج، البكاء، فقدان الشهية، الرغبة في البقاء على انفراد لوقت طويل، أفكار غير طبيعية.