المرارة

المرارة عبارة عن عضو صغير على شكل حبة فاكهة “الكمثرى”، تقع على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد، ويبلغ طول المرارة من 3 إلى 4 بوصة (7.5 – 10.5 سم) تقوم المرارة بتخزين (العصارة الصفراوية) وهو عبارة عن سائل يتم تصنيعه داخل الكبد، كما تساعد العصارة الصفراوية على هضم الدهون الموجودة في الطعام، فالكبد يصنع العصارة الصفراوية ويرسلها عبر القنوات التي تحمل العصارة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة أو المخزنة في المرارة، وتطلق لاحقا.

عندما يتم هضم الطعام، وعلى وجه الخصوص الطعام الدهني، فإن المرارة تقوم بضغط وإرسال العصارة الصفراوية عبر أنبوب صغير يسمّى القناة الكيسية، والتي ترتبط بالقناة الكبدية الشائعة، لتشكيل القناة الصفراوية الشائعة، ترتبط القناة الصفراوية الشائعة بالقناة البنكرياسية لتفرغ في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثنى عشر) في أمبولة فاتر.

تشخيص الإصابة بسرطان المرارة

يعتبر تشخيص الإصابة بمرض سرطان المرارة من الأمور التي يصعب على الأطباء القيام بها، حيث أنه في غالب الأمر فإن هذا المرض لا يسبب أية علامات أو أعراض مميزة ومختلفة عن عشرات الأمراض التي يصاب بها الإنسان، ومن السهل أن ينمو سرطان المرارة دون اكتشافه لأن طبيعته خفية نسبياً.

متى يحدث سرطان المرارة

يحدث عندما تبدأ خلايا الجسم في النمو خارج نطاق السيطرة، يمكن أن تصبح الخلايا الموجودة في أي جزء من أجزاء الجسم سرطاناً، ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى. 

توقعات فترة حياة مريض سرطان المرارة

هناك العديد من الإحصائيات العامة التي اعتمدت على مجموعة كبيرة من مرضى سرطان المرارة، ومن خلال ذلك يمكن التنبؤ بفترة أو مدة بقاء مريض سرطان المرارة بالبقاء على قيد الحياة، ولكن بشكل فعلي فإنه لا أحد يستطيع معرفة كم سيعيش مريض سرطان المرارة بشكل دقيقة، حيث أن ذلك يعتمد على عدة عوامل، إضافةً لاعتماده على أمور مختلفة متعلقة بذات الشخص مثل الصحة العامة للمريض، ومن هذه العوامل التي يتم الاعتماد عليها في تحديد المدة التي سيعيشها مريض سرطان المرارة :

  • نوع ومرحلة السرطان
  • وجود سرطان في المنطقة الواقعة بين البطن والفخذ على جانبي الجسم.
  • مستوى اللياقة البدنية والصحة العامة لدى المريض.
  • العلاجات السابقة.

كم يعيش مريض سرطان المرارة

في المرحلة الصفرية (0) وإذا كان السرطان موجوداً في بطانة المرارة فقط، فإن حوالي 80 شخص من بين 100 شخص، أي ما نسبته 80% ، سوف يعيشون لمدة 5 سنوات، من تاريخ أول تشخيص بالإصابة لهم.

في المرحلة الأولى (1) وفي حال انتشار السرطان وامتداده إلى العضلات، فإنه حوالي 50 شخص من بين 100 شخص، أي ما نسبته 50% ، سوف يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات من تاريخ أول تشخيص بالإصابة لهم، ويعتقد بعض الأطباء والجراحين أن التخلص من العقد الليمفاوية القريبة وبعض أنسجة الكبد سوف يساعد في وقف عودة السرطان، وأن هذا سوف يحسّن النتائج على المدى الطويل للأشخاص الذين يعانون من سرطان المرارة في مرحلته الأولى، وتسمى هذه الجراحة بعملية استئصال المرارة الممتد.

في المرحلة الثانية (2)
تعتبر المرحلة الثانية من مرض سرطان المرارة من المراحل الخطيرة، ووفقاً للإحصائيات فإن حوالي 25 شخص من كل 100 شخص، أي ما نسبته 25% من مصابي مرض سرطان المرارة سوف يعيشون لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد التشخيص الأول لحالتهم ،وفي حال تم إجراء عملية استئصال المرارة الممتدة فقد تكون لدى مريض سرطان المرارة فرصة أفضل للعيش لمدة أطول من ذلك.

في المرحلة الثالثة (3)، ينتشر سرطان المرارة في الأنسجة المحيطة أو العقد اللمفاوية، ولا يمكن إزالته عادة، وفي هذه الحالة قد يكون من الممكن السيطرة على السرطان لبعض الوقت، وتعتبر هذه المرحلة أخطر من سابقتها، ويبقى حوالي 10 أشخاص من كل 100 شخص، أي ما نسبته 10% من مصابي سرطان المرارة في هذه المرحلة على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد تشخيص حالتهم للمرة الأولى.

في المرحلة الرابعة (4)، فإن سرطان المرارة قد تطور ليصيب أحد الأوعية الدموية الرئيسية المؤدية إلى الكبد، أو إلى الغدد الليمفاوية أو الأعضاء البعيدة عن المرارة، وتعتبر هذه المرحلة أخطر المراحل على الإطلاق، ووفقاً للإحصائيات، فإن حوالي 5 أشخاص من بين 100 شخص فقط، أي ما نسبته 5% من المصابين بسرطان المرارة في مرحلته الأخيرة هذه سوف يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات.

أعراض سرطان المرارة

ليس هناك علامات مميّزة للإصابة بسرطان المرارة، لذلك عادةً ما يكون تشخيص الإصابة به أمراً صعباً.

علامات واعراض سرطان المرارة

  • آلام في البطن في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
  • انتفاخ في البطن.
  • حدوث الحمى وارتفاع في درجة الحرارة.
  • فقدان في الوزن. 
  • الغثيان.
  • ابيضاض العينين و اصفرار البشرة.

عوامل الخطر لسرطان المرارة

هناك العديد من عوامل الخطر المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان المرارة، وعوامل الخطر هذه لا تعني بالضرورة أن الشخص سوف يصاب بسرطان المرارة، فكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان المرارة لم تكن موجودة لديهم عوامل الخطر هذه.

  • التدخين.
  • عمر الشخص.
  • تاريخ العائلة الوراثي.

حصى بالمرارة

تعتبر حصوات المرارة من أكثر عوامل الخطر شيوعاً لسرطان المرارة، حصوات المرارة عبارة عن ترسبات من العصارة الهاضمة وترسبات من الكوليسترول ومواد اخرى، يمكن أن تسبب التهاباً مزمنًا، كل 4 من كل 5 أشخاص من المصابين بسرطان المرارة لديهم حصوات في المرارة وأن أغلب المصابين بحصى المرارة ليسوا مصابين بسرطان المرارة.

المرارة الخزفية

فالأشخاص الذين كانوا يعانون من حصى المرارة بالماضى يؤدى ذلك لاتهاب المرارة لديهم، الذى يسبب بالنهاية سرطان المرارة بسبب الالتهاب.

نوع الجنس

سرطان المرارة يصيب 3 نساء من كل 4 أشخاص، سرطان المرارة أكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال.

السمنة و زيادة الوزن

تعتبر زيادة الوزن أحد عوامل الخطر للمرضى الذين يعانون من سرطان المرارة، فالسمنة وزيادة الوزن تقلل من فرص الشفاء.

التقدم في السن

سرطان المرارة يصاب به في الغالب كبار السن، والشباب أيضاً ممكن أن يصابون به، معظم المصابين بسرطان المرارة تتراوح اعمارهم من 60-72 عام .

الجغرافيا والعِرق

يعد أكثر شيوعًا في الهند وباكستان ودول أوروبا الوسطى وأمريكا الجنوبية، في الولايات المتحدة يكون خطر الإصابة بسرطان المرارة أعلى بين المكسيكيين وأمريكا اللاتينية والأمريكيين الأصليين، الخطر أقل بين الأميركيين الأفارقة في جميع أنحاء العالم . 

الخراجات choledochal

هى الأكياس الصفراوية التى تحمل العصارة الصفراوية من الكبد والمرارة إلى الأمعاء الدقيقة، يمكن أن تصبح الخراجات كبيرة مع مرور الوقت، وقد تحتوي على ما يصل إلى 1 إلى 2 لتر من العصارة الصفراوية، غالبًا ما تحتوي الخلايا المبطنة للأكياس الصفراوية على مناطق من التغيرات السابقة للسرطان، والتي يمكن أن تتطور إلى سرطان المرارة بمرور الوقت.

تشوهات القناة الصفراوية

البنكرياس هو عضو آخر يقوم بإطلاق السوائل عبر قناة في الأمعاء الدقيقة للمساعدة في الهضم، تلتقي هذه القناة عادةً بالقناة الصفراوية الشائعة تماماً كما تدخل الأمعاء الدقيقة، حيث تلتقي هذه القنوات التي تنتج العصارة من البنكرياس يتدفق إلى الوراء في القنوات الصفراوية، هذا التدفق الخلفي يحافظ أيضاً على عدم تدفق العصارة الصفراوية من القنوات الصفراوية بأسرع مما يجب. 

الأشخاص الذين يعانون من هذه الأشياء هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المرارة، العلماء ليسوا متأكدين مما إذا كان الخطر المتزايد ناتجاً عن الأضرار الناجمة عن عصارة البنكرياس أو بسبب العصارة الصفراوية التي لا يمكن أن تتدفق بسرعة عبر القنوات مما تسبب في تلفها بواسطة المواد الموجودة في الصفراء نفسها.

الأورام الحميدة في المرارة

تتشكل الأورام الحميدة بواسطة ترسب الكوليسترول في جدار المرارة قد تسبب تلك الرسوب التهاب، لذلك ينصح الأطباء بإزالة المرارة لدى المرضى الذين يعانون من الأورام الحميدة في المرارة التى يزيد حجمها عن سنتيمتر واحد.

الأقنية الصفراوية المصلب الأولى

التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي (PSC) هو حالة يؤدي فيها التهاب القنوات الصفراوية (التهاب الأقنية الصفراوية) إلى تكوين أنسجة ندبة (تصلّب الأنسجة)، الأشخاص الذين يعانون من PSC) )لديهم زيادة خطر الإصابة بسرطان المرارة والقناة الصفراوية.

 سبب الالتهاب غير معروف عادة، يعاني الكثير من المصابين بمرض( PSC) من التهاب القولون التقرحي، وهو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية.

حمى التيفوئيد

الأشخاص المصابون بمرض السالمونيلا (البكتريا التي تسبب التيفوئيد) والذين يحملون التيفوئيد هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المرارة أكثر من غير المصابين، هذا ربما لأن العدوى يمكن أن تسبب التهاب المرارة.

تاريخ العائلة الوراثي

معظم سرطانات المرارة غير موجودة في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، يبدو أن تاريخ الإصابة بسرطان المرارة في الأسرة يزيد من فرص إصابة الشخص بهذا السرطان، لكن الخطر لا يزال منخفضاً لأن هذا المرض نادر الحدوث.

عوامل الخطر الأخرى للإصابة بمرض سرطان المرارة

هناك العديد من العوامل أخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة 

  • التعرض للمواد الكيميائية المستخدمة في صناعات المطاط والنسيج.
  • التعرض للنيتروسامين وهو مركب عضوي موجود في عدد من الأطعمةة مثل اللحوم المعالجة، ولحم الخنزير المقدد المطبوخ، والبيرة، وبعض الأجبان والحليب المجفف الخالي من الدسم.
  • التدخين.

الوقاية من سرطان المرارة؟

لا توجد طريقة معروفة لمنع معظم سرطانات المرارة، العديد من عوامل الخطر المعروفة لسرطان المرارة، مثل العمر والجنس والعرق وعيوب القناة الصفراوية، هي خارجة عن الإرادة، ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها قد تساعد في تقليل المخاطرة.

  • يعد الحصول على وزن صحى والحفاظ عليه إحدى الطرق المهمة التي قد يقلل بها الشخص من خطر الإصابة بسرطان المرارة ، وكذلك العديد من أنواع السرطان الأخرى. توصي جمعية السرطان الأمريكية بأن يحاول الأشخاص الحفاظ على وزن صحي طوال الحياة من خلال ممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي صحي ، مع التركيز على الأطعمة النباتية.
  • نظراً لأن الحصاة المرارية عامل خطر رئيسي، فإن إزالة المرارة لجميع الأشخاص المصابين بالحصى المرارية قد تمنع الكثير من هذه السرطانات، لكن حصاة المرارة شائعة جداً، والإصابة بسرطان المرارة نادرة جداً، حتى عند المصابين بحصى المرارة، لا ينصح معظم الأطباء الأشخاص الذين لديهم حصى في المرارة بإزالة المرارة الخاصة بهم إلا إذا كانت الحجارة تسبب مشاكل، هذا لأنه في معظم الحالات من المحتمل أن المخاطر والمضاعفات المحتملة للجراحة لا تفوق الفائدة المحتملة، ومع ذلك، قد ينصح بعض الأطباء بإزالة المرارة إذا كان مرض الحصى الذي طال أمده قد أدى إلى المرارة الخزفية.

علاج سرطان المرارة

يكون علاج الإصابة بسرطان المرارة وفقاً للمرحلة التي يمر بها مريض سرطان المرارة

العلاج في المرحلة المبكرة للإصابة بسرطان المرارة

العلاج لسرطان المرارة بالمرحلة المبكرة ممكن أن يكون من خلال عملية جراحية وتشمل

  • جراحة لإزالة المرارة : يتم هنا استئصال المرارة اذا كان الأمر قاصراً على المرارة فقط.
  • جراحة لإزالة المرارة وجزء من الكبد : في حال كان سرطان المرارة يمتد إلى خارج المرارة وفى الكبد أحياناً يتم علاجه عن طريق إزالة المرارة وإزالة جزء من الكبد.

العلاج في المرحلة المتأخرة للإصابة بسرطان المرارة

في حال انتشار سرطان المرارة إلى أماكن أخرى في الجسم وامتد إلى الأعضاء الأخرى مثل الكبد أو البنكرياس أو غيرهما من الأعضاء، فإن الجراحة لا تجدي نفعاً في هذه الحالة، وقد يتضمن العلاج ما يلي :

  • العلاج الكيميائى : قتل الخلايا السرطانية بواسطة الأدوية ومواد كيميائية.
  • العلاج الإشعاعى : قتل الخلايا السرطانية عن طريق الأشعة السينية والبروتونات.
  • التجارب السريرية : وهي عبارة عن دراسات لإختبار الأدوية التجريبية أو الجديدة لعلاج سرطان المرارة.