العلاج الكيماوي لشفاء السرطان

يعتبر العلاج الكيماوي من بين أهم العلاجات التي يتم الاعتماد عليها عند علاج مرض السرطان ومن الضروري جداً توعية المريض بمراحل العلاج الكيميائي لكي يكون على علم بكل ما سوف يواجهه ولكي يكون مستعداً نفسياً وجسدياً لاستقبال العلاج، ﻷن الجانب النفسي يلعب دوراً هاماً جداً في شفاء مرض السرطان لهذا لا يجب إهمال هذا الموضوع أبداً.

مميزات العلاج الكيميائي مقارنة بباقي التقنيات اﻷخرى

يعتقد الجميع بأن العلاج الكيميائي مرتبط بالسرطان فقط وهذا الاعتقاد خاطئ، ﻷن اﻷطباء يستخدمون العلاج الكيميائي لعلاج مجموعة من اﻷمراض اﻷخرى، أما فيما يخص علاج السرطان فيتم اتباع مجموعة من التقنيات بغض النظر عن العلاج الكيميائي ومن بينها : الجراحة، جلسات اﻹشعاع وتقنيات الدمج بين هذه التقنيات والعلاج الكيميائي، أما السبب الذي يدفع اﻷطباء إلى اختيار العلاج الكيمائي عن غيره من العلاجات اﻷخرى هو فعاليته في القضاء على اﻷورام وإذا ما قمنا بمقارنة بين تقنية الجراحة والاشعاع معاً، فإننا لن نحصل على نفس النتائج التي من الممكن الحصول عليها عند اتباع العلاج الكيميائي ﻷنه فعّال بنسبة أكبر وقادر على الوصول إلى أماكن متفرقة من الجسم على عكس الجراحة والاشعاع،  كما يمكن الدمج بين جميع هذه التقنيات في بعض الحالات بحيث يأخذ المريض جرعة من العلاج الكيميائي قبل الجراحة والاشعاع لكي يقوم بتقليص حجم الورم.
يقوم العلاج الكيميائي بتحديد مجموعة من المواد البروتينية التي تتواجد في السرطان ثم يقضي عليها كما أنه يمنع نمو أورام جديدة ويمنع وصول الغذاء من اﻷوعية الدموية إليها لكي تضعف وتتوقف عن الانتشار في الجسم.

أهداف العلاج الكيميائي

يختلف سبب الاعتماد على العلاج الكيميائي من مريض ﻵخر حسب المرحلة التي وصل إليها في المرض لكن يبقى الهدف اﻷول هو الشفاء التام، كما يتم الاعتماد عليه للسيطرة على المرض أو للتخفيف من حدته.

الشفاء التام

إن الهدف الرئيسي من اتباع العلاج الكيميائي بالنسبة لمريض السرطان هو الشفاء نظرا لكونه قوي جداً وقادراً على القضاء على الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل نهائي، لكن هذا لا يعني أنه أمر مؤكد وما على المريض إلا اتباع العلاج الكيميائي لمدة محددة ثم ينتهي اﻷمر، قد ينجح اﻷمر عند علاج اﻷمراض اﻷخرى لكنه ليس كذلك بالنسبة لمرض السرطان، فالسرطان لا يمكن توقعه وكل ما يمكن الحصول عليه هو احتمالات فقط، لهذا ينجح العلاج بالنسبة للبعض ويفشل بالنسبة للبعض اﻵخر، كما أن اﻷمر يستغرق مدة طويلة تعد بالسنوات لهذا لا يعطي أغلب اﻷطباء وعدت بالشفاء للمريض ﻷن اﻷمر معقد جداً ولا يمكن الجزم فيه بشكل نهائي.

السيطرة على الورم

يكتشف بعض اﻷشخاص مرض السرطان في مراحل متقدمة ويكون من الصعب جداً علاجه إن لم نقل مستحيلاً وفي هذا الوضع يتم استخدام العلاج الكيميائي للسيطرة على اﻷورام ووضع حدا لها لكي تتوقف عن الانتشار أو لكي يتقلص حجمها، وبالرغم من أن احتمال الشفاء في هذه المرحلة يكون مستحيلاً إلا أن اتباع العلاج قد يساعد على السيطرة على اﻷورام مما يساهم في تحسن حالة المريض وتخفيف اﻷلم الذي يشعر به، كما أن هذه التقنية تساعد المريض على التعايش مع المرض لمدة أطول قد تصل لسنوات، فيصبح السرطان مثل باقي اﻷمراض المزمنة التي يتم التعامل معها والسيطرة عليها عن طريق اﻷدوية والعلاجات.

التخفيف من حدة المرض

يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي للتخفيف من أعراض السرطان واﻷلم المصاحب له، ﻷن المريض في هذه الحالة يكون في آخر مراحل السرطان ويكون علاجه مستحيلاً ولا يمكن السيطرة على اﻷورام أو التعايش مع المرض لفترة طويلة ﻷنه يكون متقدماً كثيراً، ولا يستخدم العلاج الكيميائي هنا إلا للتخفيف وتسكين اﻷلم.

إن اتباع العلاج الكيمائي تعد خطوة كبيرة بالنسبة لمريض السرطان كما أن العديد من الأشخاص تمكنوا من الشفاء بشكل نهائي من مرض السرطان بعد اتباع العلاج الكيميائي والاستعداد النفسي لتقبل المرض والشفاء منه، لهذا من الضروري جداً عدم الاستسلام والصمود إلى النهاية، لأن الأمر يستغرق وقتا طويلاً أو بالأحرى عدة سنوات لكن في النهاية من الممكن الشفاء منه بشكل نهائي وهذا سبب كافي لتحفيز المريض ومده بالطاقة لكي يبقى صامداً إلى النهاية.

الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي

يجب على المريض أن يكون على علم بما سيتعرض له بعد العلاج الكيميائي لأن أعراضه الجانبية قاسية جداً وبحاجة لقدرة تحمل عالية وأمل كبير ومن بين هذه الأعراض :

  • التعب : يعاني أغلب مرضى السرطان من التعب والإرهاق بعد جلسات العلاج الكيميائي.
  • الغثيان والقيء : بعد العلاج الكيميائي يشعر المريض بالغثيان والقيء لهذا يصف الطبيب دواءً مخصصاً ويجب على المريض اتباعه بانتظام لكي يشعر بتحسن.
  • تساقط الشعر : يبدأ الشعر في السقوط منذ الأسبوع الثالث من العلاج الكيميائي وهذا الأمر يؤثر سلباً على نفسية المرضى خاصة النساء كما أنه قد يسبب الاكتئاب بالنسبة للبعض لهذا من الضروري جداً دعم مريض السرطان نفسي لكي لا يدخل في مرحلة اكتئاب كبيرة ويضعف إيمانه وأمله بالشفاء من المرض، و بالإضافة إلى هذه الأعراض توجد أعراض أخرى مثل الاصابة بفقر الدم وفقدان الشهية وضعف المناعة الذاتية.