اضطرابات النوم والقلق

يعاني الكثير من الناس من مشاكل قلة النوم والتفكير الكثير الذي يسبب الأرق ويمنع الشخص من أن ينام عدد الساعات اللازمة والتي يحتاجها الجسم مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من المشاكل الأخرى سواءً في العمل أو في الحياة الشخصية، لأن الشخص الذي لا ينام عدد ساعات كافية يقضي يومه مرهقاً كما أن مزاجه يكون معكراً مما قد يؤدي إلى حدوث مجموعة من المشاكل في المحيط المتواجد فيه، لهذا يجب على كل شخص يعاني من قلة النوم عدم الإستهانة بهذا الأمر، وعليه أن يقوم بالبحث عن حلول عملية لحل المشكلة من جذورها، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم مجموعة من الحلول التي أثبتت فعاليتها على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من ذات المشكلة.

العلاج السلوكي لقلة النوم

يعتبر العلاج السلوكي لمشكل قلة النوم علاجاً فعالاً جداً، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للأشخاص الذين لم تمضِ فترة طويلة على ظهور المشكلة لديهم، وقد سارعوا بالبحث عن علاج، خاصة وأن هذه التقنية لا تحتاج إلى أدوية أو شيء من هذا القبيل وفيما يلي سوف نعرض لكم مجموعة من التقنيات المميزة التي تدخل ضمن العلاج السلوكي لقلة النوم:

الاسترخاء

أول تقنية يمكن اللجوء إليها هي تقنية الاسترخاء لأن أولى خطوات النوم هي الاسترخاء وتوجد مجموعة من الحلول أو الامكانيات التي تساعد الانسان على الاسترخاء من بينها : التدليك الذي يعتبر من بين أفضل تقنيات الاسترخاء بالنسبة لأي شخص وفي أي عمر كان لأن التدليك يقوم بإرخاء العضلات وهذا أمر ضروري جداً للنوم، تمارين التنفس التي تساعد بدورها على الاسترخاء وتشتيت الذهن لكي لا يفكر في أي شيء آخر، التأمل أيضاً يعتبر من بين تقنيات الاسترخاء التي تجعل الانسان يشعر براحة نفسية كبيرة وينسى مشاكله التي تنغص عليه حياته، وأخيراً تمارين الذهن تعد حلاً فعالاً ونافعاً أيضا.

القيام بنشاط ممتع قبل النوم

إن أول سبب يمنع الشخص من النوم هو تفكيره الزائد في المشاكل وشعوره بالعجز وعدم القدرة على حلها ثم يبدأ شعور التوتر والضيق وبلا شك لا يمكن لأي شخص أن ينام في ظل هذه المشاعر السلبية، لهذا يجب على كل شخص أن يتحكم في أفكاره ولا يسمح لها بالسيطرة على عقله لكي لا تقوم بتدميره وذلك بتشويش تركيز العقل وعدم السماح له بالغوص فيها في الفترة المسائية قبل النوم، وتوجد الكثير من الطرق لتشتيت الذهن مثلاً من الممكن متابعة فيلم والغوص في أحداثه وبالتالي تشتيت الذهن عن هذه المشاكل، من الممكن أيضا قراءة كتاب ما أو الاتصال بصديق مقرّب، لكن يفضل تجنب الحديث في المشاكل والأزمات، وبالتأكيد لا تزل هناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها المرء لتشتيت ذهنه، ولخلق جو من المتعة بهدف تحسين الشعور النفسي لكي يسهل على المرء الاسترخاء والنوم بعمق عدد الساعات التي يحتاجها.

الاعتماد على التسجيلات الصوتية

يقدم بعض الخبراء مجموعة من التسجيلات الصوتية التي تم تسجيلها خصيصاً لإرشاد الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أو يستيقظون في منتصف الليل ويصعب عليهم العودة إلى النوم مجددا، وهذه التسجيلات هي عبارة عن إرشادات أو بالأحرى صوت يساعد المستمع على تخيل مجموعة من الأحداث الجميلة فيصبح هذا الصوت بمثابة موجه للعقل بحيث يتحكم في خيال المرء ثم يجعله يسترخي رويداً رويداً إلى أن يغط في نوم عميق وتعتبر هذه الطريقة فعالة جداً ويعتمدها العديد من الأشخاص للنوم بعمق والتخلص من الأفكار المتطفلة ما قبل النوم.

التمارين الرياضية

قد يبدو الأمر غريباً نوعاً ما أو قد يتساءل البعض ما علاقة التمارين الرياضية بعلاج قلة النوم والتفكير الزائد، لكن في الحقيقة التمارين الرياضية وقلة النوم مرتبطان ارتباطاً وثيقاً جدا، لأن موضوع النوم مرتبط بالجسد والعقل، لهذا نادراً ما يعاني الأشخاص الذين يقومون بالتمارين الرياضية من قلة النوم، لأن القيام بمجهود عضلي يتطلب بعده الراحة لهذا أغلب الرياضيين لا يعانون من مشاكل في النوم ولهذا السبب ينصح بالقيام بالتمارين الرياضية ويفضل أن يتم القيام بها بشكل منتظم.

أسباب قلة النوم

لمعرفة العلاج يجب معرفة السبب أولاً لهذا من الضروري معرفة الأسباب التي تؤدي إلى قلة النوم لتفاديها مستقبلا، فقد يكون الشخص لا يعاني من مشكلة بحاجة لعلاج، وإنما بمجرد تفادي هذه الأسباب سوف يصبح الشخص قادراً على النوم :

الجلوس أمام الحاسوب أو استخدام الهاتف قبل النوم قد يسبب الأرق ويمنع الشخص من النوم لأن الضوء المنبعث من الأجهزة الالكترونية يجعل عقل الانسان أكثر يقضة ويمنعه من الاسترخاء لهذا يفضل تجنب استخدام هذه الأجهزة قبل النوم بمدة لا تقل عن ثلاث ساعات أو ساعة ونصف على الأقل.

تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم ولا تشرب القهوة أو أي مشروب آخر يختوي على الكافيين لكي لا يبقى عقلك متيقظا ويصعب عليك النوم.

تجنب التفكير في ما يزعجك أو استحضار ذكريات قديمة مؤلمة لأن هذا الأمر سوف يزيد من احتمالية عدم القدرة على النوم، عند الذهاب إلى السرير لا يجب استحضار سوى الذكريات الجميلة لكي يحظى الانسان بليلة هنيئة وينام عدداً كافياً من الساعات، قد يكون الأمر صعباً في البداية لكن مع مرور الوقت سوف تعتاد على الأمر.