قوة الشخصية في مواجهة المشاكل اليومية

إن وجود المشاكل في حياة الإنسان يعد أمراً طبيعياً كما أن للجميع مشاكل خاصة حسب وضعه وسنه والعديد من العوامل الأخرى، ولا يوجد شخص مثالي ولا يعاني من أي مشكل لكن هناك شخص يستطيع التعامل مع هذه المشاكل ولا يسمح لها بالتأثير على حياته بأي شكل كان ويوجد من يقف عاجزاً حائراً أمامها ولا يستطيع فعل أي شيء، وقد يؤدي هذا الأمر إلى ازديادها أكثر وهذا ما لا يرغب به أي شخص، لهذا يجب على المرء أن يكون قويا ويتعلم كيفية حل مشاكله ولا يسمح لها بتدمير نفسيته أو تشكيل حياته وفقاً لها، فكيف يمكنني أن أكون قوية أمام المشاكل هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال بالتفصيل.

يربط بعض الأشخاص مفهوم القوة بالقوة الجسمانية بينما يربطها البعض الآخر بالقدرة على التعامل مع المشاكل وحلها وفيما يلي سوف نعرض لكم أهم الخطوات اللازم اتباعها لتتمتعين بشخصية قوية وقادرة على مواجهة المشاكل ومصاعب الحياة :

تقبل الأمر الواقع

قد يبدو الأمر غريباً نوعاً ما لكنه ينجح دائما فبعض المشاكل لا يمكن حلها بل يجب التعايش معها، لأننا نعيش في مجتمع مع أشخاص آخرين ولا يمكننا التحكم في تصرفاتهم أو ردة أفعالهم وللتوضيح بشكل أفضل سوف ندرج بعض الأمثلة : لنفترض أنك ذاهبة إلى العمل والجو حار جد وقد تأخرت على عملك لمدة عشر دقائق لهذا كان عليك المرور من طريق مزدحم ولسوء الحظ علقت في الزحام، في هذا الوضع يمكن التعامل مع الأمر بطريقتين : الطريقة الأولى هي التذمر والقلق لأنك متأخرة بالفعل ثم الشعور بالغضب وعندما تصلين إلى العمل يبدو شكلك في حالة يرثى لها وملامح وجهك غاضبة، ثم يبدأ رئيسك في العمل بلومك لأنك متأخرة فيزداد غضبك وشعورك بالقهر وتقضين يوماً سيئاً جداً، وقد يتكرر الأمر كل يوم فتصبح حياتك مزرية وقد تصابين بأمراضٍ أنت في غنى عنها، أما الطريقة الثانية و التي لا يقدم عليها إلا أصحاب الشخصية القوية الذين يعلمون جيداً كيفية التحكم في زمام الأمور فهي تصغير هذه المشاكل وتقبل الأمر الواقع، إن ما حدث قد حدث وإن غضبت أو انفجرت لن يتغير أي شيء لهذا استرخي قليلاً واعتبري الأمر عادياً جداً تقبليه بصدر رحب ثم اعتذري من رئيسك في العمل إن سألك لماذا تأخرت بوجه مبتسم، لا يمكن للبشر أن يتحكموا في كل شيء وأي شيء حولهم مهما كان الشخص قويا لكن من الممكن التحكم في نفسك وطريقة تعاملك مع الأمور، قد يكون الأمر صعباً في البداية لكن مع التعود سوف يصبح أمراً يسيراً.

المواجهة

لا يجب التهرب من المشاكل لأن الشخص القوي لا يختبئ بل يواجه مهما كان الأمر صعباً من الضروري مواجهته، لا يجب الوقوف متفرجاً ومراقبة المشاكل وهي تزداد بل يجب فهمها جيداً والتفكير بشكل منطقي ثم العمل على حلها، أحيانا نصادف بعض الأشخاص الذين يتميزون بالأنانية ولا يترددون في الإساءة لغيرهم، وفي وضع كهذا يجب عليك المواجهة لأن الشخص الضعيف فقط من يتغاضى عن الإساءة، لا يجب أن تسمحي لأي شخص بإهانتك أو تحطيمك، ضعي حداً لكل شخص لا يحترمك أو يسيء إليك، لأن عدم مواجهة هؤلاء الأشخاص يضعف من ثقة المرء بنفسه  ويصبح ضعيف النفس ويشعر بالفشل وبأن أي شخص يستطيع إيذاءه.

التخلُّص من الطاقة السلبية

أسهل شيء يمكن للإنسان أن يحصل عليه هو الطاقة السلبية، و للأسف أحيانا يكون مصدر هذه الطاقة السلبية الشخص نفسه، وهذا أخطر من الطاقة التي يمكن الحصول عليها من الآخرين، وتأتي هذه الطاقة عن طريق الأفكار السلبية بحيث يبدأ الإنسان بالتفكير بشكل سيء حيال نفسه وهذا الأمر أشبه بالتدمير الذاتي ” أنا شخص فاشل، لا يمكنني مواجهة الأمر وحدي، من المستحيل أن أنجح ” تأتي هذه الأفكار بين فترة وأخرى عندما يشعر الإنسان بالضغط وكثرة المشاكل لكن الشخص القوي يقف لهذه الأفكار بالمرصاد، وكلما خطرت له فكرة سيئة حول نفسه يرد عليها بفكرة جيدة إلى أن يخرج من هذه الدوامة، وأحيانا نجد أن هذه الطاقة السلبية يكون مصدرها خارجي بحيث يحاول شخص آخر بتحطيمك بطريقة أو بأخرى عن طريق التقليل من شأنك أو محاولة إقناعك بأنك شخص ضعيف وغير قادر على حل مشاكلك أو مواجهتها وقد يقنعك بهذا بطريقة غير مباشرة وفي هذا الوضع يجب عليك أن تفعل اللازم لإيقافه وعدم السماح له بإقناعك بأي شيء سيء حول نفسك.

إن أغلب المشاكل التي يعاني منها الناس سببها أشخاص آخرين وللتخلص من هذه المشاكل يجب أن يمتلك المرء شخصية قوية لكي يكون قادراً على المواجهة ولكي يضع حدا لبعض الأشخاص الذين لا ينفكون من نشر الطاقة السلبية وخلق المشاكل للآخرين بسبب وبلا سبب، ولاكتساب شخصية قوية يجب على المرء أن يتحلى بالصبر ولا يستسلم أبدا لأن هذا الموضوع يأخذ وقتاً ولا يمكن أن يتحول الإنسان بين عشية وضحاها بل مع مرور الوقت وإثبات نفسك أمام الآخرين إنطلاقاً من المواقف التي تمر بها لأن هذا الأمر يعزز الثقة بالنفس والتي لا يمكن الاستغناء عنها للحصول على شخصية قوية.