سرطان الحنجرة

سرطان الحنجرة هو عبارة عن مرض تتشكل فيه خلايا سرطانية خبيثة في أنسجة الحنجرة، ويمكن أن يكون لاستخدام منتجات التبغ والإفراط في تناول الكحول أثراً على الإصابة بسرطان الحنجرة وأحد مخاطر الإصابة بها، تشمل أعراض وعلامات الإصابة بسرطان الحنجرة إلتهابات في الحلق وآلام في الأذن، وتتشابه أعراض وعلامات سرطان الحنجرة مع كثيرٍ من الأعراض التي نواجهها في الكثير من الأمراض المعروفة، لذلك فإن وجود أعراض سرطان الحنجرة لا يدل بالضرورة على وجود سرطان الحنجرة، إلا في حال بقاء واستمرار هذه الأعراض لفترة غير عادية، فإنه في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، تستخدم الاختبارات التي تقوم بفحص الرقبة والحلق للمساعدة في الكشف عن وجود سرطان الحنجرة من عدمه، وتشخيص المرض في حال وجوده، وهناك عدة عوامل معيّنة تؤثر على التشخيص وفرص شفاء المريض وخيارات العلاج المتاحة للحالة.

سرطان الحلق وسرطان الحنجرة

يعتبر سرطان الحنجرة أحد أنواع السرطانات التي تصيب الحلق والتي تشتمل على العديد من الأنواع ، مثل سرطان البلعوم، وسرطان البلعوم الأنفي، وسرطان تحت اللسان، ويدلل سرطان الحلق على الأورام التي تنشأ في البلعوم أو في الحنجرة أو اللوزتين، والحلق هو عبارة عن أنبوب عضلي يبدأ من نهاية الأنف ويمتد إلى العنق، وتقع الحنجرة أسفل الحلق تماماً، وهي سريعة التأثر بسرطان الحلق، وتتكون الحنجرة من غضروف، وتحتوي على الحبال الصوتية التي تهتز لتخرج الصوت عند التحدّث.

نسبة الشفاء من سرطان الحنجرة

المرحلة الأولى من سرطان الحنجرة

إن سرطانات الحنجرة في مراحلها المبكرة تكون صغيرة الحجم، إضافةً إلى أنها موضعية ولم تنتشر بعد، ويمكن علاج هذه السرطانات بدرجة عالية عند معالجتها سواء بطريق الجراحة أو بطريق العلاج الإشعاعي، وقد ينطبق ذلك أيضاً على المرحلة الثانية من ، وبعض أنواع المرحلة الثالثة من سرطان الحنجرة، وفي المرحلة الأولى من سرطان الحنجرة، فإن حجم السرطان لا يزيد عن 2 سم، ولا يزال موضعياً لم ينتشر إلى العٌقد اللمفاوية ي المنطقة المجاورة، أما سرطان الحنجرة في مرحلته الثانية فلا يزيد حجمه عن 4 سم ويتجاوز الـ 2 سم، ولم ينتشر أيضاً إلى الغدد اللمفاية، ويمكن اعتبار “سرطان المرحلة الثالثة” سرطاناً مبكّراً إذا كان صغير الحجم، ولم يتضمن سوى عقدة لمفاوية واحدة، حيث يمكن إزالة هذه الععد جراحياً أو معالجتها بالإشعاع مع وجود فرصة كبيرة للشفاء في هذه الحالة.

علاج سرطان الحنجرة في المرحلة المبكرة

تتعدد تقنيات العلاج المستخدمة لعلاج مرض سرطان الحلق أو الحنجرة، ويتم استخدام التقنية أو الوسيلة المناسبة للعلاج تبعاً لحالة المريض والمرحلة التي وصل إليها مرض السرطان، في المراحل المبكرة من المرض يتم استخدام العلاج بالجراحة أو الإشعاع أو العلاج البيولوجي أو العلاج الكيميائي أو مزيج متعدد من هذه التقنيات، وقد يكون العلاج متعدد الأساليب كالعلاج باستخدام تقنيتين أو أكثر من أكثر الطرق الواعدة لزيادة فرصة علاج المريض أو إطالة عمره والفترة التي سوف يعيشها، ورغم ذلك فلا بد أن تؤثر بعض الظروف الفريدة لحالة كل مريض على كيفية تطبيق مبادئ العلاج هذه، ويجب قبل تلقي العلاج موازنة الفوائد المحتملة لتلقي العلاج مع المخاطر المحتملة له.

طرق علاج سرطان الحلق والحنجرة

تتعدد أساليب علاج سرطان الحلق، وذلك نظراً لدخول الحلق في عمليات التحدث والتنفس والبلع، ويتم تحديد نوع العلاج بحيث يكون أقل ضرراً وتأثيراً على هذه الوظائف .

  • العلاج بالجراحة : تعتبر الجراحة من أكثر أنواع العلاج شيوعاً لرطان الحلق في المرحلة المبكرة، وأن ما نسبته 80% من المرضى تم علاجهم بالجراحة، وفي بعض الحالات يكون المريض غير قادر على تحمّل الجراحة، أو أن نتائج الجراحة سوف يكون ضررها أكثر من فائدتها أو أنها ستؤثر على وظيفة أو وظائف معيّنة مثل التحدّث والبلع.
  • العلاج الإشعاعي : أثبت العلاج الإشعاعي فاعليته وأنه يؤدي إلى نتائج جيّدة ومماثلة لنتائج الجراحة، وأشارت إحدى الدراسات التي شملت 400 من مرض سرطان اللوزتين، إلى أن استخدام العلاج الإشعاعي لوحدة أو مع الجراحة لإزاالة الغدد اللمفاوة السرطانية تسبب بمعدلات علاج جيدة مثل النتائج التي تحققت مع العمليات الجراحية، ولكن مع مضاعافات أقل حدة من مضاعفات العمليات الجراحية، وفي هذه الدراسة أدى العلاج الإشعاعي إلى شفاء وعلاج ما نسبته 100% من مرضى السرطان في المرحلة الأولى، وما نسبته 86% من المرضى في المرحلة الثانية، وذلك بعد مدة 5 سنوات من انتهاء العلاج، إضافةً لذلك فقد تمت السيطرة على السرطان في منطقة اللوزتين بشكل يفوق ما نسبته 80% من المرضى في المرحلتين الأولى والثانية.
  • الإشعاع والجراحة : في العادة، فإنه يتم استخدام كلا التقنيتين (الإشعاع والجراحة) لسرطانات الحنجرة الكبيرة، إلا أنه، يمكن أيضاً إستخدام هاتين التقنيتين في العلاج للمرضى الذين يعانون من سرطان تم الكشف عنه في هوامش الأنسجة التي تمت إزالتها، أو المرضى الذي لديهم هامشاً ضيقاً من الأنسجة الطبيعية المتبقية بعد استئصال السرطان بطريق الجراحة.

علاج الغدد الليمفاوية في الرقبة

في حال تركت الغدد اللمفاوية في الرقبة بدون علاج، فإن سرطانات الحلق قد تنتشر في نهاية الأمر إلى جميع أنحاء الجهاز اللمفاوي في الرقبة، ويكون السرطان غير المعالَج والذي انتشر إلى الغدد اللمفاوية؛ هو المسؤول عن تكرار الإصابة بالسرطان وعودته بعد الشفاء، وبالتالي، فمن الهام جداً تحديد ما إذا كان هناك سرطان موجوداً في الغدد اللمفاوية في الرقبة من عدمه، وتكمن أهمية ذلك في منع تكرار وعودة السرطان للمريض، وتعتبر عملية الإستئصال الجراحي للغدد اللمفاوية في الرقبة الطريقة الأفضل لتحديد ما إذا كان السرطان موجوداً فيها أم لا.