الطفل العنيد في الروضة وكيفية التعامل معه

إن التعامل مع الأطفال في الروضة يتطلب الكثير من الجهد والصبر والنفس الطويل، باعتبار أنها أصعب فئة يمكن التعامل معها لهذا يجب على المدرس أو المربي أن يتصف بمجموعة من الصفات التي تخوله لإنجاز هذه المهمة على أكمل وجه، ولأن الصبر يعتبر سمة من سمات النساء، فإن أغلب العاملين في الروضة أو في أي مكان يتواجد فيه الأطفال يكونون نساء، نظرا لكونهم أكثر تحملا لشغب الأطفال، واختلافاتهم الفردية إذ أن لكل طفل طباع مختلفة ورد فعل مختلف عن الطفل الآخر، ويعد الطفل العنيد هو أصعب نوع يمكن التعامل معه ويحتاج لنفس طويل وصبر كثير للتعامل معه، كما يجب اتباع تقنية خاصة لتفادي الوقوع في الخطأ وبالتالي يزداد عناده أكثر، لهذا سوف نتعرف في هذا المقال على كيفية التعامل مع الطفل العنيد في الروضة نظرا لكون هذه الحالة من أكثر الحالات التي يصعب التعامل معها.

الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل العنيد في الروضة

توجد الكثير من الأبحاث والدراسات الطبية التي قام بإنجازها العديد من الأطباء النفسيين بهدف تحليل شخصية الطفل العنيد، وفهم طبيعته لكي يسهل عليهم تحديد الطريقة المناسبة للتعامل معه، نظرا لكون هذه الصفة من أصعب الصفات التي من الممكن التعامل مع أصحابها، بسبب تشبثهم بالرأي مهما كان خاطئا، كما أن الشخص العنيد يكون أنانيا في بعض الأحيان والطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل العنيد في الروضة هي :

محاولة فهمه

أول ما يجب القيام به هو محاولة فهم سلوك هذا الطفل العنيد ولماذا يتصرف بهذه الطريقة، لأن فهم السبب هو نصف الحل، كما أن أغلب الأطفال الذين يعاندون يعانون من مشكل ما، لهذا فإن مراقبة الطفل ومحاولة التقرب منه قد يساعد على فهمه بشكل أدق، وبالتالي فهم السبب الذي يجعله يتصرف بهذه الطريقة، فبعض الأطفال يتصرفون بعندية فقط ليثبتوا وجودهم، وكأنهم يخبرون الأشخاص الذين حولهم بأنهم هنا وأن لهم رأي أيضا، خاصة الأطفال الذي يشعرون بأن من حولهم يتجاهلونهم أو لا يهتمون بهم مثل البقية، إذ أن هذه الطريقة التي تبدو مناسبة بالنسبة للطفل لإثبات وجوده، في هذه الحالة لا يجب معاقبة الطفل أو الاستهزاء به أو القيام بأي تصرف للتقليل من شأنه أمام أصدقائه، كما لا يجب الاستجابة له بشكل مباشر أو كلي، لكي لا يترسخ في ذهنه بأن هذه الطريقة الصحيحة للفت الانتباه، كما أن السبب قد يرتبط بمشاكل عائلية أو تعرضه الدائم للرفض.

عدم معاندته

إن معاندة الطفل لا تزيد الأمر سوى سوءا لهذا يجب تفادي معاندته وإنهاء الموضوع في أسرع وقت ممكن، لأن العناد بالنسبة له مثل التحدي فكلما اشتد من الجهة المقابلة كلما زاد عناده أكثر، لهذا لا يجب تقديم له هذه الفرصة أبدا، ولإنهاء الموضوع من الممكن اللجوء إلى طريقة لتشتيت إنتباهه لكن يجب عدم الاستهانة به لأن الطفل العنيد غالبا ما يكون ذكيا لهذا قد يصعب تشتيت تركيزه حول الموضوع بشكل سريع، ويمكن اللجوء إلى طريقة أخرى ألا وهي الاتفاق معه على شيء معين وهذه الطريقة فعالة جدا، والطريقة الأخيرة هي الموافقة على طلبه إن كان ممكنا لأن الرفض الدائم يسبب له مجموعة من المشاكل النفسية، كما لا يجب قبول جميع طلباته لأنه سوف يعتمد على هذه الطريقة لتحقيق مبتغاه إن تأكد أنها فعالة.

عدم السماح له بالعناد

السبب الأول الذي يجعل الطفل يبدأ بالعناد هو رغبته في الحصول على شيء معين أو القيام بشيء معين وتعرضه للرفض، ولتفادي عناده من الممكن إقناعه بطريقة غير مباشرة بأن هذا الشيء الذي يرغب في الحصول عليه مستحيل ومهما حاول لن يحصل عليه وأنه لا يملك الحق في النقاش حول هذا الموضوع أساسا، بهذه الطريقة سوف يترجم دماغ الطفل الرسالة وسوف يفهم أن العناد غير صائب في هذه الحالة وسوف يلجأ إلى طريقة أخرى.

الانصات له وإظهار الاهتمام لطلبه

يعتقد الطفل العنيد بأن الشخص المقابل لا ينصت له ولا يعيره أي اهتمام، لهذا يعتمد على طريقة الاستمرار في العناد كوسيلة لتأكيد طلبه أو للفت انتباه الطرف الآخر، لهذا من الضروري جدا الانصات للطفل وإقناعه بأنك مهتم لأمره ولما يطلبه وأنك سوف تساعده إن كان الأمر ممكنا لكن يجب عليه الالتزام ببعض القواعد، حينها يمكن للمدرس أن يفتي القواعد التي يريد تطبيقها في الروضة.

التحدث إلى الأهله أحيانا

بعد القيام بمجموعة من المحاولات لضبط الطفل العنيد، إن لم تنجح يجب مصارحة الأهل وفهم السبب الذي أدى إلى جعل الطفل عنيدا إلى هذا الحد، فالعديد من الأطفال يكتسبون هذه العادة من أهاليهم بحيث أنهم يتعلمون كل شيء من المحيط الذين يعيشون فيه، وباعتبار أن الأهل هم أول الأشخاص الذي يتعلمون منهم، فقد يكون السبب كون أحد الوالدين يتميز بهذا الطبع، أو أن الطفل يتعرض للرفض الدائم في المنزل سواء من قبل الأباء أو الإخوة، كما قد يكون الطفل يشعر بالاهمال من قبل أهله أو عدم الاهتمام به ويحاول لفت الانتباه بهذه الطريقة، وقد يكون الأهل غافلون عن كل هذه الأمور لهذا من الواجب تنبيههم لمحاولة إصلاح هذا المشكل.