هذه هي إحدى الظواهر الفيسيولوجية الأكثر شيوعاً حيث يرجع حدوث بعضها إلى عدة عوامل مختلفة. إذا ما الذي يمكنه أن يصيبكم بالدوار و هل يعبر هذا عن حالة صحية غير سليمة

يعد الشعور بالدوار من الأعراض الجسدية الشائعة لدى الكثير من الناس، و قد يعاني بعض الأشخاص من ذلك كثيراً. فإن أولئك الذين عانوا من ذلك الشعور في الماضي يعرفون أن هذه الأعراض عادةً ما تأتي عندما ينسون شرب الماء أو عند النهوض من وضع الجلوس أو عند الوقوف بعد الاستلقاء، لكن ليست هذه الأسباب الوحيدة لذلك الشعور.

لا يعتبر الشعور بالدوار مرضاً، لكنه من الأعراض المرتبطة بالعديد من الحالات المختلفة. إنه شعورٌ غالباً ما يصعب وصفه. يمكن لهذا الشعور أن يسبب احساس لدى الشخص بأنه سوف يسقط أرضاً أو يغمى عليه، و لكن الشكل الأكثر شيوعاً هو الشعور بأن الجسم يدور أو أن العالم كله يدور حولك. في حالات نادرة من الممكن حدوث دوار يسبب شعوراً بميل الجسم إلى جانب معين لا يصاحبه شعورٌ بالدوران. عندما تشعرون بالدوار، فإنه يجعل من الصعب على الشخص الذي يعاني منه أن يدير رأسه أو يسير في طريق مستقيم.

فيما يلي 7 حالات قد تسبب الشعور بالدوار:

القلق و الخوف

في الفترات الأخيرة فقط أعلن المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية أن 2.6 مليار شخص، أي حوالي ثلث عدد سكان كوكب الأرض، يعانون من اضطرابات القلق حالياً أو سيعانون منها في مرحلة ما في المستقبل. و بالنسبة لبلايين البشر، يمكن أن تتراوح هذه الاضطرابات بين القلق المستمر، و التشتت، أو ركود جميع أجزاء الجسم و حتى حدوث نوبات الهلع. يمكن للقلق أن يسبب للأشخاص الذين يعانون منه إلى اختلال وظيفي و فيضان عاطفي مما يسبب بدوره إلى خفقان القلب المتسارع، و الدوار، و ضيق الصدر، و ضيق التنفس، و الرعشة و الذهاب إلى المرحاض.

هبوط الضغط الإنتصابي (Orthostatic hypotension)

صحيح، قد يبدو اسم هذه الظاهرة غريباً، لكن في واقع الأمر هي ظاهرةٌ تحدث عندما نقف بسرعة من الجلوس على الطاولة أو الاستيقاظ بسرعة من الفراش إلى الحمام في منتصف الليل. غالباً ما يصف الناس شعورهم بالثقل، و الدوخة أو “سواد في الرؤية” و غالباً ما يمر هذا الشعور بسرعة.

تظهر هذه الأعراض كنتيجة لانخفاض مؤقت في كمية الدم الذي يصل للدماغ، بحيث يشعر الدماغ بنقص في الأكسجين. الانتقال السريع من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف يجعل قوة الجاذبية تقوم بسحب الكثير من الدم للأسفل نحو الساقين و الجزء السفلي من الجسم. نتيجة لذلك يتدفق القليل من الدم إلى الدماغ. و عندما يبقى الكثير من الدم في الأسفل، يصل القليل منه إلى القلب، و بالتالي يخرج القليل من الدم من القلب إلى الرأس و بقية أجزاء الجسم.

وضعية جسم غير صحيحة

دوار الوضع الانتيابي الحميد (بالانجليزية:Benign Paroxysmal Positional Vertigo)، اختصاراً (BPPV)، هي أحد الأسباب الشائعة للشعور بالدوار. يحدث هذا بسبب تغيير وضعية الرأس مثلما يحدث عند الاستلقاء على أحد جانبي الجسم، و تغيير وضعية النوم في السرير، و ثني الرأس للخلف أثناء الجلوس أو الوقوف و هكذا. يحدث هذا النوع عادةً عندما تخرج جسيمات الكالسيوم الصغيرة الموجودة في الأذن الداخلية من مكانها و تتحرك دون سيطرة و رقابة في إحدى قنوات الأذن الداخلية المسؤولة عن نظام توازن الجسم.

ضغط الدم المنخفض

يعلم الجميع أن ارتفاع ضغط الدم لا يعتبر صحياً أبداً، لكننا لا نتعامل مع ضغط الدم المنخفض بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع ارتفاع ضغط الدم، و الذي لديه القدرة أيضاً أن يشكل خطراً على حياتنا. يختلف ضغط الدم من شخص لآخر لأسباب عديدة و متنوعة، و لكن وفق القاعدة، فإن ضغط الدم الإنقباضي الذي يقل عن 90 مليمتر زئبقي أو القيم التي تقل عن 60 ملم زئبقي لضغط الدم الانبساطي يتم تشخيصهما كضغط دم منخفض.

من الأعراض الأكثر شيوعاً لارتباطه بضغط الدم المنخفض هو الدوار، و عدم وضوح الرؤية، و حتى فقدان الوعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصاحبها أيضاً ضيق في التنفس، و العطش، و الإرهاق، و تغيّرات في درجة الحرارة. كل هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلة صحية كبيرة.

فقر الدم (الأنيميا)

فقر الدم هو انخفاض في عدد خلايا الدم أو تركيز الهيموجلوبين – و هو البروتين الذي يحتوي على الحديد، و الذي يحمل الأكسجين في الدم. يعتبر فقر الدم اضطراب شائعٌ جداً، و الذي يمكن أن يؤدي إلى نقص في إمدادات الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة، و يمكن أن يسبب الدوار، و الإرهاق، و شعور عام بعدم الراحة، و ضيق التنفس، و انخفاض التركيز، و الحساسية للبرد، و خفقان القلب (شعور بنبضات سريعة و غير منتظمة للقلب). قد يشير شحوب الجلد إلى فقر الدم لكن تحديده يعتمد، بالطبع، على لون الجلد، و أحياناً لا يمكن تشخيصه إلا بعد الإصابة فقر الدم الحاد.

عدوى الأذنين

يمكن للبكتيريا و الفيروسات إلى جانب تراكم السوائل في الأذن أن يؤدي إلى الشعور بالدوخة، و الغثيان، و فقدان مؤقت للسمع بسبب اختلال التوازن أو التهاب الأذن الداخلية.

مرض مينيير (بالانجليزية: Ménière’s disease) أيضاً له علاقة بالتغيرات التي تحصل في الأذن الداخلية و قد يؤدي، من بين عدة أمور، إلى الدوخة الشديدة، و مشاكل في السمع، و طنين الأذن. هذا المرض، و الذي أسبابه غير واضحة، يسبب نوبات من الدوار الشديد التي تدوم لعدة دقائق و حتى ساعات و من ثم تختفي لمدة أسابيع و شهور. هذا ليس مرض شائع، و هو يؤثر عادة على النساء و الرجال الذين هم في منتصف العمر.

الشيخوخة

غالباً ما يظهر الدوار و عدم التوازن عندما يكون نظام حفظ التوازن في الأذن الداخلية، و كذلك أيضاً العضلات و جميع أجزاء الجسم لا تعمل بشكل متناسق و متناغم – و هي حالة أكثر شيوعاً عند تقدم الإنسان في العمر. قد تكون مشاكل القلب و الأوعية الدموية أيضاً أكثر شيوعاً في مرحلة الشيخوخة و يمكنها أن تسبب الدوار من خلال الإضرار بتدفق الدم.

المصدر