وفاة الإنسان بسبب الكهرباء

لابد أن الكثيرين منا قد كتِب لهم النجاة من الموت المحقق بعد أن تعرضوا لصعقة كهربائية خلال تواجدهم في العمل أو في المنزل، فالصعقة الكهربائية أمر مروّع للغاية مهما كانت شدة التيار الكهربائي أو الفولت ، فهي تسافر خلال الجسم كله، تختلف الصعقات الكهربائية باختلاف جهد و شدة التيار الكهربائي الذي يمر من خلال جسم الإنسان عند صعقه، فإذا كانت شدة التيار مرتفعة فهي حتماً ستؤدي إلى قتل إنسان .

كمية الجهد الكهربائي الكافية للتسبب في الوفاة

بالإضافة إلى شدة التيار الكهربائي (الأمبير)، إلا أن التيار المتسبب في صعقة كهربائية يتحدد من خلال جهد الكهرباء ومقاومة الدائرة، ويتمتع جسم الإنسان بمقاومة عالية للتيار الكهربائي، وهذا معناه، أنه بدون جهد كهربائي كافٍ، لا يمكن أن تمر كمية خطرة من التيار الكهربائي عبر الجسم وتسبب له الوفاة أو حتى الإصابة، ولكن بشكل تقريبي وكقاعدة عامة، فإنه إذا زاد الجهد الكهربائي عن مقدار 50 فولتاً فإن ذلك يكون كافيا لدفع تيار كهربائي قد يؤدي إلى قتل الانسان أو إصابته إذا مرّ خلال الجسم .

مقدار الوقت الذي يتطلبه وفاة شخص ما

إن تياراً كهربائياً تصل شدته إلى ( 7 مللي أمبير ) يمر عبر قلب الإنسان لمدة ثلاث ثوانِ ربما يكون كافياً لقتل الشخص، ومن المؤكد أن التيار البالغة شدته (100 مللي أمبر ) سوف يكون قاتل وخلال وقت أقل من الثلاث ثوان، إضافة لذلك فإن هناك عوامل أخرى تحدد مدى شدة الصدمة الكهربائية وإمكانية تسببها بالإصابة أو الوفاة من عدمه، ومن هذه العوامل مدة الصدمة الكهربائية، ومكان دخول الصدمة إلى الجسم، ودرجة رطوبة الجسم خلال الصعقة، وعلى سبيل المثال، فإن الصدمة الكهربائية التي تمر من خلال الذراع إلى الصدر وتصل إلى الذراع الأخرى، تعتبر أخطر بكثير من الصدمة الكهربائية التي تصيب الشخص في أصابع أقدامه .

السبب العلمي للوفاة عند مرور التيار الكهربائي من خلال الجسم

يسمى التيار المستخدم في المصانع والمنازل بالتيار المتناوب أو المتررد والمعروف بالـ AC وهي اختصاراً لكلمتي
Alternating current، حيث أن التيار المتردد تتغير شدته وتتذبذب من 50 مرة إلى 60 مرة في الثانية الواحدة ذهاباً وإياباً، وبشكلٍ علميٍ فإن قلب الإنسان يدق 70 مرة في الدقيقة الواحدة، ومرور التيار المتردد هذا يؤدي إلى اختلال واضطراب في تنظيم ضربات القلب ما يتسبب في الوفاة، ويؤدي الرجفان الذي يصيب الشخص إلى اختلال في ضخ الدم إلى القلب، ما يؤدي إلى الموت، إذا لم يتم إعادة العمل الطبيعي للقلب .

وفي التيار المباشر DC يمكن أيضاً أن تتسبب بالتأثير ذاته وتؤدي إلى تعقد في عضلة القلب، واختلال في انتظام ضربات القلب .

أما التيارات المباشرة DC التي تصل قدرتها إلى أكثر من أمبير واحد، فإن مور هذا التيار من خلال جسم الإنسان قد يسبب له الحروق، وإذا كان مسر التيار يعبر من خلال القلب أو الدماغ، فإن هذه الحروق قد تتسبب في الوفاة .