المحتويات
أسباب وعلاج بكاء الأطفال الرضع
يعتبر البكاء وسيلة تواصل هامة جداً حيث يستطيع الطفل الرضيع إيصال رسالته من خلال البكاء، فقد يكون جائعاً، أو يشعر بالنعاس، أو يشعر بالضيق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في الجو المحيط، أو لغير ذلك من الأسباب العديدة، ولكن في حال كان البكاء شديداً فلا بد من معرفة سبب البكاء للعمل على إدراك المشكلة وحلها بشكل سريع، فقد يكون البكاء في هذه الحالة علامة تحتاج إلى علاج .
أسباب البكاء
يبكي الرضّع بشكل طبيعي من 1 ساعة حتى 3 ساعات يومياً، ومن الطبيعي تماماً أن يبكي الرضيع عند التعب أو العطش أو الجوع أو الألم أو حينما يكون وحيداً، ومن الطبيعي أيضاً للطفل أن يكون لديه فترة أخرى هنيئة في المساء، وإذا زاد عن ذلك كثيراً فربما يكون هناك مشكلة صحية بحاجة إلى عناية واهتمام، نلخّص في هذه المقالة أهم وأبرز الأسباب المؤدية لذلك، وفي غالب الأمر فإن الأطفال الرضّع يبكون للأسباب التالية :
- شعور الطفل بالملل أو الوحدة .
- شعور الطفل بالمغص نتيجة الانتفاخ أو غير ذلك .
- وجود الغازات الزائدة .
- الانزعاج وعدم الشعور بالراحة نتيجة وجود حفاظات مبللة أو قذرة .
- الشعور بالبرد أو الرطوبة أو حرارة الجو المحيط .
- الجوع أوالعطش .
- المرض .
- التهيّج ( في حال مصاحبة البكاء لتهيجات أو ازرقاق لابد من استشارة الطبيب المختص ) .
- الشعور بالألم .
- التسنين .
التعرف على سبب البكاء من خلال صرخة الطفل
عند سماع صوت بكاء طفلك انتبه جيداً لصرخاته المختلفة، وقم بملاحظتها، فقد تكون قادراً على تحديد احتياجات طفلك بمعرفتك لسبب بكائه من خلال الصرخات التي يصدرها، فعلى سبيل المثال :
صرخة الجوع : عادةً ما تكون قصيرة ومنخفضة، ومن ثم ترتفع وتنخفض .
صرخة الغضب : عادةً تميل إلى أن تكون أكثر اضطراباً وغير منتظمة .
صرخة الألم أو الضيق عموماً : تأتي بشكل مفاجيء وبصوت مرتفع، مع صرخة طويلة عالية النبرة تليها وقفة طويلة ومن ثم بكاء سطحي .
صرخة تركوني وحيداً : تكون مشابهة لصرخة الجوع وهي الناتج عن ترك الطفل وحيداً .
في أحيانٍ كثيرة تتداخل أنواع الصرخات المختلفة في بعضها البعض وقد يصعب عليك تمييز نوع الصرخة حينها، على سبيل المثال : يستيقط الأطفال الرضّع عادةً على الجوع ويبدأ بالبحث عن الطعام، فإذا لم تلاحظه بسرعه وتكون استجابتك سريعة فسوف يغضب وتبدأ صرخات الغضب تخالط صرخات الجوع .
صرخات الطفل والاستجابة لها
عند الاستجابة لصرخات وبكاء طفلك حاول الاستجابة في البداية إلى طلباته الأكثر إلحاحاً، كتغيير الحفاظات مثلاً ثم إطعامه، أو اذا كان يشعر بالبرد أو يشعر بارتفاع حرارة الجو والرطوبة، وتستطيع ملاحظة ذلك من خلال وجود التعرّق على وجهه في حال ارتفاع الرطوبة أو من خلال الأشخاص البالغون اذا ما كانوا يشعرون بالبرودة أو الرطوبة أو الحرارة، فطفلك أيضاً يشعر بذلك، فكّر أن طفلك ربما يبكي بسبب ضيق ملابسه على جسده أو وجود قطعة قماش لم يتم لبسها بالشكل الصحيح على جسدِه تجعله يشعر بالضيق والانزعاج منها، قد تكون شعرة طويلة قد التفّت على أحد أصابعه مما سببت له الإزعاج، فكّر في كل شيء حولك .
خلال فترة قصيرة وبعد التدقيق والملاحظة في صرخات طفلك وطريقة بكائِه فإنه لن يكون من الصعب عليك أن تتعرف على احتياجاته أو أسباب انزعاجه من خلال طريقة صرخاته .
كيفية تهدئة الطفل عند البكاء
تكريع الطفل أو تجشئته : ويتم ذلك بحمل الطفل بشكل عموي وجعل رأسه مقابلاً لكتفك الأيسر مع التربيت على ظهره، هذا سيؤدي إلى تجشئة الطفل والتخفيف من الغازات الموجودة .
هز الطفل إما من خلال استخدام كرسي هزاز، أو بوضع الطفل بين ذراعين والتمايل به بهدوء من جهة إلى أخرى .
المسح على رأس الطفل والتربيت على ظهره أو صدره ربما يجعله يشعر ببعض الهدوء والاطمئنان .
الغناء بصوتك قد يكون صوتك المزعج في الغناء سبباً في تهدئة الطفل وتوقفه عن البكاء .
تشغيل موسيقى أو ضوضاء : تشغيل الموسيقى أو الضوضاء البيضاء كصوت السيارات يؤدي إلى شعور الطفل بالراحة والالتهاء عن البكاء وربما النوم نتيجةً للصوت الذي يسمعه .
الاستحمام بالماء الدافيء : كثير من الأطفال وليس جميعهم يعشقون حمام الماء الدافيء وينسجمون به ويكون سبباً في هدوئهم وشعورهم بالراحة، خاصة إذا لم يكن هناك سبباً جدياً للبكاء مثل الجوع أو الألم .
الركوب في السيارة أو العربة : من المعروف أن ركوب الطفل في السيارة لمدة تتجاوز 15 دقيقة أو أقل قليلاً تجعل الطفل يشعر بالنعاس ومن ثم النوم في غالب الأحيان .
هل بكاء الرضيع يؤثر عليه
تظهر العديد من الدراسات بأن ترك الطفل يبكي بشكل مستمر وتعرضه لنوبات البكاء المتواصل دون استجابة من والديه قد يجعله أكثر عرضة بعشرة أضعاف للإصابة باضرابات نقص الانتباه وفرط الحركة أثناء مرحلة الطفولة، إلى جانب ذلك قد تكون نوبات البكاء المستمرة للطفل مؤدية إلى ضعف الأدراء المدرسي وزيادة في السلوك المعادي للمجتمع، وفي تفسير ذلك وجد أن هرمون الكورتيزول المسبب لهرمونات التوتر والذي يغمر الدماغ أثناء الأحداث المجهدة والبكاء الشديد والمتواصل يؤدي بالفعل إلى تدمير الروابط العصبية في أجزاء حرجة من دماغ الرضيع، بالإضافة إلى ذلك، عندما لا يتم تحفيز أجزاء الدماغ المسؤولة عن التعلق والتحكم العاطفي أثناء فترة الرضاعة، لن تتطور هذه الأجزاء من الدماغ، وستكون النتيجة حتماً طفل متسرع، وعنيف وغير مرتبط عاطفياً، لذلك يجب الانتباه من عدم إجهاد الطفل الرضيع وعدم تركه ليدخل في نوبة بكاء شديدة ومتواصلة .
متى يتوقف الرضيع عن البكاء
في غالب الأمر فإن الطفل الرضيع يبدأ بالهدوء وتقل نوبات البكاء لديه بعد مرور ثلاث أو أربع أشهر من عمره، حيث أن المغص وهو السبب الرئيس لبكاء الأطفال الرضّع يصبح من النادر حدوثه مع مرور الوقت وتعلّم الطفل طريقة الرضاعة الصحيحة وعمل أجهزته بكفاءة أعلى نتيجة ، لكن ليس كل الأطفال متشابهون، فبعضهم يبكي أكثر من غيرهم .
المغص عند الرضع
لم يتم معرفة أسباب المغص لدى الرضّع بشكل مؤكد وجازم، لكن معظم النظريات حول مغص الرضّع وبكائهم المستمر والمفرط تشير إلى الحساسية الغذائية ، الحساسية المفرطة، وتشيكل الغازات والتشنجات المعوية .