القلق والتوتّر

يعاني العديد من الأشخاص من القلق والتوتر نتيجة الضغوط اليومية التي يتعرّضون لها، سواءً بسبب العمل أو العائلة أو أي نوع من المشاكل، التي تحول دون ترك بصمة كبيرة في حياتهم، ذلك لأن الشعور بالقلق وبالتوتر يؤثر سلبا على إنتاجية الفرد مما يؤدي إلى شعوره بعدم الرضا عن نفسه وعن ما يقوم به، بالإضافة إلى الشعور بانعدام الثقة بالنفس، كما أن تراكم هذه المشاعر السلبية تجعل الإنسان في حيرة كبيرة، وفي العديد من الحالات لا يعلم الشخص بأن السبب الذي جعله يواجه كل هذه المصاعب أو بالأحرى النتائج السلبية التي تظهر بعد فترة من الزمن دون سبب، هو التوتر والقلق، إذ أن العديد من الأشخاص لا يدركون تماما بأنهم مصابون بنوبة من القلق والتوتر لهذا خصصنا هذا المقال لتوضيح الاعراض الجسدية للقلق والتوتر.

ما معنى القلق والتوتر

قبل أي شيء يجب أولا أن نفهم ما هو القلق وما هو التوتر، لكي يسهل علينا تحديد الأعراض الجسدية المرافقة لهما، والطّرق الصحيحة للتخلص منهما :

القلق : هو عبارة عن ردّ فعل تجاه مجموعة من المشاعر التي تخلف لدى الإنسان شعورا بعدم الارتياح، وأحيانا يكون سبب القلق وهمي، أي أنه لا يوجد سبب منطقي يدعو للقلق، لكن المصاب بالقلق يتصّور مجموعة من الأحداث السلبية، ويشعر بالعجز وعدم القدرة على حل هذه المشاكل التي قد تكون وهمية، أو قد تكون مجرد توقعات لم تحدث بعد، كما أن نسبة القلق تختلف من شخص إلى آخر، حسب طريقة تفاعله مع الأحداث وقدرته على مواجهة المشاكل، وتقبل الخسائر أو المشاعر السلبية.

التوتر : هو عبارة عن مشاعر ناتجة عن الشعور بالخوف من مواجهة أمر ما، أو الخوف من الفشل في شيء ما، إذ يشعر الإنسان المتوتر بنوع من الضغط وعدم القدرة على التخلص من مشاعر الضيق إلى أن ينتهي السبب الذي يجعله متوترا، ويختلف التوتر عن القلق من حيث السبب الذي يؤدي إلى حدوث كل منهما، إذ أن القلق قد يحدث بدون أي سبب يذكر، فبإمكان الشخص أن يتخيل أي شيء سيء لتحفيز شعوره بالقلق، أما التوتر فهو بحاجة لسبب يثير خوف الشخص وشعوره بعدم الارتياح، لكن عموما هذان الإثنان لا يختلفان بقدر ما يتطابقان وفي أغلب الحالات يصاحب القلق التوتر، إنهما وجهان لعملة واحدة.

أعراض التوتر والقلق الجسدية

إن إخفاء التوتر والقلق يعد أمرا صعبا نوعا ما، ويمكن ملاحظة الشخص المتوتر ومعرفته انطلاقا من مجموعة من الأعراض الجسدية التي تبدو واضحة عليه، وفيما يلي أهم هذه الأعراض التي إن ظهرت أو شعر بها أي شخص فهو يعاني من القلق والتوتر :

الصداع : أو ما قد يشعر به الشخص القلِق والمتوتر هو الصداع، نتيجة التفكير بكثرة وعدم إيجاد حلول منطقية يمكن الاستعانة بها لحل المشكل.

التصرف بعصبية : إن الشخص الذي يعاني من القلق يتصرف بعصبية في كثير من الأحيان التي لا تدعو لذلك، لأن نسبة التوتر والقلق تكون مرتفعة جدا، ويشعر بالضغط والعجز لهذا يكون رد فعله حاد نوعا ما ويتصرف بعصبية بدون أي سبب.

عدم التركيز : يؤدي القلق إلى انعدام التركيز وصعوبة في إنجاز المهام التي تتطلب قدرا من التركيز.

الأرق : لا شك أن الشخص المتوتر والقلق يجد صعوبة في النوم بسبب الصداع والضغط، وربما الخوف من عدم الوصول إلى حل، لهذا فإن أغلب الأشخاص الذين يعانون من الأرق مصابون بالتوتر والقلق.

الارتباك : يشعر الشخص المتوتر بالارتباك في العديد من المواقف العادية، بسبب التوتر والقلق وأيضا عدم الثقة بالنفس.

ضيق في النّفَس : يؤدي التوتر والقلق إلى الشعور بصعوبة في التنفس مما قد يؤدي إلى الإصابة بنوبة من العلع.

آلام في البطن : يؤثر القلق على جميع أعضاء الجسم بما في ذلك البطن، إذ يشعر الشخص المتوتر بآلام في البطن، ويصعب عليه تفسير سبب الشعور بهذه الآلام.

التعرق المفرط : عندما يشعر الشخص بالتوتر الشديد يبدأ بالتعرق بشكل غير طبيعي ودون القيام بمجهودات عضلية تؤدي إلى التعرق.

الإسهال : قد يؤدي التوتر إلى الإصابة بالإسهال لأن القلق يؤثر على جميع أعضاء الجسم كما ذكرنا سابقا.

انعدام الصبر : يتصرف الشخص المتوتر بنوع من الاهتياج ويصبح صبره منعدما، ولا يستطيع الانتظار أبدا بسبب التوتر.

الشعور بالتعب : إن الإحساس بالتعب يعد أمرا طبيعيا عندك القيام بمجهود بدني، أو إنجاز أعمال شاقة، أو العمل لفترات طويلة، لكن أحيانا يشعر الشخص بتعب شديد دون القيام بأي مجهود، والسبب في هذه الحالة راجع للتوتر والقلق، إذ أن الشخص المتوتر يقوم بمجهود عقلي كبير جدا في التفكير مما يؤدي إلى الشعور بالتعب.

كيفية التغلب على القلق والتوتر

إن التوتر يؤدي إلى حدوث مجموعة من الأضرار الجسدية والنفسية، لهذا من الضروري جدا البحث عن حل للتخلص منه، والحل يكمن في قدرة الإنسان على تقبل المشاكل التي يعاني منها وعزمه على القيام بمجهودات لحلها دون الانغماس في دوامة القلق، كما أن الثقة بالنفس تلعب دورا مهما جدا، إذ أن الشخص الذي يملك قدرا كبيرا من الثقة بالنفس يؤمن بأنه قادر على حل هذه المشاكل مهما بلغت درجة صعوبتها.