نزول الدم بعد تركيب اللولب الهرموني

بعد عملية تركيب اللولب ،فإن النزيف غير المنتظم والمتقطّع يعتبر أمراً طبيعياً في الأشهر القليلة الأولى، و في القليل من الحالات قد تعاني النساء اللاتي قمن بتركيب اللولب من نزيف غير منتظم لمدة قد تصل إلى 6 أشهر من تاريخ وضع اللولب، غالباً ما يتسبب هذا النزيف بالإزعاج في بداية الأمر، ولكنه عادةً ما يصبح أخف مع مرور الوقت.

تتجه غالبية النساء إلى استخدام الأجهزة داخل الرحم والمعروفة باسم (اللولب) كوسيلة منع للحمل أو تحديد النسل طويلة المدى، والتي تصل مدة صلاحيتها من 3 حتى 12 سنة حسب نوع اللولب، ولكن في بعض الأحيان تتفاجأ عند مشاهدة نزيف غير منتظم بعد إدخال اللولب، فمن الطبيعي حدوث نزيف مفاجئ خلال الأيام والأسابيع اللاحقة لإدخال اللولب، وكما ذكرنا فإنه في بعض الحالات القليلة يمتد هذا النزيف لمدة قد تصل إلى 6 أشهر، قد يكون النزيف في بداية الأمر أقل انتظاماً وأكثر غزارة، وقد يلاحظ وجود بعض بقع الدماء على الملابس أيضاً، ومع ذلك فإن انخفاضاً كبيراً وملحوظاً في النزيف سوف يحدث مع مرور الأيام والأسابيع، مع ملاحظة أن بعض النساء لا يعانين من هذا النزيف على الإطلاق، حيث تتوقّف حوالي 20 في المائة من النساء عن الدورة الشهرية بعد استخدام اللولب لمدة عام في بعض أنواع اللوالب.

النزيف اليومي بعد تركيب اللولب

خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد عملية إدخال اللولب، يجب توقّع حدوث العديد من الأمور الغير متوقّعة، وذلك فيما يتعلّق بالدورة الشهرية، فسوف تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة كما كانت من قبل، وقد يتم حدوث بعض البقع الدموية على الملابس بين الفترة والأخرى، وقد تصبح الدورة الشهرية أكثر غزارة من المعتاد، وقد يزداد طول فترات الدورة الشهرية بشكل مؤقت، جميع هذهالأمور سوف تختفي تدريجياً خلال الأيام أو الأسابيع أو الأشهر الأولى، فليس هناك داعٍ للقلق.

مسببات النزيف وغزارة الدورة الشهرية بعد تركيب اللولب

حالات غزارة الطمث أو الدورات الغزيرة لها العديد من الأسباب المختلفة، ولكن إذا بدأ هذا النزيف الغزير بعد فترة قليلة من عملية تركيب اللولب وإدخاله إلى الرحم، فيجب سؤال الطبيب المختص عن المضاعفات المحتملة خاصة إذا كان اللولب نحاسي وليس هرموني، سوف نتحدّث هنا في الأسباب الطبيّة المسببة للنزيف.

الاختلالات الهرمونية

عندما لا يكون هرموني الاستروجيين والبروجستون في الجسم متوازنين، فيمكن أن يتسبب ذلك بحدوث اختلالات هرمونية في كمية الهرمونين ،ويمكن أن يؤثر ذلك على بطانة الرحم ويزيد من سمكها، وعندما يأتي موعد الدورة الشهرية فإن هذه البطانة السميكة تتساقط وتؤدي لحدوث دورة غزيرة، ويمكن أن يحدث عدم التوازن أيضاً بسبب انقطاع الإباضة، حيث أن عدم قيام الجسم عن إفراز البوبيضات يمكن أن يؤدي لمستويات منخفضة جداً من البروجسترون، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى بطانة رحم كثيفة ونزيف حاد في الدورة الشهرية.

الأورام الليفية

الأورام الليفية هي أورام حميدة غير سرطانية تتكوّن في جدار الرحم، وهي تكون شائعة خلال سنوات إنجاب المرأة، ومن الممكن أن تتسبب هذه الأورام بغزارة في الدورة الشهرية، ويمكن أن تتسبب هذه الأورام بنزيف حاد وغير طبيعي وقد تشير إلى ارتفاع في مستويات الهرمونات.

وجود عدوى

قد تكون غزارة النزيف في بعض الحالات علامة من علامات مرض التهاب الحوض، خاصة إذا حدث ذلك في غضون 20 يوم من تركيب اللولب، ويمكن أن تتسبب هذه العدوى الخطيرة بالألم المزمن أو العقم.

أعراض مرض التهاب الحوض

  • ألم بعد الجماع المهبلي
  • نزيف أو إفرازات غير طبيعية.
  • حمى.
  • ألم في البطن.

أسباب أخرى لغزارة النزيف

قد يسبب الحمل نزيفاً يخلط بينه وبين تأخر الدورة الشهرية، في حال الشك بوجود الحمل فيجب استشارة الطبيب، فمن الممكن أن يشير النزيف الغزير إلى حمل خارج الرحم أو أحد أعراض الإجهاض.

يمكن أن يتسبب السرطان أو اضطرابات النزيف فترات غزيرة أو غير طبيعيبة في الدورة.

يمكن أن تنتهي أنسجة بطانة الرحم في عضلة الرحم وتتسبب بالألم والنزيف الزائد.

بعض الأدوية مثل موانع تجلّط الدم وبعض الحالات الطبيّة قد تتسبب بنزيف مفرط أيضاً

عوامل خطر حدوث النزيف

في حال كنت من المهتمين باستخدام اللولب كوسيلة لتحديد النسل أو منع الحمل، فيجب التحدث مع الطبيب عن تاريخك الطبي، حيث أن هناك العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرص حدوث نزيف الدورة المفرط، نظراً لأن هذه العوامل تجعل من أعراض الدورة الشهرية أسوأ، يوصي الكثيرون بعدم استخدام اللولب النحاسي للنساء اللاتي يعانين من الحالات التالية :

  • التشنجات الشديدة.
  • فقر الدم.
  • حساسية النحاس.
  • مشاكل تخثّر الدم.
  • نزيف الدورة الغزير أو الغير منتظم.

يوصى أيضاً بعدم استخدام اللولب الهرموني والنحاسي للنساء في الحلات التالية:

  • وجود تاريخ طبي لمرض التهاب الحوض.
  • وجود خلل في الرحم أو عنق الرحم أو المبايض أو قناة فالوب.
  • تاريخ من تعاطي المخدرات.
  • مسحة عنق الرحم غير الطبيعية.
  • بعض الحلات الطبيّة مثل الإيدز واللوكيميا.

في حال وجود أيٍ من هذذه الأعراض، يجب الاتصال بالطبيب المختص في أقرب وقت ممكن، وذلك للقيام بعمل الفحوصات وتقرير ما إذا كان الأمر يحتاج لتغيير موضع الجهاز أو استبداله أو تحويله إلى وسيلة أخرى، فقد لا يعمل اللولب بالشكل المناسب في منع الحمل.

كيفية التقليل من غزارة النزيف

في حال استخدام اللولب النحاسي ووجود نزيف حاد بعد مرور أكثر من 6 أشهر على استخدامه، فيجب التحدّث إلى الطبيب المختص في أقرب وقت إذا كان النزيف يحدث بشكل يومي أو بشكل متكرر أو كان يسبب القلق لديكِ.

تعتبر غزارة النزيف أحد الآثار الجانبية المعروفة لاستخدام اللولب غير الهرموني، وقد يكون علاج النزيف بسيطاً مثل إزالة اللولب من الرحم واستخدام طرق أخرى لتحديد النسل مثل الواقي الذكري أو حبوب منع الحمل، وإذا ترك النزيف دون علاج فقد يؤدي النزيف المفرط إلى العديد من المضاعفات مثل نقص مخزون الحديد في الجسم و فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، ما يتسبب بصعوبة في نقل الأكسجين عبر الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة ،وتشمل أعراض فقر الدم ضيق في التنفس وارتفاع في معدل دقات القلب إضافةً إلى الدوار والصداع.
إذا كان لديك اللولب النحاسي وتعاني من نزيف حاد بعد أكثر من ستة أشهر من وضعه ، فقد ترغب في إخبار طبيبك بذلك. تحدث إلى طبيبك في وقت أقرب إذا كان النزيف يتداخل مع الأنشطة اليومية أو إذا كنت قلقًا بشأنه.

زيارة الطبيب في حال حدوث النزيف

يعتبر اللولب أحد أكثر أشكال تحديد النسل ومنع الحمل فعاليةً، وبشكل عام فإن استخدام اللولب خالٍ من المتاعب، إلّا أن هناك بعض حالات النزيف طبيعي تماماً، في حال ملاحظة تغييرات كبيرة أو في حال الدورة الشهرية أثقل من المعتاد أو أصبحت أكثر غزارة، أو في حال وجود نزيف بعد عملية الجماع، فيجب زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، وفي حال تم إزالة اللولب فمن المرجّح أن تعود الدورة الشهرية إلى ذات الوتيرة السابقة التي كانت عليها.