المحتويات
التخلُّص من الوسواس والخوف
إن الوسواس والخوف يشكلان عائقاً كبيراً بالنسبة للعديد من اﻷشخاص كما أنهما يعتبران من بين العراقيل الكبيرة التي من الممكن أن تؤثر على حياة الفرد بشكل سيء، إذ أن الشخص الذي يعاني من الوسواس والخوف يعيش حياة صعبة ومتعبة، وتراوده مجموعة من اﻷفكار والهواجس التي يصعب عليه التحكم بها، وللأسف هذه اﻷفكار تكون سلبية وتشاؤمية ومخيفة وتزيد الطين بلة، كما أنها تأتي على غير موعد وبلا استئذان، وتتسم هذه الأفكار بكونها لا تمت للواقع بصلة وأنها غير منطقية على اﻹطلاق، والمصاب بالوسواس يعلم علم اليقين أنه مصاب وأن أفكاره غير سليمة كما أنه يحاول تغييرها أو التحكم بها أو ربما تجاهلها على اﻷقل لكن اﻷمر لا ينجح في أغلب اﻷحيان، إن هذه اﻷفكار تسيطر على عقل المريض بشكل كلي ولا تسمح له بالتحكم بها وكأن اﻷفكار هي من تسير المريض لا العكس ويسبب هذا المرض مشاكل كبيرة في حياة الشخص المصاب ويجعل حياته غير متزنة.
أعراض الوسواس والخوف
عند ظهور مثل هذه اﻷعراض التي سوف نقوم بإدراجه يرجى التأكد إن كان المريض مصاباً حقاً أم لا عن طريق الطبيب المختص ﻷن هذا المرض غير ثابت بل يتطور وقد تكون مضاعفاته كبيرة ولا تحمد عقباها ومن بين أهم اﻷعراض :
- الخوف من التلوث أو الجراثيم واﻷوساخ : بحيث أن مريض الوسواس يقلق دائماً حول النظافة ويقوم بالتنظيف بشكل مفرط وغير عقلاني.
- الترتيب والتنظيم : يحتاج المريض أن يرى كل شيء مرتب بدقة تامة ولا يتحمل رؤية الأشياء المبعثرة ﻷنه يشعر بالقلق وتبدأ اﻷفكار الوسواسية في الظهور مما يدفعه إلى الترتيب بقوة.
- تخيلات لصور إباحية : يتخيل المريض مجموعة من الصور اﻹباحية واﻷفكار المرتبطة بالجنس بشكل غير طبيعي ومتكرر.
- الشعور برغبة في الصراخ : يشعر المريض أنه بحاجة ﻷن يصرخ في أوضاع غير مناسبة بسبب تلك اﻷفكار التي تغزو دماغه.
- رفض مصافحة اﻵخرين : يشعر مريض الوسواس أن مصافحة اﻵخرين سوف تنقل لهم الجراثيم واﻷمراض بحيث أن مجرد التفكير في المصافحة يجعل رأسه مشتعلاً باﻷفكار المخيفة والوساوس.
- الرغبة في أذية اﻵخرين : قد يكون مصاب الوسواس عنيفاً أحياناً ويشعر برغبة في إيذاء الناس بدون سبب وحتى لو لم يكن بينه وبينهم أي رابطة أو صلة.
- لا يمكن حصر أعراض الوسواس والخوف في بضعة سطور ﻷن اﻷعراض متعددة ومختلفة لكن عموماً هذه أكثر اﻷعراض المشتركة بين أغلب المصابين بالوسواس.
كيف يتم علاج الوسواس والخوف ؟
علاج الوسواس يتم بطريقتين وغالباً يتم استخدامهما معاً للحصول على أفضل النتائج والتخلص من المرض في وقت قياسي وهما : العلاج النفسي والدوائي.
العلاج النفسي : تتم معالجة الوسواس القهري بطريقة يطلق عليها اسم ” المعالجة المعرفية السلوكية ” وتستخدم لعلاج المرضى في جميع المراحل العمرية.
العلاج الدوائي : الطريقة الثانية التي تستخدم لعلاج الوسواس القهري هي أخذ مجموعة من اﻷدوية التي تسيطر على الوساوس والسلوكيات وفي أغلب الحالات يتم علاج الوسواس في البداية بأدوية مضادة للاكتئاب ﻷنها تعمل على رفع السيروتونين الذي يكون منخفضاً عند اﻷشخاص المصابين بالوسواس ومن بين هذه المضادات التي لا يجب أخذها بدون وصفة طبية نذكر ما يلي :
- باروكستين ( باكسيل )
- كلوميبرامين
- فلوؤكسيتين
- سيرترالين
- كلوميبرامين
قبل أخذ أي من هذه اﻷدوية يرجى استشارة الطبيب ﻷنها تحمل مجموعة من اﻵثار الجانبية، ويجب إبلاغ الطبيب أيضاً في حالة ظهور أي آثار لإصلاح الوضع قبل تفاقمه.
إن استشارة معالج نفسي يعد أمراً ضرورياً وكلما كان الوسواس في بدايته كلما كان التخلص منه أسهل، ومن الضروري أيضاً أن يتثقف المريض حول مرضه ويبحث كثيراً لكي يكون مدركاً لجميع تصرفاته ويفهم سبب أفكاره الوسواسية ﻷن هذا اﻷمر يساعده كثيرا في التعامل مع المرض.
من الممكن أيضاً أن يتم التعامل مع الوسواس والخوف بطرق أخرى قبل اللجوء إلى التدخل الطبي، ومن بين هذه الطرق التي يمكن اتباعها نذكر ما يلي :
- يجب على مريض الوسواس أن يتقبل الأمر ولا يستحي من كونه مريضا، لأن هذا الأمر خارج عن سيطرته وأن الإقتناع بهذا الأمر يساعد المريض على التغلب على الأمر ويقلل من شعوره بالغرابة ورغبته في محاربة نفسه وأفكاره، إن تقبل الأمر يساعد المريض على الشعور بشعور أفضل لأن عدم تقبل الأمر يجعل المريض في صراع مع نفسه مما يزيد الأمر سوءا لكن هذا لا يعني أن هذه الطريقة تغني عن زيارة الطبيب، إنها تساعد فقط لكن زيارة الطبيب ضرورية جداً جداً.
- بعض الأشخاص يشعرون بالإرتياح عند كتابة الأفكار التي تراودهم لأن الكتابة تشعرهم كأنهم يتخلصون من هذه الأفكار لهذا تعتبر كتابة هذه الأفكار الوسواسية فكرة جيدة للتخلص منها أو للشعور بالارتياح على الأقل.
- التوقف عن محاربة الأفكار، محاربة الأفكار تؤدي إلى ازديادها ولهذا من الضروري جدا عدم محاولة محاربتها لأن هذه الأفكار تسيطر بشكل كبير على العقل ومحاربتها لن ينفع في أي شيء وللأسف المصاب بالوسواس لا ينفك من محاربة هذه الأفكار لأنه مدرك وواع لتصرفاته وأفكاره الغير عقلانية لهذا ينصح بتوعية المريض لكي يكون مدركاً لمرضه وكيفية التعامل معه.