المحتويات
تعانون من التعب و الإرهاق و ضيق في التنفس أو الشعور بالاختناق؟ ينبغي عليكم قراءة هذا المقال. بمناسبة يوم التوعية بقصور القلب، قمنا بجمع كل العلامات التحذيرية الأولية و الحلول لتلك المشكلة
ضيق التنفس، حتى عند القيام بجهد خفيف، و الاستسقاء، و الشعور بالاختناق أثناء النوم و مشاكل الجهاز الهضمي، هي ليست سوى بعض الأعراض التي تشير لوجود قصور في القلب – و هي حالة طبية مزمنة لا يستطيع القلب فيها القيام بإمداد أجزاء الجسم المختلفة بالدم اللازم للقيام بعملها. و بمناسبة اليوم التوعوي بقصور القلب، قمنا بجمع كل العلامات التحذيرية الأولية التي تشير إلى عدم قدرة القلب على تحمل هذا العبء و أيضا الحلول لتلك المشكلة.
يعاني واحد من كل عشرة أشخاص فوق سن الخامسة و الستين من قصور في عمل القلب. حيث أن نسبة حدوث هذه الظاهرة لدى عامة الناس هي 2%، و تعتبر في ازدياد في السنوات الأخيرة في الدول الغربية. حيث ترتبط هذه الزيادة، على ما يبدو، بسبب أن الطب المتقدم يسمح للناس بالعيش لسنوات عديدة بعد الخضوع للعلاجات مثل جراحة “المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة” (بالانجليزية: Cardiopulmonary bypass) أو جراحات استبدال الصمامات (بالانجليزية: Valve replacement). على الرغم من التطور و التقدم في الرعاية الطبية، فإن قصور القلب هي حالة لا تبشر بالخير، حيث أن ما نسبته تصل إلى 40% من المرضى الذين تم تشخيصهم بالفشل القلبي كنتيجة لإصابتهم بقصور قلبي يموتون في غضون عام من التشخيص.
ما هي العلامات المبكرة على انخفاض وظائف القلب؟
تتنوع العلامات التي تشير إلى عدم قدرة القلب على تحمل عبء القيام بوظائفه و نقل الدم لأعضاء الجسم، حيث يعتمد ذلك على طبيعة الجزء المصاب في القلب.
يتجلى قصور القلب الأيمن في انخفاض القدرة على الانقباض في الجزء الأيمن من القلب. حيث يعتبر الجزء الأيمن من القلب هو المسؤول عن ضخ الدم للرئتين، حيث أن قصور الجزء الأيمن من القلب في أداء وظيفته يؤدي إلى تراكم السوائل في الأوردة. حيث يؤدي تراكم هذه السوائل إلى الاستسقاء، و بروز الأوردة في الرقبة، و الاستسقاء في منطقة الأطراف السفلية و الكاحلين، و كذلك يؤدي إلى الاستسقاء في منطقة أسفل الظهر و في الأعضاء الداخلية مثل الكبد. كذلك تشمل هذه العلامات الضعف و الإرهاق و التعب الشديد، و ضغط دم منخفض أقل من المعتاد، و ضعف نبضات القلب، و زيادة في عدد نبضات القلب، و برودة سطح الجلد بسبب تقلص الأوعية الدموية الثانوية القريبة من الجلد. و خلال النهار يكون هناك انخفاض في كمية البول، بينما في ساعات الليل يكون هناك زيادة في إخراج البول.
يسبب القصور في الجانب الأيسر من القلب بتراكم مفرط للدم في الأذين الأيسر و في الأوعية الدموية المؤدية للرئتين. تشمل الأعراض احتقان الدم في الشعيرات الدموية و الأوردة الرئوية و استسقاء الرئتين. و بسبب هذه الحالة، يحدث ضيق في التنفس، و سعال ليلي جاف، و فرط التنفس (بالانجليزية: Hyperventilation)، و سرعة التنفس، و صوت عالٍ و بلغم أثناء التنفس، و أصوات تأوه و شخير في الرئتين، و ارتفاع في ضغط الدم الرئوي، و ضغط دم غير طبيعي في غرفة القلب اليسرى. انخفاض القدرة على الاستمرار ببذل أي مجهود، و ضيق في التنفس عند القيام بمجهود متزايد، حتى يظهر ذلك أيضاً عندما يكون الجسم في حالة من الراحة. و في وقت لاحق، يمكن أن يحدث ضيق التنفس أيضاً أثناء الاستلقاء حيث يختفي عند الانتقال لوضعية الجلوس. في الليل تحدث نوبات من ضيق التنفس يرافقها الشعور بالقلق و الاختناق. عند الجلوس، يقل الشعور بالاختناق، و يؤدي ذلك للشعور بالراحة.
ما هي العلامات التي يجب أن تجعلكم تقومون بزيارة الطبيب؟
يتجلى قصور القلب عادةً بتراكم كبير للسوائل في الجسم و حدوث الاستسقاء. يحدث هذا لأنه يصعب على القلب التعامل مع الزيادة في حجم الدم، و بالتالي يحدث هناك زيادة في إنتاج السوائل في الأوردة و أعضاء الجسم. عندما يتعلق الأمر بقصور القلب الأيسر، تتراكم السوائل في الرئين. و في حالة قصور القلب الأيمن، تتراكم السوائل في بشكل رئيسي في الأطراف السفلية. و في حالات قصور القلب الكلي، قد يحدث تراكم للسوائل في مختلف أعضاء الجسم.
من الأعراض الملحوظة أيضاً الإعياء و الإرهاق، و ضيق التنفس، و صعوبة التنفس أثناء الاستلقاء أو الشعور بالاختناق، و الشعور بالتحسن عن الانتقال لوضعية الجلوس أو الوقوف، و عدم استقرار ضغط الدم، و آلام في الصدر، و مشاكل في الجهاز الهضمي مثل فقدان الوزن الذي يؤدي إلى النحافة الملحوظة، و الغثيان و التقيؤ، و أوجاع البطن، و الشعور بالامتلاء و الشبع المبكر. في بعض الحالات، يحدث الارتباك، و مشاكل في بالاحساس بالاتجاهات و تقلبات المزاج.
كيف يمكنكم علاج قصور القلب؟
قد يحدث قصور القلب كهجوم مفاجئ و حاد، أو قد يتم تشخيصه أثناء القيام بالفحوصات الدورية الاعتيادية، حيث لا يكون المريض على علم بوجود المشكلة. يتطلَّب هذا الهجوم الحاد علاجاً فورياً و عاجلاً. حتى التشخيص الذي يحدث من قبيل الصدفة، أثناء الفحوصات الطبية الاعتيادية، يتطلب الاهتمام و العلاج، من أجل تجنب تدهور المشكلة و تفاقمها. عادةً ما يشتمل العلاج الطبي التقليدي على عقاقير مختلفة مثل مضادات التخثُّر، و مدّرات البول، و الأدوية المستخدمة في علاج عدم انتظام ضربات القلب، إلى جانب أدوية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن علاج قصور القلب بالطب الصيني إلى جانب العلاج الطبي التقليدي في آن واحد، حيث ينبغي تقديم العلاج الوقائي للمريض و إعادة تأهيله، إلى جانب العلاج الطبي المنتظم و المستمر. يشمل العلاج الطبيعي الصيني الوخز بالإبر، و توصيات لنظام غذائي متوازن، و نمط حياة مناسب، و تناول الأعشاب الطبية. يمكن لجميع هذه الأمور أن تعمل على توازن و استقرار حالة المرض، و إبطاء تطور المرض، و مساعدة الجسم على التخلص من السوائل الزائدة التي تسبب الاستسقاء، و تحسين قدرة عضلات القلب على التقلص و علاج مسببات المرض. حيث يعتبر هذا علاج وقائي و فعَّال و ذو نتائج رائعة و بلا أعراض جانبية.