اختبارات الحمل

غالباً ما يكون فوات ميعاد الدورة الشهرية لدى المرأة أول دليل على أن المرأة قد تكون حاملاً، وقد تشك المرأة بوجود الحمل حتى قبل فوات ميعاد الدورة الشهرية، حيث أنها من الممكن أن تشعر بأعراض الحمل بشكلٍ مبكِر مثل الشعور بالتعب أو الصداع أوحنان الثدي أو فقدان الشهية، أو غير ذلك من أعراض الحمل،وفي هذه الحالة فإن العاطفة تحرك النساء وتدفعهنَّ للقيام بإجراء اختبارات الحمل المنزلية في هذه الفترة، والتي تعمل على اختبار وفحص نتيجة الحمل من خلال الكشف عن هرمون الحمل في البول، وتعتبر هذه الطريقة في الفحص دقيقة جداً ونسبة الخطأ فيها نادراً ما تحدث، إضافةً لما تتميّز به هذه الطريقة من سرعتها وسهولة القيام بها وقلة تكلفتها التي تتراوح بين دولار واحد إلى ثلاث دولارات فقط، في غالب الأحيان، ووفقاً للأسعار في بلدك.

آلية عمل اختبارات الحمل

تعمل جميع اختبارات الحمل من خلال الكشف عن وجود هرمون خاص في الدم أو في البول، وهذا الهرمون يكون موجوداً في الجسم فقط عندما تكون المرأة حاملاً، يطلق عليه “البروجسترون” ويرمز إليه بـ (hCG)، ويتم إفراز وتصنيع هذا الهرمون عندما تزرع البوبيضة الملقحة في الرحم، ويتراكم هذا الهرمون في الجسم بشكل سريع مع كل يوم يمر على حدوث الحمل لدى المرأة.

اختبار الحمل من خلال تحليل الدم

تجرى اختبارات الدم لفحص الحمل في المختبرات الطبيّة أو في عيادة الطبيب، ويمكن لاختبارات الحمل التقاط وجود هرمون الحمل (البروجسترون) hCG في وقتٍ مبكرٍ من الحمل أكثر مما يمكن أن تفعله عصار أو شريط اختبار الحمل من خلال البول، يمكن لاختبارات الدم أن تكشف حدوث الحمل بعد حوالي 6-8 أيام من التبويض، ويستخدم الأطباء لهذا الغرض نوعين من اختبارات الدم للتحقق من الحمل.

  • اختبار الدم الكمِّي (اختبار بيتا hCG) : يقيس هذا الاختبار الكميّة الدقيقة لهرمون الحمل في الدم، لذلك فإنه يمكن من خلال هذا النوع من الاختبار العثور على كميّات من هرمون الحمل حتى لو كانت ضئيلة جداً، ما يجعل هذا النوع من الاختبارات دقيق للغاية.
  • فحوصات الدم النوعية : من خلال هذا النوع يتم التحقق فقط لمعرفة ما إذا كان هرمون الحمل موجوداً في الدم أم لا، ويشبه هذا لحدٍ كبير اختبار البول ويماثِله في الدِقة.

ظهور النتيجة إيجابية

في حال ظهور النتيجة إيجابية فهذا يعني وجود الحمل بعد أن تم العثور على هرمون الحمل في الدم، لذلك بعد ظهور هذه النتيجة يجب المتابعة بشكل فوري مع الطبيب للإرشاد وتقديم النصائح وسؤال الطبيب فيما يتعلّق بالأدوية اللازم تناولها والتعريف بالأطعمة والأدوية والمستحضرات التي يمنع استخدامها خلال فترة الحمل، وذلك لحماية الجنين من التشوهات أو الموت أو الإجهاض.

ظهور النتيجة سلبية

إن ظهور النتيجة سلبية يعني أنه لا يوجد حمل حتى لحظة القيام بالاختبار، ومن الممكن أن تكون هذه النتيجة غير دقيقة في حال تم إجراء الفحص بشكل مبكِّر جداً، حيث أن القاعدة العامة هي أن الاختبار يستغرق 6-8 أيام على الأقل بعد حدوث الحمل كي يظهر الاختبار نتيجة إيجابية (في حال وجود الحمل)، لذلك وإذا كانت النتيجة سلبية فليس هناك ما يمنع من إجراء اختبار الحمل هذا مرة أخرى أو إجراء اختبار الحمل من خلال شريط فحص الحمل المنزلي بعد مرور أسبوعين على فوات الدورة الشهرية.

نسبة الخطأ في تحليل الدم للحمل

دقة نتيجة فحص الحمل من خلال تحليل الدم

يعتبر إجراء اختبار الحمل من خلال تحليل الدم اختباراً غاية في الدقة، حيث أنه يعطي نتيجة صحيحة بنسبة تصل إلى 99%، وبالتالي فإن نسبة الخطأ في هذا الاختبار أو الفحص تصل إلى 1% فقط، ويعود السبب في دقة هذه النتائج إلى أنه يمكن من خلال هذا الاختبار العثور على هرمون الحمل (hCG) حتى لو وجِد بكميّات وبنسبة قليلة في الدم ويمكن أن يكشف هذا الاختبار وجود الحمل قبل فوات الدورة الشهرية.

مقدار هرمون الحمل hCG المطلوب لظهور النتيجة إيجابية

في حال كان مستوى hCG متواجداً في الدم بنسبة تقل عن 5 ميكرو/مل، فإن النتيجة سوف تكون سلبية، على الرغم من وجود الحمل، وأي كميّة تزيد عن 25 ميكرو/مل فإنها بالتأكيد سوف تظهِر نتيجة إيجابية للحمل، حيث يعتبر مستوى هرمون الحمل الذي يتراوح ما بين 6-24 ميكرو مل – يعتبر منطقة رمادية، ومن المحتمل أن يكون هناك حاجة إلى إجراء الاختبار مرة أخرى لمعرف ما إذا كانت مستويات هرمون الحمل قد ارتفعت ليعطي نتجية إيجابية في حالة الحمل.

الفرق بين اختبار تحليل الدم واختبار تحليل الحمل المنزلي

يتميّز اختبار تحليل الحمل المنزلي أيضاً بالدقة العالية، ويعمل شريط الحمل المنزلي من خلال فحص هرمون الحمل في البول وليس في الدم، ووفقاً لبعض الأبحاث فإن دقته أيضاً تصل إلى ما نسبته 99%، رغم أن أبحاثاً أخرى تشير إلى أن نسبة الدقة فيه تصل فقط إلى 95%، ولكن يعتقد أن هذا الخطأ يعود إلى سوء استخدام شريط الحمل المنزلي وعدم المعرفة الكافية باستخدامه أو انتهاء تاريخ صلاحيته، ولكن يكمن الفرق الحقيقي بين الاختبارين، في أن اختبار الحمل من خلال الدم يمكن أن يكتشف هرمون الحمل ويعثر عليه رغم وجوده بكميّة قليلة لا يمكن لاختبار الحمل المنزلي الكشف عنها، حيث أن اختبار الحمل من خلال تحليل الدم يمكنه أن يكشف عن وجود حمل بحد أدنى بعد 6 أيام من عملية التبويض.

أفضل توقيت للقيام بإجراء فحص الحمل

فيما يتعلّق بإجراء اختبار الحمل من خلال تحليل الدم، فإنه سواء تم إجراء هذا التحليل في وقت الصباح أم في وقت المساء ليس له أي أثر يذكر، أما في حالة إجراء اختبار الحمل من خلال شريط فحص الحمل، والذي يعتمد على فحص هرمون الحمل في البول، فإنه ينصح بإجراء هذا الفحص في الصباح أو عند القيام بالتبوّل لأوّل مرّة في اليوم، ويعتقد خبراء بأنه بذلك قد تكون النتيجة أكثر دقة، وحسب اعتقادهم فإنه قد يتم الكشف عن وجود هرمون الحمل في البول حتى لو كان بكميّة قليلة.

مدة الحصول على نتيجة اختبار الحمل من خلال الدم

تظهر نتيجة اختبار الحمل من خلال تحليل الدم خلال دقائق معدودة عند إجراء هذا الفحص في المختبر الطبي، ويمكن أن يختلف الوقت الذي تستغرقه هذه الاختبارات في حال لم يكن لدى الطبيب معمل داخلي للفحص، في هذه الحالة قد تظهر النتيجة خلال ساعات قليلة وفي بعض الأحيان تستغرق يوم إلى ثلاثة أيام حسب الطبيب، وهذا الأمر مرتبط فقط بالطبيب ووجود معمل فحص لديه من عدمه، لذلك فمن الأفضل عند اختبار تحليل الدم القيام بإجرائه لدى مختبر مختص بعد سؤاله والتأكد من موعد استلام النتيجة وأن النتيجة سوف تظهر خلال عدة دقائق.