المحتويات
عملية الولادة القيصرية وآلامها
إن بعض النساء يُفضّلن الخضوع لعملية قيصرية بدل الولادة الطبيعية، بينما تفرض الولادة القيصرية على النساء الأخريات، سواء كان السبب هو خطر على حياة الأم، أو الجنين، أو أي سبب آخر، وفي جميع الحالات يجب على المرأة الحامل أن تكون على دراية تامة بما قد تتعرض له، أو بالأحرى أن تكون على علم بالنتائج المترتبة عن الولادة القيصرية، وبما أن الألم هو أكثر ما يشغل بال جميع النساء الحوامل مهما اختلفت طريقة الولادة، فإننا خصصنا هذا المقال للاجابة على أكثر سؤال يجول بخاطر النساء اللواتي قررن الخضوع لعملية قيصرية، ألا وهو : الى متى يستمر ألم العملية القيصرية ؟ كما أننا سوف نعرض عليكم كيف يمكن تخفيف هذا الألم، وكيف تؤثر العملية القيصرية على الأم من الناحية الجسدية أو النفسية.
ماذا بعد عملية الولادة القيصرية
في المستشفى
تعتبر الولادة القيصرية حلاً مثالياً في العديد من الحالات المستعصية، والتي قد تشكل خطراً كبيراً على حياة أو صحة الأم أو الجنين، لكن من المؤكد أن الخضوع لعملية قيصرية لا يعادل الولادة الطبيعية بأي شكل من الأشكال، كما أن طريقة تعامل الأم مع جسدها خلال الولادة القيصرية تختلف نوعاً ما مقارنة بالولادة الطبيعية، فبعد الولادة القيصرية يبدأ تأثير المخدر بالاختفاء بشكل تدريجي وبلا شك بعد اختفائه يبدأ الشعور بالألم، لكن الطبيب المختص أو الممرضة يقومان بإعطاء المريضة الدواء لتخفيف الألم، وفي كلتا الحالتين سواء الولادة الطبيعية أو القيصرية يصعب على الأم المشي، كما أنها قد تشعر بالعجز أو عدم القدرة على القيام بأي حركة، وهذا أمر طبيعي جداً، لكن كلما سارعت الأم للقيام بهذه الخطوة كلما كان أفضل، لهذا نجد أغلب الأطباء أو المشرفين يحفزون الأم ويشجعونها للنهوض من السرير قبل مرور 24 ساعة على العملية، كما أن الأمر لا يتطلب من الأم سوى السير لثلاث أو أربع خطوات بمساعدة الممرضة، لكي تتحسن الدورة الدموية في الجسم ولكي يستعيد الجسم ليونته الطبيعية.
في المنزل
بعد مرور 3 أيام يسمح الطبيب للمريضة بالذهاب إلى المنزل، باعتبار أن وضعها الصحي بخير، ولم تتعرض لأي أعراض جانبية حادة تستدعي البقاء في المستشفى لمدة أطول، وهنا يأتي دور المريضة والزوج أو أي شخص آخر سوف يرافق المريضة إلى المنزل، حيث سوف تحتاج إلى رعاية خاصة وإلى مجموعة من الأدوية ومسكنات الألم التي سوف يقوم الطبيب بوصفها، كما يجب على المريضة ألا تغتسل بعد الخروج من العملية، ويمكنها أن تستعين بالمناديل المبللة أو أي طريقة أخرى لتنظيف الجسم، ولا شك أن حمل الأثقال أو ممارسة الجماع أو القيام بأي عمل يتطلب مجهوداً عضلياً ممنوعاً منعاً باتاً، لأنه قد يؤدي إلى حدوث نزيف، كما يجب عدم أخذ أي دواء دون وصفة طبية، أما فترة الشعور بالألم، فقد تستمر إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن بفضل المسكنات التي يصفها الطبيب يمكن تخفيف هذا الألم بشكل كبير.
خطوات ضرورية للشفاء بشكل أسرع
العملية القيصرية لا تختلف عن أي عملية أخرى من حيث الألم وانتظار الالتئام الجرح للعودة إلى الحياة الطبيعية، وخلال هذه الفترة تستطيع الأم أو المريضة أن تعتني بالجرح بطريقة صحيحة، لكي يلتئم بشكل أسرع ولتفادي حدوث أي نزيف، والطريقة كالتالي :
- الاسترخاء : التوتر والألم النفسي قد يزيد الطين بلة، لهذا، من الضروري جداً أن تكون الأم مسترخية وهادئة، كما يجب أن يكون كل ما تحتاج إليه للعناية بنفسها أو بطفلها في متناول يديها، وأن لا تضطر للذهاب والإياب كلما احتاجت لشيء معين.
- عدم حمل الأثقال : بعد العملية القيصرية يمنع منعاً باتاً حمل أي شيء أثقل من وزن الطفل، تجنباً لأي ضرر، كما لا يجب القيام بأي عمل يتطلب مجهودا عضلياً، وعدم الوقوف لفترات طويلة أو الاستلقاء والجلوس لفترات طويلة جداً دون النهوض من السرير، لأن المشي بعد العملية يعزز عملية الشفاء.
- حماية البطن : عند السير أو الوقوف أو النزول أو القيام بأي حركات مفاجئة، يجب أن تحرص المريضة على دعم بطنها بيديها، أوعند العطس، أو الضحك، أو السعال، يجب أيضاً أن تمسك بطنها لتفادي أي أضرار.
- عدم إهمال الدواء : يعتبر الدواء من بين أهم وأكثر الأمور الضرورية التي لا يجب إهمالها إطلاقاً، ويجب اتباع الوصفة الطبية بشكل منتظم، لأنه يسرّع من عملية الشفاء، وقد يساعد الجسم على استعادة كل ما يحتاج إليه، والأهم من كل هذا يخفف الألم، لهذا، فإن عدم الانتظام باستخدامه قد يؤدي إلى الشعور بالألم، كما يجب زيارة الطبيب في الوقت الذي يقوم بتحديده.
- الإكثار من السوائل : من الضروري أن تنتبه الأم لتغذيتها، ويفضل الإكثار من السوائل لكي لا تصاب بالإمساك، كما أن الرضاعة تتطلب شرب الكثير من السوائل وتفادي الأغذية الغنية بالغازات.
- تهدئة النفس : من المعروف أن العديد من الأمهات يعانين من اكتئاب بعد الولادة، بسبب الضغط والألم والتوتر، لهذا من الضروري تهدئة النفس وإقناعها بأن هذه الفترة سوف تنقضي سريعاً، ولا بأس من طلب المساعدة من الآخرين سواء الجسدية أو الدعم المعنوي، خاصة بعد الخروج من العملية والذهاب إلى المنزل.