التعامل مع عصبيّة الزوج

إن التعامل مع الأشخاص المزاجيين ليس بالأمر السهل على الإطلاق، لأن الشخص المزاجي تتغير حالته النفسية بين كل فترة وأخرى، كما أن هذه الفترات قد تكون عبارة عن لحظات قصيرة جدا، مما يجعل الطرف الآخر في حيرة من أمره، إذ أنه يعجز عن اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع الشخص المزاجي، لأنه ببساطة يتغير بسرعة هائلة ولا يمكن توقعه أبدا، أما إن اجتمعت العصبية مع المزاجية فإنها تشكل لنا شخص صعب الطبع بشكل كبير، وبحاجة لكثير من الجهد والصبر لتحمله، كما أن الكثير من العلاقات تنتهي بسبب هذا المشكل، إذ أنه يصعب على الزوجة تحمل هذه الطباع وبعد الكثير من الصبر والمعاناة تقرر الانفصال، لأن المشاكل لا تقل بل تزداد مع مرور الوقت، مما يجعل المرأة تشعر بأنها غير قادرة على التحمل أكثر، والسبب الذي يؤدي إلى هذا الوضع هو عدم قدرتها على التعامل مع الزوج العصبي والمزاجي، لهذا خصصنا هذا المقال لتحديد مجموعة من الخطوات اللازم اتباعها لكي يسهل التعامل مع هذا النوع من الأزواج دون تضخيم الموضوع وتحويله إلى مشكل كبير.

خطوات التعامل مع الزوج العصبي والمزاجي

تصف بعض الزوجات الحياة برفقة أزواجهن بمثابة العيش قريبة من بركان على وشك الانفجار، وقد ينفجر في أي لحظة دون أي إنذار مسبق أو أي إشارة مما يجعل اتخاذ الحيطة والحذر أمر صعب جدا، خاصة عندما يكون الزوج عصبيا ومزاجيا في نفس الوقت، إذن أن التعامل مع هذا النوع أكثر صعوبة وحدة من التعامل مع زوج عصبي أو مزاجي فقط والطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا النوع من الأزواج هي كالتالي :

تجنب إثارة غضبه : لا شك أن العصبية هي حالة أو رد فعل غير دائم أو مستمر، كما أنه يوجد سبب قوي دفعه إلى التصرف بهذه الطريقة، لأن الشخص المزاجي بدوره يتعرض للعديد من الضغوط، أو يعيش مشاكل نفسية لا أحد يعلم عنها شيئا، لأنه في النهاية إنسان عاقل ولا يتصرف بطريقة مجنونة أو غير عقلانية، لكن مروره من العديد من الظروف والمشاكل أدت إلى تحويله إلى شخص حساس ومزاجي، وحاد الطبع ويتصرف بعصبية أحيانا بسبب وأحيانا كثيرة بدون سبب، وعلى الزوجة في هذه الحالة أن لا تحاول إثارة عصبية زوجها، خاصة إن كانت مدركة للمشاكل التي يمر بها زوجها، فبدل أن تفتعل مشاكل جديدة وتحاول إثارة عصبيته.

الانتظار : أحيانا يكون الإنتظار هو الحل الأمثل في هذه الحالات، لأن لحظة الغضب يفقد الانسان سيطرته وتحكمه بنفسه مما يؤدي إلى التلفظ بما لا يجب، ثم يتضخم الأمر ويزداد تعقيدا، لهذا يجب على الزوجة أن تنتظر إلى أن يهدأ زوجها ثم تفتح الموضوع مجددا، ويفضل أن تسمح له بأخذ الوقت الكافي للجلوس مع نفسه والتفكير في تصرفات، الانتظار يحل العديد من المشاكل، يجب على الزوجة أن تتحلى بالصبر ولا تتسرع أبدا عند التعامل مع الزوج العصبي والمزاجي.

التصرف بهدوء : عندما يبدأ الزوج بالتصرف بعصبية وانزعاج، فإنه بلا شك يؤثر على زوجته بشكل أو بآخر، لكن يجب على الزوجة أن لا تسمح له بنقل الطاقة السلبية التي تحيطه إليها، لأنها سوف تتحول إلى شخص عصبية هي الأخرى دون إدراك أو وعي، لهذا مهما ارتفع صوته أو ازدادت عصبيته يجب على الزوجة أن تتصرف بهدوء تام وأن لا تسمح له بإثارة غضبها، لكن يجب عدم تجاهله لأنه سوف يلاحظ بأنك تتجاهلينه وقد يزداد عصبية، يجب فقط البقاء هادئة لفترة معينة وعدم رفع نبرة الصوت مهما اشتد النقاش، كما يفضل تأجيل النقاش والتركيز على تهدأته.

لا تطلبي منه أن يهدأ : لأن الشخص العصبي بمجرد أن تطلب منه أن يهدأ سوف يبدأ بقول أنه هادئ وأن هذه نبرة صوته العادية، وسوف يزداد عصبية كما أنه سوف يغير موضوع النقاش، وقد يتهمك بعدم التفهم وبالإساءة إليه والعديد من الأشياء الأخرى التي لا يمكن توقعها.

الانصات له : يجب أن يشعر الزوج العصبي بأنك تنصتين له بتركيز كامل وأنك مهتمة جدا لهذا الموضوع، يجب أن يشعر بأنك في صفه وأنك تتفهمين الموقف أو ما يحاول شرحه، هذه الطريقة سوف تساعدك كثيرا على امتصاص غضبه وتهدأته، لأنه عندما يغضب يكون مستعدا لشن الحرب وعندما لا يجد نفس الاستعداد من الجهة المقابلة فإنه يتراجع.

التقرب منه : إن التقرب من الزوج يعد أمرا ضروريا جدا في هذه الحالة، كما أنه قد يساعد على التخفيف من حدته ومزاجيته بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه سوف يسهل على المرأة معرفة المشاكل التي يعاني منها زوجها، وقد تساعده في حلها أو على الأقل سوف تتفهم وضعه النفسي عندما يتغير مزاجه فجأة ويتحول إلى شخص عصبي، إن التقرب من الأشخاص المزاجيون ومحاولة فهمهم وتحسيسهم بأهميتهم قد يساعدهم كثيرا على التغلب على هذا الطبع، لهذا فإن التقرب من الزوج يعتبر حلا مثاليا لفهم السبب الذي يجعله شخصا عصبيا ومزاجيا.

الاعتذار : قد يكون السبب الذي أدى بهذا الزوج إلى الغضب هو تصرف زوجته، وللتخفيف من حدة هذه العصبية يجب على الزوجة أن تعتذر من زوجها.