التغذية الأرشيف • معرفة https://m3rifah.com/tag/التغذية/ نحو علمٍ ومعرفة Sun, 04 Jul 2021 14:12:40 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.1.6 https://m3rifah.com/wp-content/uploads/2019/06/cropped-m3rifah-favicon2-32x32.png التغذية الأرشيف • معرفة https://m3rifah.com/tag/التغذية/ 32 32 غذاء الفكر – كيف يستخدم دماغنا الطعام https://m3rifah.com/%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d9%85-%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%ba%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b9%d8%a7%d9%85/ https://m3rifah.com/%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d9%85-%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%ba%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b9%d8%a7%d9%85/#respond Sun, 14 Jul 2019 22:28:06 +0000 https://m3rifah.com/?p=2348 ينهمك مهندسو المواد معظم الوقت بإيجاد المادة المثالية التي قد تتفوق على غيرها في صناعة كلٍ من المكونات المختلفة. فزجاج السيارة، على سبيل المثال، يتم...

ظهرت المقالة غذاء الفكر – كيف يستخدم دماغنا الطعام أولاً على معرفة.

]]>
ينهمك مهندسو المواد معظم الوقت بإيجاد المادة المثالية التي قد تتفوق على غيرها في صناعة كلٍ من المكونات المختلفة. فزجاج السيارة، على سبيل المثال، يتم انتاجه من الياقوت الصناعي بسبب قوة تحمله. في حين تتم صناعة الإستيك المطاطي من المطاط بسبب مرونته. لكل مادة خصائصها المحددة، أو إذا شئتم – تخصُصاتٍ تجعلها مثاليةٌ للقيام بوظائف معينة. و لأن الجسم البشري يتكون هو الآخر من مواد، إذاً ينطبق علينا نفس المبدأ: المواد الغذائية المختلفة لها فوائد للقيام بوظائف الجسم المتنوعة. فالعظام يجب أن تكون قوية و لذلك هي تحتوي على الكالسيوم، في حين أن الجلد الذي يجب أن يكون مرناً يتكون من الكولاجين. لكن على عكس الأجسام الغير حية، فإن أجسامنا ديناميكية و متجددة باستمرار، و لذلك لدينا سيطرة كبيرة على تركيبة هذه المواد و طبيعتها. بالنسبة لإدارة هندسة المواد في الجسم، فنحن نستخدم مصطلح “التغذية”.

تحدد نوعية المواد التي ندخلها لأجسامنا جودة البناء العام للجسم و قدرته على القيام بالوظائف المختلفة. بالطبع، فإن من المهم الحفاظ على القلب و الأوعية الدموية، و الكبِد، و الجهاز الهضمي، وبقية أجزاء الجسم. و لكن الأهم من ذلك هو مركز التحكم الذي يقوم بتشغيل جميع هذه الأعضاء. حيث يعتبر الدماغ هو العضو الأكثر تعقيداً من حيث الوظائف التي يقوم بها – فهو مسؤول عن تنظيم و تزامن جميع أعضاء الجسم، وليس هذا فحسب، فالدماغ يقوم بوظائفه المستقلة، بما في ذلك الذاكرة، و قدرات التفكير، و الحالة العاطفية.

تتناسب درجة تعقيد وظائف الدماغ مع درجة تعقيد المواد التي يتكون منها هذا العضو. في حين تتكون أعضاء الجسم الأخرى من مجموعة متنوعة من المواد التي تفي بوظائف مختلفة تتعلق بالأدوار التي تقوم بها، لكن يعتبر الدور الذي يقوم به الدماغ هو الأكثر تعقيداً من بينها. تكمن أهمية الجمع بين مجالات المسؤولية الميكانيكية و المعرفية في أن الطعام الذي نختاره لتغذية أدمغتنا لا يحدد الكيفية التي يعمل بها الجسم فحسب، بل أيضاً يؤثر على الحالة العاطفية، و القدرة على التفكير، و التذكر. و بعبارة أخرى، فإن الوعي بطبيعة تأثير التغذية على أدمغتنا يمكنه أن يؤثر على جودة الحياة التي نعيشها بشكل عام.

من ماذا تتركب أدمغتنا؟

يخبرنا فيديو الرسوم المتحركة الخاص ب TEDED أنه إذا تم سحب الرطوبة الموجودة في الدماغ و تحليل مكوناتها الغذائية، فإننا سوف نحصل على الدهون، إلى جانب كمية كبيرة من البروتينات و الأحماض الأمينية، والقليل من المغذيات مثل الحديد و الزنك و أخيراً الجلوكوز. “بالطبع، على الرغم من أن الدماغ هو أكثر بكثير من مجرد مجموع مكوناته المغذية”، يؤكد المتحدث في الفيديو قائلاً، ” لكن لكل مكونٍ تأثيرُه الواضح على وظيفة الدماغ، و النمو، و الحالة النفسية والطاقة”. حتى إذا لم نكن مدركين دائماً للعلاقة بينهما، فإن الكثير من مشاعرنا هي نتيجةٌ لعاداتنا الغذائية، سواء كان ذلك بشكل مباشر – مثل تأثير السكر على مستوى التركيز، أو كان ذلك بشكل تراكمي – مثل تأثير الكحول على الذاكرة.

دعونا نبدأ بنصيب الأسد، الدهون. بالتأكيد واجهتكم مصطلحات مثل أوميجا 3 و أوميغا 6. تعتبر هذه الأحماض الدهنية “نجوم الدماغ”، حيث وجدت الدراسات أن لها تأثيرٌ إيجابي على الأمراض التَنَكُسِية (بالانجليزية: degenerative diseases) التي تصيب الدماغ.لكن المشكلة هي أن الجسم لا يقوم بإنتاجها و يجب الحصول عليها من مصدرٍ خارجي. فالبذور و المكسرات و الأسماك الدهنية، على سبيل المثال، تحتوي على تركيزات عالية من هذه الأحماض و بالتالي فهي “ضرورية في تكوين و صيانة أغشية الخلايا”. إن الحفاظ على نظامٍ غذائيٍ غنيٍ بالأحماض الدهنية أوميجا 3 و أوميجا 6 أمرُ مهم للحفاظ على الصحة العامة للمادة الرئيسية للدماغ.

تعتبر البروتينات و الأحماض الأمينية هي “اللبنات الأساسية للنمو و التطور”. تعمل هذه المكونات الأساسية على تنظيم عواطفنا و سلوكنا: تقوم الأحماض الأمينية بحمل و نقل المواد التي تتكوّن منها الموصلات العصبية، وهي الجزيئات الكيميائية المسؤولة عن الاتصال بين الأجزاء المختلفة للدماغ. من بين الأمور الأخرى التي تتأثر بالموصلات العصبية هي الحالة النفسية (المزاج)، وكذلك النوم و الانتباه، إضافة إلى أوزاننا. ” (المُوَصلات) هي أحد الأسباب التي قد تجعلنا نشعر بالراحة بعد تناولنا لطبق كبير من المعكرونة، أو تجعلنا نشعر باليقظة و الانتباه بعد تناولنا لوجبة غنية بالبروتين”. مكونات النظام الغذائي تحفز الدماغ لإطلاق بعض المواد الكيميائية مثل النورادرينالين و الدوبامين و السيروتونين، و هي جميعها نواقل عصبية تعمل على تحسين المزاج.

لكن الأمر ليس بسيطاً كما يبدو. فلا يكفي الحصول على طبقٍ غنيٍ بالأحماض الأمينية و البروتين و التمسك به. لكي يصل إلى خلايا الدماغ، “يحتاج الحمض الأميني للمنافسة على مكانٍ محدود”. و من هنا تنبع، كما يؤكد المتحدث، أهمية اتباع نظام غذائي متنوع كما يلي: “تساعد القائمة التي تحتوي على تشكيلة مختارة من الأطعمة على الحفاظ على مجوعة متوازنة من الموصلات في الدماغ”. هذا سوف يسمح لكم بالاحتفاظ بمزاجٍ مستقرٍ و متَّزِن، لا يميل بشكل مفرطٍ إلى حالةٍ مزاجيةٍ معينة.

في حين أن استهلاك الأحماض الأمينية يمكن أن يكون له تأثيرٌ فوريٌ، فإن الجزء الثالث من حجمه – العناصر المغذية (المُغذّيات الدقيقة) لها تأثير طويلُ الأجل. تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه و الخضروات على الحفاظ على صحة الدماغ على المدى الطويل و درء الأمراض. الفيتامينات من نوع B تحافظ على الدماغ من التدهور العقلي. يحتوي الدماغ أيضاً على كميات ضئيلة من الحديد و النحاس و الزنك و الصوديوم التي تساهم في التطور المعرفي المبكر. و مع تقدم العمر، فإن خلايا الدماغ تتعرض للشيخوخة هي الأخرى. حيث يساعد تناول كميات متنوعة من هذه العناصر الغذائية على تقدم خلايا الدماغ في العمر بشكلٍ آمنٍ و بمعدلٍ بطيء.

باستطاعتنا أن نُناوِر بوظائف الدماغ عن طريق غذائنا

الذاكرة، التعلم، الحالة النفسية، و الإدارة العامة لأنشطة الجسم – يتطلب هذا النشاط العقلي الهائل الكثير من الوقود لكي يستمر. فقد يستهلك الدماغ ما تصل نسبته إلى 20% من الطاقة الإجمالية للجسم. أحد الأسباب التي تجعل الطلاب يشعرون بالتعب عند قضائهم لوقت طويل على مقاعد الدراسة هو زيادة نشاط الدماغ و قيامه باستقبال المعلومات الجديدة. أيضاً العمَّال الذين يبدأون القيام بمهمات جديدة هم عرضة للشعور بالتعب بسبب زيادة نشاط الدماغ. الطاقة التي نحصل عليها من السكر، و التي يأتي معظمها على شكل كربوهيدرات يقوم الجسم بتفكيكها إلى جلوكوز. يتواجد السكر على هذه الحالة (جلوكوز) في الدم و جاهز للاستخدام مباشرةً من قِبل جميع أجزاء الجسم بما فيها الدماغ. واحدةٌ من أكثر المناطق تأثراً من مستويات السكر هو الفص الجبهي (بالانجليزية: Frontal lobe) المسؤول عن الوظائف المعرفية المعقدة مثل اللغة، و الانتباه، و الذاكرة، و التخطيط، و الحافزية، و الوظائف الإدارية، و المهارات الإجتماعية. فغالباً ما يشير الانخفاض في قدرة الدماغ على القيام بهذه الوظائف إلى عاداتٍ غذائيةٍ غير متوازنة.

تقوم أجسادنا باستهلاك الطاقة في ثلاثة أشكال رئيسية: النشا، و السكر، و الألياف. لكل شكل منها تأثير مختلف على توافر الطاقة و الاستفادة منها. تحتوي معظم الأطعمة على جميع أشكال الطاقة في نفس الوقت، لكن بنسب متفاوتة. فمنتجات الدقيق الأبيض، على سبيل المثال، غنية بالسكر، و هو أكثر الأشكال توافراً للطاقة. و استهلاكها يسبب زيادة سريعة في الوظائف المعرفية. وبسبب السرعة التي يلتهم بها الدماغ السكر، ففي نهاية الارتفاع يأتي انخفاض حاد. لذلك، عندما نحتاج إلى الحفاظ على التركيز لوقتٍ طويل، فإن اختيار شكلٌ آخرٌ من أشكالِ الطاقة سيكون أكثر فائدة. يحتوي الشوفان، و البقول، و الحبوب على طاقة يتم اطلاقها إلى مجرى الدم بصورة منتظمة و مضبوطة على مدى فترة من الزمن لكي تحافظ على مستوى ثابت و مستقر في وظائف الدماغ.

لا تعتبر هندسة مواد الدماغ وصفة مضمونة للنجاح. أهم قاعدة ينبغي تطبيقها هي استهلاك مجموعة من الأطعمة المتنوعة الغنية بالعناصر المغذية للدماغ. قد يكون الحفاظ على قائمة غذائية ثابتة و دائمة مفيداً جداً لقيام الجسم بوظيفة معينة، و لكن هذا يؤدي إلى إهمال الأجزاء الأخرى. كما ذكرنا سابقاً، الدماغ أكبر من مجموع أجزائه. في كل مرةٍ نفتح فيها أفواهنا و نقرر نوعية الطعام التي سوف ندخلها إلى معالج الطعام الداخلي في أجسامنا، فإننا بذلك نحدد بالفعل الطريقة التي سيتصرف و يستجيب بها دماغنا: كيف ستبدو الدقائق، و الساعات و الأيام و السنين القادمة. فنحن من يقوم بتصميم حياتنا في الحاضر و المستقبل.

ظهرت المقالة غذاء الفكر – كيف يستخدم دماغنا الطعام أولاً على معرفة.

]]>
https://m3rifah.com/%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d9%85-%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%ba%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b9%d8%a7%d9%85/feed/ 0
ماذا يدخل لأجسامنا عند استهلاكنا للمواد الحافظة؟ https://m3rifah.com/2289-2/ https://m3rifah.com/2289-2/#respond Sat, 13 Jul 2019 04:10:35 +0000 https://m3rifah.com/?p=2289 في كل المواد العضوية تحدث العديد من العمليات و التفاعلات الكيميائية و البيولوجية. المواد العضوية مبنية على أساس العمل في دورات من الولادة و الازدهار...

ظهرت المقالة ماذا يدخل لأجسامنا عند استهلاكنا للمواد الحافظة؟ أولاً على معرفة.

]]>
في كل المواد العضوية تحدث العديد من العمليات و التفاعلات الكيميائية و البيولوجية. المواد العضوية مبنية على أساس العمل في دورات من الولادة و الازدهار و الانحلال و الموت، ومن هناك تقوم بتغذية دورة حياة أخرى. العمليات التي تحدث في النباتات و الحيوانات المختلفة تقوم بتنظيم هذه الدورات، و تقوم بتشكيل طبيعة الحياة وتحديد مدتها. و لأننا كائنات عضوية أيضاً، فإن هذه القواعد تنطبق علينا أيضاً.

و هذا يعني أننا نستهلك باستمرار المواد العضوية التي تُدَعّم دورة الحياة الخاصة بنا، بعبارة أخرى، نحن بحاجة للطعام لنتمكن من العيش. لماذا ينبغي علينا أن نتحدث عن هذا النشاط اليومي (تناول الطعام) بشكل كيميائي و غير مباشر؟ ذلك لأن التعرف بشكل أساسي على مبادئ العمليات البيولوجية الخاصة بنا يساعد على فهم ما نتناوله في طعامنا و لماذا ناكله. تُعتبر المعلومات الغذائية ضرورية لاتخاذ قرارات صحية مستنيرة قد تؤثر على اختياراتنا الغذائية التي نقوم بها.

بالرجوع للحديث عن الدورات – يتمثل التَّطَلُّع الأساسي لمعظم المخلوقات في كيفية توسيع دورة حياتها (باستثناء بعض الحشرات مثلاً). لدينا الكثير من الحِيَل للقيام بذلك، لكن أحد الأشياء الأساسية التي اكتشفها الانسان هي تمديد فترة حياة الغذاء. استخدام مصطلح “المواد الحافظة” بحد ذاته قد يسبب عدم الشعور بالراحة لدى العديد من الناس، لكن على الرغم من هذه التسمية الصحيحة جزئياً، هناك معلومات مطمئنة و مشجعة بشأن هذه المواد، كما هو موضح في فيديو الرسوم الخاص ب TEDED.

المساعدين الصغار للثلاجة

تخيَّلوا أنكم تدخُلون إلى السوبرماركت و تقومون بالشراء، و من ثم تعودون إلى المنزل، و تُرَتِبون كل الأغراض في خزانة الطعام و في الثلاجة، و في صباح اليوم التالي تتفاجأون عندما تكتشفون أن كل الغذاء أصبح فاسداً. يعتبر الطعام الطازج هو الشكل المفضل للاستهلاك، و لكن في معظم الحالات، فإن أسلوب حياتنا يسمح لنا بالاستمتاع بالطعام الطازج بشكل موقت فقط. إذا كنتم تعتمدون بشكل كُلي على الطعام الطازج، سيكون علينا العمل على مدار الساعة لتوفير متطلباتنا الغذائية من الأغذية الطازجة. في كل مرة ترغبون فيها بتناول وجبة خفيفة مثل قطعة من الكعك مع القهوة، فعليكم الخروج و البحث عن مخبز. بالطبع، نحن نحب العيش في ظروفٍ كهذه، لكن هذا ليس هو الحال في معظم المجتمعات الغربية.

في الحقيقة، لم يكن هذا الواقع منذ آلاف السنين. حافظ البشر على الطعام بطرقٍ مختلفة منذ فجر التاريخ، و حتى الحيوانات لا تعتمد بشكلٍ حصري على الطعام الطازج. فقد طوّر بعضها طرقاً أقل تطوُراً من الطرق الخاص بنا، مثل دفن الطعام في الثلج، أو أصبح عند بعضِها مقاومة جسمية عالية للأغذية الفاسدة. لدى البشر طرقٌ أكثر تنوعاً و تطوراً لاستهلاك غذائهم لفترة من الزمن – وهذا بالطبع بشكل نسبي و من وجهة نظرنا نحن. لأنه ليس من المؤكد على الإطلاق أن الضبع يستمتع بالخيار المخلل أكثر بكثير من استمتاعه بجثة حمار وحشي مضى على نفوقه ثلاثة أيام.

على كل حال، على مر السرير تطورت طرق حفظ الطعام. بدأ حفظ الطعام بواسطة التدخين، والتمليح، و التخليل، أو بالسكر، إلى أن وصل لمرحلة لإضافة المركبات الكيميائية للطعام. القاسم المشترك بين جميع هذه الطرق هو تثبيط التفاعلات الكيميائية و البيولوجية التي تحدث للطعام. يوضح فيديو الرسوم أنّ “هناك عاملان رئيسيان يسببان فساد الطعام: الكائنات الدقيقة و عملية الأكسدة”. العامل الأول عبارة عن مخلوقات صغيرة جداً، تبدأ من البكتيريا و تنتهي بالفطريات، “كلنا على معرفة بالظواهر التي تحدث بسبب الكائنات الدقيقة – رائحة كريهة، تَغَيُّرات في اللون و الملمس، و بالطبع، أضرار صحية. العامل الثاني – الأكسدة – هو “تَغَيُّر كيميائي في جزيئات الطعام سببه الأنزيمات و الجذور الحرة”. يمكننا رؤية نتائج هذه العمليات في ثمرة الأفوكادو حيث تصبح سوداء بعد بضعة دقائق.

واحدة من المزايا العظيمة التي يتمتع بها الإنسان هي القدرة على التخطيط على المدى الطويل، حيث ساهمت قدرتنا على إدارة الغذاء بصورة مستقبلية بشكلٍ رئيسيٍ في عملية نمونا و تطورنا. في فترات سابقة من تاريخ البشرية، عندما كان على الإنسان الاحتفاظ باحتياطيات من الغذاء لاستخدامها في الأوقات الصعبة، كل ما كان عليه القيام به هو العمل على تحييد تأثير السببين الرئيسِيَّيَن (الكائنات الدقيقة و الأكسدة) لتلف الطعام. “لذلك وجدنا وسائل لخلق بيئة معادية للكائنات الحية الدقيقة، على سبيل المثال جعل الطعام حمضياً”. تعمل البيئة الحمضية على تكسير الأنزيم الذي تحتاجه تلك الكائنات الدقيقة، لذلك سَيَصعُب عليها أن تتطوَّر.

من الممكن جداً أن حواسنا قد تعلمت أن تحب الطعام الحامض، جزئياً بسبب الخصائص الحافظة الخاصة بالحمض التي تشبه تلك الموجودة في الليمون. من يقوم بصنع المخلَّلات في منزله يعرف الدور المهم لليمون أو الحمض في هذه العملية. و هناك طرق أخرى نقوم بواسطتها بإنتاج بيئة حمضية. على سبيل المثال، البكتيريا  التي تقوم بانتاج حمض اللاكتيك كالذي يوجد في لبن الزبادي لها نفس التأثير. يُستخدم الملح و السكر بطرق أخرى لتثبيط نشاط الكائنات الدقيقة. كلتا المادتين تقوم بذلك عن طريق (الامتزاز) الإمتصاص الكيميائي لجزيئات الماء من جميع المواد العضوية الموجودة. هذا لا يقوم فقط باستنفاذ إمدادات الماء الخارجية للكائنات الدقيقة، بل يقوم بامتصاص جزيئات الماء الخاصة بها و يقتلها.

ماذا عن المواد الحافظة الاصطناعية ؟

تُوَفر البكتيريا التي تقوم بانتاج حمض اللاكتيك فوائد صحية للجهاز الهضمي، لكن يُنصح بتجنب الاستهلاك المفرط للحامض، أو الملح، أو السكر. في الواقع، فإن المواد الحافظة الطبيعية هي جزءٌ سهلٌ و بسيط. مخاوفنا تتعلق أساساً بالمواد الحافظة الاصطناعية. “العديد من المواد الحافظة الصناعية هي أيضاً حمضية”، يشرح المتحدث في الفيديو و يطرح السؤال الذي يهمنا جميعاً: ” هل هي آمنة؟”، حيث أسفرت الدراسات التي أُجريت على بعض المواد الحافظة الصناعية مثل حمض البنزويك و حمض البروبان و حمض السوربيك عن نتائج غير حاسمة، و لكن النتائج توحي بأن المادة المتعلقة بحمض البنزويك قد تكون ذات صلة بفرط النشاط. “ما عدا ذلك، يبدو أن تلك الأحماض آمنة تماماً”.

و مع ذلك، يوجد مواد حافظة أخرى توصلت بشأنها الدراسات إلى نتائج واضحة جداً. النيتريت، على سبيل المثال، كلاهما مواد حافظة توجد في اللحوم المعلبة كالنقانق. فالدراسات التي تربط بين استهلاك هذه الأنواع من الأغذية و المشاكل الصحية تشير إلى أن مواد النترات و النتريت تساهم في حدوث تلك المشاكل بشكل مهم.

لقد تحدثنا حتى الآن عن الكائنات الدقيقة و الطرق الطبيعية و الصناعية لتأخير عملها. الشكل الثاني من أشكال تلف الطعام هي الأكسدة. “المواد الحافظة المضادة للأكسدة تمنع التغيُّرات الكيميائية التي تعطي الطعام لوناً أو طعماً غريباً”. إذا كان التمليح و التخليل هما الطريقتان التقليديتان لإيقاف عمل الكائنات الدقيقة في الطعام، ففي حالة الأكسدة كانت الطريقة الرئيسية عبر التاريخ هي تدخين الطعام. “تعمل بعض المركبات العطرية الموجودة في دخان الخشب كمضادات للأكسدة”، كما جاء في هذا الفيديو. هناك مادة أخرى تقوم بعمل مماثل هي فيتامين E. في كلا الحالتين، فإن المادة الحافظة تساعد على التخلص من الجذور الحرة و منع المذاق السيء للطعام. بعض المواد الأخرى تعمل على تعطيل عمل الأنزيمات التي تجعل لون الطعام يتغيّر إلى اللون الأسود. تعتبر المواد الحافظة المضادة للأكسدة آمنة للاستهلاك، باستثناء بعض الحالات المحددة التي تعاني من الحساسية.

إذاً ما هو المقصود من كل ذلك – هل يمكننا الاستمرار في استهلاك الطعام الذي يحتوي على المواد الحافظة بدون تردد؟ يوضّح الفيديو أنه على الرغم من التأكد أن معظم المواد الحافظة تعتبر آمنة بجرعات مسموح بها من قبل المنظمات الصحية، إلا أن “بعض المستهلكين و الشركات يحاولون إيجاد البدائل”، حتى الآن “و بدون أي مساعدة كيميائية مهما كانت، فإن القليل من الأطعمة باستطاعتها ان تحافظ على فترة صلاحية لمدة زمنية طويلة”. حسناً، يبدو أن الإجابة تعتمد على الاختيار الشخصي. حتى لو افترضنا أن معظم المواد الحافظة غير ضارة، فهذا لا يعني أن جميع المواد الموجودة في الأطعمة المصنعة مفيدةٌ لنا. ثانياً، تختلف الاحتياجات الصحية باختلاف الأشخاص، لذا ينصح باستشارة أخصائيي التغذية.

و لكنها أيضاً مسألة تتعلق بإمكانية الوصول باستمرار للطعام الطازج و مقدار الجهد الذي علينا بذله لكي نجعل غذاءنا طازجاً بشكل تام. إذا أردنا و عملنا على تغيير أسلوب حياتنا بصورة تجعلنا نعتمد بشكل أساسي على المنتجات الطبيعية، فهناك الآن حلول أكثر تنوعاً. إذا كان الطعام الذي يوجد على الرفوف في غالبية أماكن التسوق هو ما نفضله فعلاً، فلا بأس، طالماً أننا على دراية بالجرعات و الكميات. في نهاية اليوم، يجب أن يكون هدفنا هو تمديد دورة حياتنا. و مع ذلك، كل شخص يقوم بوزن اعتباراته ليس فقط فيما يتعلق بالسؤال عن كيفية تمديد دورة الحياة، و لكن أيضاً كيف يفضل تجربة ذلك.

ظهرت المقالة ماذا يدخل لأجسامنا عند استهلاكنا للمواد الحافظة؟ أولاً على معرفة.

]]>
https://m3rifah.com/2289-2/feed/ 0