الحزام الناري

يعد الحزام الناري من بين الأمراض الجلدية المعدية، والتي تنتقل عن طريق استنشاق رذاذ الشخص المصاب عند العطاس، أو السعال، أو عند ملامسة المنطقة المصابة بالالتهاب، كما يعد من بين الأمراض التي تظهر نتيجة نشاط فيروس في الجهاز العصبي كان في فترة سكون طوال السنوات الماضية، أما سبب تواجد هذا الفيروس في الجسم هو الإصابة بجدري الماء في مرحلة الطفولة، إذ أن الأشخاص الذين أصيبوا بجدري الماء في صغرهم أكثر عرضة للإصابة مقارنة مع غيرهم، بحيث توصل الأطباء إلى أن الفيروس المسؤول عن الإصابة بجدري الماء في الطفولة، هو نفسه الذي يسبب الإصابة بالحزام الناري عند البلوغ، أو بالأحرى عند الكبر في السن، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تجاوز عمرهم 50 سنة، لأن الإنسان كلما كبر في السن كلما أصبح ذو مناعة ضعيفة، لهذا نجد أن الفئة الأكثر إصابة بعدوى الحزام الناري هي فئة البالغين الكهول، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، أما فترة عدوى الحزام الناري أو بمعنى آخر المدة التي يحتاجها المريض لكي يشفى بشكل نهائي من عدوى الحزام الناري، فتتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع بالنسبة للبالغين، أما بالنسبة للأطفال فلا تتجاوز 3 أسابيع.

أعراض الإصابة بعدوى الحزام الناري

الحزام الناري هو التهاب فيروسي حاد ومعدٍ والأعراض الأكثر شيوعاً هي كالتالي :

  • الألم : يعد الألم من بين أكثر الأعراض الشائعة، وأول علامات الإصابة بعدوى الحزام الناري، كما أن حدة الألم تختلف حسب المنطقة المصابة، إذ أنه يشتد أكثر كلما في المناطق ذات الحساسية العصبية بالإضافة إلى العمود الفقري، كما أن هذا الألم ليس محصوراً في المنطقة المصابة فقط، ومن الوارد أن يصل يشعر المريض به في المناطق السليمة في باقي جسده.
  • الصداع والحمى : من بين الأعراض الأخرى التي من الوارد ظهورها، هي الشعور بالصداع والحمى، بحيث ترتفع درجة الحرارة بشكل غير طبيعي، ويشعر المريض بالصداع في كثير من الأحيان دون القيام بأي مجهود، لكن هذه الأعراض غالباً لا تظهر سوى لدى الأشخاص البالغين، أي أنها من النادر جداً أن تظهر عند الأطفال.
  • تضخم الغدد اللمفاوية : بعد ظهور الأعراض الأولى التي تتجلى في الشعور بالألم، والصداع، والحمى، تتضخم الغدد اللمفاوية المجاورة للمنطقة المصابة.
  • طفح جلدي : الحزام الناري هو عبارة عن طفح جلدي، والذي يظهر بعد ظهور الأعراض الأولى، ثم يتحول إلى حويصلات صغيرة تشكل حزاماً لأحدى جوانب الخصر، أو في المناطق الأخرى المؤلمة، وتبدأ هذه الحويصلات بالتشكل بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام من بداية الإحساس بالألم.
  • من حويصلات إلى حبيبات حمراء : تتحول الحويصلات إلى حبيبات حمراء، وتستمر بالظهور لعدة أيام لتشكل الحزام الناري، ثم بعد أن تصبح هذه الحبيبات بارزة بشكل كبير تبدأ بالتقشر بالتدريج، ثم يشفى المريض، بحيث لا يستغرق المريض في الحالات العادية والغير مستعصية أكثر من 3 أسابيع لكي يتعافى من المرض، وقد يستغرق مدة أطول حسب وضع المريض، إذ أن السن والمناعة يلعبان دور مهم جداً.

علاج الحزام الناري

عند ظهور الأعراض التي تشير إلى الإصابة بعدوى الحزام الناري يجب استشارة الطبيب، لأن التشخيص المبكر يساعد على العلاج في وقت أسرع، كما يسهل السيطرة على المرض بشكل أكبر، ويجدر الذكر بأن الوصفات المنزلية أو أخذ أدوية أو مضادات دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، لهذا من الضروري جداً استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن، أما بالنسبة للعلاجات التي يصفها الأطباء فهي عبارة عن جرعات مضادة للفيروسات، والتي تعمل على تقليل الالتهاب ومنعه من الانتشار إلى مناطق أخرى في الجسم، كما أن هذه المضادات قد تقلل من مدة المرض، وتعمل على تسريع الشفاء والتخلص من الحزام الناري في وقت قصير، بالإضافة إلى مضادات الفيروسات، قد يصف الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم، أما بالنسبة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة فيصف لهم الطبيب بعض الأدوية الخاصة، لكن بعض الأشخاص يعتمدون على العلاجات المنزلية، والكريمات الموضعية، أو استخدام الأدوية دون أخذ استشارة طبية، مما يؤدي إلى تفاقم الأمر وقد يزداد الالتهاب ويحتاج إلى وقت أطول للعلاج.

الوقاية من الحزام الناري

إن الفيروس الذي يتسبب في ظهور الحزام الناري هو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء، لهذا فإن الأشخاص الذين تعرضوا سابقاً للإصابة بجدري الماء أكثر عرضة للإصابة، والطريقة الوحيدة للوقاية تتجلى في أخذ اللقاح المضاد لجدري الماء، ويبدأ أخذ اللقاح منذ الشهر 18 إلى غاية سن المراهقة، لكن هذا الاحتياط لا يكفي لتجنب الإصابة بجدري الماء لأنه مرض معد، ومن الممكن أن ينتقل من شخصٍ إلى آخر، عن طريق استنشاق رذاذ العطاس أو سعال الشخص المصاب، كما أن لمس المنطقة المصابة أو استخدام نفس أدوات الشخص المصاب قد يؤديان إلى انتقال المرض، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يفتقرون للمناعة القوية، لهذا من الضروري جداً الحرص على تقوية المناعة، وتجنب لمس أو الاختلاط المباشر بالأشخاص المصابين بعدوى الحزام الناري، جديرٌ بالذكر بأن النساء الحوامل، والرضع، والأطفال، من بين الفئات المعرضة للإصابة بالمرض عن طريق انتقال العدوى، لهذا يفضل أن تتجنب هذه الفئات أي اتصال مباشر بالمريض.