عندما نتحدّث عن فن التواصل فإننا نقصد محاولتك لإيصال رسالتك أياً كانت إلى الآخرين بصورة مفهومة ومعبرة حتى تستطيع أن تحصل على رد فعل مناسب إستجابةً لرسالتك، وتواصلك مع الآخرين يقع تحت تصنيف فئتين فإما أن يكون إتصالاً شفهياً أو أن يكون إتصالاً غير شفهياً وسنتناول في هذا المقال فن التواصل الفعال شفهياً وغير شفهياً وكيف يمكن تجهيز أنفسنا للتواصل الفعّال.

أولاً: فن التواصل الشفهي

  • إن الناس يحكموا عليك عن طريق الكلمات التي تستخدمها، لذا فتخّير كلماتك بحكمة، فالكلمات كما نعرف لها قوة كبيرة، حيث لها قوة تحريك الأمم والشعوب ليس فقط الفرد ولها القوة للتحطيم أيضاً لذلك راعي في كلماتك الآتي:
    • تجنّب  إستخدام الكلمات التي تجعل الآخر قد يقلل من شأنك،لذا إستخدم الكلمات الإيجابية، والكلمات المتفائلة، وكلمات القوة، وتأكد من أن كلماتك مفهومة للغير.
    • إستخدم الكلمات الجميلة والمليئة بالمعاني والتي من شأنها أن تجعل الآخرين يقدّرون كلماتك.
  • عند التحدّث عليك أن تراعي الآتي:
    • المفردات التي تستخدمها بصورة متنوعة ستجعلك شخصاً فريداً من نوعه فالمفردات الموسعة ستظهر مدى ثقافتك ومستوى تعليمك، والشخص الذي يمتلك فن التواصل سيكون له قابلية ليستخدم مفرداته حسب البيئة المتواجد فيها، فمع مجموعة متعلمة قد يستخدم مستوى عالِ من المفردات، أما مع المجموعة غير المتعلمة بصورة كافية سيستخدم مفردات عامة.
    • أي نوع من أنواع النبرات التي تستخدمها؟ هذا يوضّح قدرتك على الاتصال أيضاً فقدرتك على موائمة نبرتك مع كلماتك سيسهل على الآخرين أن يتابعوا اكثر ما تقوله فهي من أكثر الوسائل فاعلية لتوصيل رسالتك.
    • حاول أن تتحكم في سرعة كلامك، فأحياناً تحتاج إلى أن تبطيء لتجعل رسالتك مفهومة أكثر، وأحياناً قد تحتاج إلى أن تسرع عندما تريد أن تخبر الآخرين كم أنت متحمس لما تقوله، فضبط سرعة كلامك أمر مهم عند التحدّث.
  • أظهر مشاعرك للآخرين عبر الكلمات التي تخبرها لهم، فتعابير الغضب تظهر جديتك في الأمر، وإظهار الضحك يجعل الآخرين يفهمون أن الأمر مرح، وتعابير الوجه الحزين، تظهر مقدار الحزن و الأسى، فحسب الرسالة التي تريد أن تنقلها أظهر مشاعرك، فليس من التواصل الفعّال أن تظهر تعابير الفرح في أثناء قولك لكلمات حزينة.

ثانياً: فن التواصل غير الشفهي

فن التواصل الآخر هو التواصل بطريقة غير شفهية، واحدة من طرق الإتصال التي تدعم رسالتك التي تقولها للآخرين ومن أدواتها:

  • إستخدم يداك: إن جعلت يداك بجانبك من دون حراك فهذا يوصل للآخرين أنك غير مرتاح و أنك شخص متصلّب، بدلاً عن ذلك إستخدم يداك لتتواصل مع الآخرين بطريقة ملائمة مع الكلمات التي تستخدمها.
  • إستخدم عيناك: واحدة من الأدوات القوية للتواصل غير الشفهي مع الآخرين هي العينان، فكما يقال العينان هي النافذة إلى الروح، فكمثال عندما تتحدث مع أحدهم عينا الشخص التي تجعله ينظهر هنا وهناك ستشعرك أن الشخص غير مهتم بما تقوله، لكن عندما يثبت أحد ما نظره معك بصورة متفاعلة فإنك ستشعر برغبته في مواصلة الحديث معك، لذا عندما تتحدّث مع أحدهم حاول أن تركّز نظرك متفاعلاً معه وأعطه الإهتمام الكافي، نعم إستمع بعيناك.
  • إستخدم ذراعاك: إفتح ذراعاك بصورة مريحة عند التحدّث مع أحدهم،إذا وضعت ذراعاك متقاطعة سيظهر ذلك أنك شخص منغلق، وغير راغب في مواصلة الحديث مع الآخر كما أنه يظهر الخوف والإعتراض أيضاً، لذلك حرّك ذراعاك بصورة مريحة متفاعلاً مع الحديث الجاري بينك وبين الآخر.
  • عندما تتحدث مع الآخرين، تأكد من موضع حديثك، فلا تجلس بعيداً عن الآخرين وتتحدث معهم فهذا يجعل رسالتك بعيدة أيضاً، الإقتراب منهم والتفاعل معهم، والتحرّك حسب ما يتطلبه الأمر سيجعل رسالتك قريبة للآخرين ومفهومة أكثر.

كيف اقوم بتجهيز نفسي لتواصل ممتاز؟

  • تحدّث عن الأشياء التي يهتم بها الآخرون، فكل الناس في كل العالم يرغبون في التحدّث عن الحياة وعن الأشخاص، إننا جميعاً نحب التحدّث عن وظائفنا، نحب أن نتحدّث عن الأشياء التي نريد أن نفعلها، ونحب أن نتحدّث الحياة المثالية التي ننشدها، ونحب أن نوفّر لعائلتنا الرفاهية، هناك الكثير من المواضيع التي تثير إهتمام الآخرين، فتعلّم التحدث عن إهتمامات الآخرين، وتعلّم في نفس الوقت أن تحترم وجهات نظر الآخرين في إهتماماتهم.
  • قدرتك على الإحساس بالآخرين:حاول أن تشعر بالآخرين، ما الذي يشعرون به، وما هي مقدار قدرتك على التعاطف معهم؟
  • إن قدرتك للإحساس بالآخرين هي محاولتك للفهم أين هو الآخر في تلك اللحظة، مشاعره وتفكيره، فلذلك عليك أن تفهم وتتعمق في مشاعر الآخرين حتى تستطيع التواصل معهم. وأن تتعرّف دائماً.
  • قوة المعرفة، عليك أن تتعلم أكثر وتثقّف نفسك أكثر، عليك أن تملأ عقلك، عليك أن تملأ نفسك بالقصص، قم بالبحث هنا وهناك، إجمع المعلومات، اقرأ كثيراً، حتى تنساب معرفتك في الحديث والتواصل مع الآخرين.
  • عليك أن تنتقل من سؤال الآخرين، هل يمكن أن يحدث كذا إلى كيف يمكن لهذا الشيء أن يحدث أو أن يعمل؟ ولماذا هو هكذا وكيف يمكن أن يعمل هكذا؟ فمثل هذه الأسئلة تجعلك شخصاً مليئاً بالمعلومات والخبرات، وستكون جاهزاً للتواصل مع الآخرين كلامياً.
  • تدرّب على إستخدام لغة جسدك جيّداً أيضاً حتى تغدو متقناً لفن التواصل غير شفهي.