أسباب وعِلاج طَنين الأُذن المُستمِر

يعتبر طنين الأذن من بين أكثر الأمور التي تسبب الإزعاج للعديد من الأشخاص،  بحيث تؤثر على حياتهم بشكل كبير، إذ أنه يصبح من الصعب عليهم سماع الأصوات بشكل طبيعي دون سماع طنين مزعج، وقد يستمر هذا الطنين لأيام طويلة أو لأشهر كما أنه من الممكن أن يختفي ويعود مرة أخرى، وفي بعض الحالات يستمر هذا الطنين أثناء النوم أيضاً مما ينغص على المرء راحته ويسبب له الإزعاج، كما أن درجات ارتفاع الصوت تختلف من شخص لآخر وفترات سماع هذا الطنين بدورها تختلف من شخص لآخر، يصيب طنين الأذن المستمر الأشخاص الذين تجاوز سنهم 40 سنة، وتشير نسبة الإحصائيات إلى أن نسبة الرجال أكثر من نسبة النساء الذين يصابون بطنين الأذن، وهذا الطنين عبارة عن صوت أمواج أو رياح أو رنين الجرس، أو أصوات حشرات أو طيور، إذ أن الأصوات تختلف بدورها من شخص لآخر، وفي هذا المقال سوف نتعرف على علاج طنين الأذن المستمر، وأهم الأسباب التي تؤدي إليه.

أسباب طنين الأذن المستمر

لا شك أن الإصابة بطنين الأذن المستمر لا تأتي من فراغ، وأن له أسباب كثيرة ومختلفة أدت إلى الإصابة به، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بطنين في الأذن بشكل مستمر:

  • الأصوات المرتفعة واحدة من بين أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن بشكل مستمر، هذه الأصوات قد تكون أصوات آلالات أو أسلحة، ولا ننسى السماعات إذ أن الدراسات أثبتت أن أكثر الأشخاص الذين يسمعون طنينا في الأذن هم أكثر الأشخاص الذين كانوا يستخدمون سماعات الأذن بشكل كبير، وبالإضافة إلى السماعات فإن التعرض المستمر للأصوات المرتفعة بدوره قد يؤدي إلى طنين في الأذن.
  • التقدم في السن قد يكون أحد الأسباب المهمة، إذ أنه من المعروف بأن الشيخوخة تؤدي إلى ضعف الحواس، بما في ذلك حاسة السمع لهذا فإن سماع طنين مستمر يعد أمراً طبيعياً بالنسبة للأشخاص الذين تجاوز عمرهم 60 سنة.
  • انسداد الأذن بدوره قد يؤدي إلى حدوث طنين مستمر، أما انسداد الأذن فيرجع إلى تجمع الصمغ فيها وعدم تنظيفها لفترة طويلة، مما يؤدي إلى سماع طنين في الأذن.
  • التعرض لضربة على الرأس أو إصابة في الأذن جراء حادث سيارة، قد يؤدي بدوره إلى طنين مستمر في الأذن.
  • خلل في المفاصل الفكية وتحديداً تلك التي تربط بين الفك السفلي وعظمة الجمجمة.
  • تصلب الشرايين من بين أحد الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بطنين في الأذن.
  • ارتفاع ضغط الدم أو التعرض لأي عامل من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاعه مثل تناول الكافيين، أو التوتر أو المشروبات الكحولية.
  • التعاطي لبعض الأدوية قد يؤدي إلى حدوث طنين في الأذن، وهذه الأدوية قد تكون عبارة عن مضادات حيوية، أو أدوية خاصة بعلاج السرطان، أو الملاريا أو الاكتئاب.
  • عدم تدفق الدم بشكل منتظم أو بشكل طبيعي في الشرايين والأوردة التي توجد في الرقبة.

إن الأسباب كثيرة ولا يمكن حصرها كما أنها تختلف من شخص إلى آخر حسب مجموعة من الظروف مع الأخذ بعين الإعتبار السن والجنس.

طرق علاج طنين الأذن المستمر

يتساءل العديد من الأشخاص حول علاج طنين الأذن المستمر بسبب الإزعاج الكبير الذي يسببه لهم، والحقيقة أن طنين الأذن قد لا يحتاج إلى علاج لأنه يختفي من تلقاء نفسه، كما أثبتت الأبحاث والدراسات الطبية أن أغلب الأشخاص الذين كانوا يعانون من طنين الأذن قد شفيوا منه دون أي تدخل طبي، ودون الحاجة إلى تعاطي أي أدوية بحيث تبلغ نسبتهم 70 إلى 80 في المئة، وهذه الحالات لم يتجاوز فيها طنين الأذن أكثر من ثلاثة أشهر، لأن بعد تجاوزه لهذه المدة يصبح مزمناً وقد يصعب التخلص منه، ولتفادي تحوله إلى مرض مزمن من الضروري جداً زيارة الطبيب عند استمرار الطنين لأكثر من يوم واحد، لأن هذا الطنين قد يرافقه التهاب في الأذن الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم المشكل أكثر، لهذا من الضروري جداً الوقاية قبل الإصابة وذلك بتجنب الأصوات المرتفعة، والتقليل من استخدام سماعات الأذن، لتفادي الإصابة بطنين في الأذن، أما علاج طنين الأذن المستمر أو بالأحرى المزمن فيعتمد على إعادة التأهيل، بحيث يعد الوسيلة الأكثر نجاعة على الإطلاق للتخلص من طنين الأذن، إذ أنه يعتمد على التدريب السمعي ومجموعة من التقنيات التي تساعد على الاسترخاء، بالإضافة إلى العلاج السلوكي، وقد تستغرق إعادة التأهيل من سنة إلى سنتين، إذ أن سن المريض ونسبة إصابته تلعب دوراً مهماً جداً في تحديد الوقت اللازم للتعافي، لكن هذا لا يعني أن إعادة التأهيل سوف تحل المشكل بشكل نهائي فقد يخضع المرء للعلاج بدون استجابة، وللأسف لا يوجد علاج أفضل من إعادة التأهيل إلى حد الساعة، لهذا من الضروري جداً عدم الاستهانة بالأمر والذهاب إلى الطبيب عند استمرار الوضع لأكثر من يوم، كما يجب تجنب الأصوات المرتفعة والصاخبة سواء بالنسبة للأشخاص المصابين أو المعافين، لأن طنين الأذن يعد من أكثر الأمراض إزعاجاً على الإطلاق والذي يصعب تحمله ليوم واحد فكيف سيكون الوضع إن أصبح مرضاً مزمناً ومستمراً.