كيف أجعل طفلي ينام نوماً عميقاً

عندما يكون الجنين في الرحم، فإنه لا يًفرّق بين الليل والنهار، وهذا يدفعه للنوم والاستيقاظ حسب مزاجه ورغبته هو، دون اﻷخذ بعين الاعتبار أي شيء آخر، وعند الولادة يكون الرضيع مازال تحت تأثير تواجده في الرحم نوعاً ما، لهذا لا يميز بين الليل والنهار خلال اﻷشهر الثلاثة الأولى، ونجده يستيقظ في أي ساعة، سواء بالليل أو النهار دون أن يهتم بأي شيء، وهذا أمر طبيعي جداً في هذه المرحلة، ومن الصعب جداً تنظيم ساعات نومه خلال هذه الفترة، كما أن بنيته الجسمانية تكون ضعيفة وفي طور النشوء، لهذا يحتاج أن يستيقظ كل ساعتين ليشرب الحليب، ﻷن حجمه الصغير لا يسمح له بتخزين الطاقة ﻷكثر من ساعتين، لكن بعد مرور ثلاثة أشهر يصبح قادراً على التمييز بين الليل والنهار، ويصبح جسمه أكبر قليلاً، مما يتيح له إمكانية الاحتفاظ بالطاقة لمدة 5 أو 6 ساعات متتالية، لكنه لن يفعل ذلك لوحده إن لم يتم توجيهه من طرف اﻷهل، وقدرتهم على تنظيم ساعات نومه، لكن هذا لا يعني أنه في الشهر الثالث يصبح مدركاً وواعياً لكل شيء، ويجب عليه النوم لخمس ساعات أثناء الليل، ﻷن هذا قد لا يحدث بعد الشهر الثالث، خاصة إن لم يبذل اﻷهل مجهوداً لمساعدته على التمييز بين الليل والنهار.

كيف أُعلّم طفلي الرضيع التفرقة بين الليل والنهار

لمساعدة أي طفل على التمييز بين الليل والنهار يجب القيام بمجموعة من الخطوات، ﻹشعاره أن هناك فرقاً بينهما، بحيث يجب التصرف بهدوء أثناء الليل، والعكس أثناء النهار، فعند إرضاع الطفل ليلاً، كلما كان الهدوء يعم المكان وكانت الإضاءة خافتة، كلما شعر الطفل بالفرق مقارنةً بالنهار، بحيث تكون الإضاءة مرتفعة جداً، واﻷهل يتحدثون بصوت مرتفع، بهذه الطريقة يدرك الطفل أن هناك فرق بين الفترتين، اعتماداً على تصرفات اﻷهل وعلى الوضع المحيط به، قد لا يستجيب فوراً، رغم بذل مجهود كبير لجعل الفرق واضحاً بين الليل والنهار لكن يجب على اﻷهل الاستمرار باﻷمر إلى أن يستجيب.

روتين ما قبل النوم

تعتمد العديد من اﻷمهات روتين ما قبل النوم، كما أنه يعطي نتائج مبهرة بعد الاستمرار عليه لفترة طويلة، ويمكن البدء بالاعتماد عليه من الشهر السادس، وذلك بتعويد الطفل على نمط معين وأشياء محددة يقوم بها قبل النوم لكي يستعد جسدياً ونفسياً للنوم، ومن بين هذه العادات نذكر ما يلي :

  • الحمام الدافئ : يساعد على الاسترخاء والنوم بعمق.
  • التدليك : يساعد على إفراز هرمون النوم مما يدفع الطفل إلى الاسترخاء والنوم بعمق.
  • قراءة قصة : يعد أمراً مفيداً وعادة جيدة.
  • ومازال الكثير من العادات الممكن اتباعها لكي يتعود الطفل على أن هذا وقت النوم.

إن اتباع هذه الخطوات لمساعدة الطفل على التمييز بين الليل والنهار واتباع روتين ما قبل النوم يعد أمراً ضرورياً جداً، ﻹشعار الطفل بالفرق بين الليل والنهار، خاصة إن تجاوزعُمر الثلاثة أشهر، بحيث أنه يكون مستعداً فسيولوجياً على النوم لساعات طويلة أثناء الليل، وما على اﻷهل سوى توجيهه، باتباع جميع هذه الخطوات لكي ينعم بليلة هادئة، ويتوقف عن الاستيقاظ بين الحين واﻵخر.

استيقاظ الطفل ليلاً بعد السنة الأولى

يعاني بعض اﻷهالي من استيقاظ أطفالهم ليلاً بعد السنة اﻷولى من الولادة أحياناً لطلب الطعام، وفي الواقع اﻷطفال في عمر السنة ليسوا بحاجة للطعام أثناء الليل، لهذا يجب على اﻷهل تعويد الطفل على هذا اﻷمر، وأول شيء يجب القيام به هو وضعه في غرفته، لكي يتعلم النوم بمفرده، عندما يبلغ الطفل السنة اﻷولى يكون مستعداً للنوم في غرفة منفصلة كما أن بعض اﻷهل يقومون بعزل أطفالهم ابتداءً من الشهر السادس، لا يجب الاستجابة له فور أن يبدأ في البكاء أو في طلب الطعام، ﻷنه بلا شك سوف يفعل هذا، وإن استجاب اﻷهل له كل مرة فسوف يستمر بتكرار الأمر، ﻷنه ينجح بالنسبة له، وبلا شك يجب تقديم مكافأة عندما ينام ليلة كاملة دون أن يستيقظ، ﻷن هذا اﻷمر يشجعه كثيراً ويشعره أنه قام بعمل جيد، ومن الوارد جداً أن يستمر بتكرار اﻷمر، وكلما نام الليل بمفرده يجب تشجيعه ﻷن التشجيع يساهم في خلق نتائج مُرضية دائماً.

إن نوم الطفل لساعاتٍ طويلة أثناء الليل، يعتمد بالدرجة الأولى على طريقة تعامل الأهل مع الأمر، وبلا شك مزاج الطفل وطبعه يلعب دوراً أيضاً، إذ لا يمكن اتباع طريقة معينة على جميع الأطفال والحصول على نفس النتائج، الحقيقة ،إن الأمر لا يسير على هذا النحو، لذا يجب على الأهل معرفة طباع الطفل والطريقة المناسبة للتعامل معه ومساعدته على النوم لساعات طويلة أثناء الليل، لكن، يجب الإشارة بأن اتباع أي نظام لا يجب أن يتم قبل الشهر الثالث، لأن الطفل فعلياً لا يًميّز بين الليل والنهار قبل هذا الشهر.