التعامل مع الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة

يواجه الكثير من الآباء والأمهات العديد من المشكلات في التعامل مع أطفالهم في مرحلة ما قبل المدرسة. وهي المرحلة التي يكون فيها عمر الطفل عادة 4 سنوات. على سبيل المثال، قد يرفض طقلك في مرحلة ما قبل الدرسة ارتداء أي شيء سوى اللون الأزرق. قد يرفض الطفل تناول طعام ما لسبب تافه رغم أنه يحب تناوله. قد يرفض أيضاً القيام بالعديد من الأمور لأسباب تتمثل في عنادة الطفل وتعمد عدم قيامه بفعل هذا. إذا كانت هذه الأمور تحدث فعلاً فلا تقلق، فأنت لست وحدك. حيث يواجه معظم الآباء والأمهات إن لم يكن جميعهم هذا في أبنائهم. سنتحدّث في هذه المقالة عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 4 سنوات والتي تسمى غالباً بمرحلة ما قبل المدرسة.

مرحلة الطفولة في عمر 4 سنوات

يشتهر الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بسلوكياتهم العنيدة، والتي تعتبر مناسبة تماماً من المنظور التنموي. تقول إحدى الأخصائيات الاجتماعيات “هناك الكثير من مصادر المدخلات للطفل” وتضيف “يستغرف الأمر سنوات حتى تكون قادراً على إدارة كل هذه المدخلات والحصول على مخرجات مقبولة اجتماعياً. نتيجةً لذلك، يتم تحفيظ الأطفال الصغار بشكلٍ مفرط. يعاني الأطفال في هذه المرحلة من ذات التحفيز المفرط الذي يحصل عليه المولود الجديد في محاولة إيقافه عن البكاء والمضايقة. رغم ذلك فإن الآباء لا يزالون غير قادرين على التحكم في ردود أفعالهم. يعتقد الآباء أحياناً أن أطفالهم في سن 4 سنوات أو في هذه المرحلة العمرية يحاولون أن يكونوا صعبين. لكن وفقاً للأخصائية الاجتماعية فهي تقول ” إن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة عالقون حقاً في سلوكيات بنفس الطريقة التي يعاني منها الأطفال المولودون حديثاً.

أسباب العناد لدى الطفل في عمر 4 سنوات

هناك سببان رئيسيان يجعلان الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتصرفون بعنادٍ محبط.

شعور الطفل بالإكراه

إن السبب الرئيسي الأول للعناد في مرحلة ما قبل المدرسة هو ما يعرف بـ “الإرادة المضادة”، وهي مقاومة تلقائية وغريزية لأي شعورٍ بالإكراه. تعتبر هذه غريزة تكييفية للمقاومة، وهي إيجابية في الكثير من الأحيان، حيث تساعد الأطفال في هذه المرحلة العمرية على تجنب إكراه الغرباء. كلنا يريد لأطفاله أن يصرح بـ “لا”، إذا كان شخصاً ما على وشك أن يؤذيهم. كل ما في الأمر أن هذا الأمر جيد جداً، لدرجة أنهم يصرخون بـ “لا” في آبائهم أيضاً نتيجة تحكم هذه الغريزة بهم في هذه المرحلة العمرية.

حل إشكالية شعور الطفل بالإكراه

يتمثّل حل هذه الاشكالية في التواصل مع طفلك بشكلٍ دائم والتقرب منه. يؤدي ارتباط طلفلك بك إلى جعله يرغب في التعاون معك. يمكن للأطفال في هذه المرحلة العمرية التمسك بشخص واحد فقط. إذا لم يكونوا متعلقين بك، فإنهم يرتبطون بشيءٍ آخر. عندما تطلب من طفلك القيام بشيءٍ ما وتحصل على رفضٍ كبير، فإن ذلك ناتجاً عن عدم شعوره بالارتباط بك. لذلك فهو يشعر بالإكراه بدلاً من التواصل. يجب عليك القيام بالتواصل باستمرار مع طفلك لإعادة إشراك غريزة التعلُّق. عندما يلاحظ الآباء بأنهم أصبحوا غير مرغوبٍ فيهم من قِبل أطفالهم، فهم بحاجة إلى المزيد من التواصل مع أطفالهم، وبحاجة إلى الكثير من العناق وقضاء وقت اللعب معهم. يجب القيام بهذا حتى لو تطلّب الأمر أن يقوم الآباء بطلب أبنائهم وإظهار الاهتمام الحقيقي بهم ومنحهم المزيد من الرحلات ووسائل الترفيه حتى إن لم يقم الطفل بطلب ذلك. يؤدي هذا تدريجياً إلى جعل حل المشكلة يسير بسلاسة أكبر وفي الاتجاه الصحيح.

الأطفال يجدون أنفسهم

في هذه المرحلة العمرية (عمر 4 سنوات) فإن الأطفال يجدون أنفسهم. حيث يكون الأطفال في هذه المرحلة في خضم ولادة نفسية لإحساسهم بالقوة، أو بعبارة أخرى يكتشفون من هم كأفراد. ويعتبر هذا السبب هو السبب الرئيسي الثاني للعناد في مرحلة ما قبل المدرسة أو هذه المرحلة العمرية.

يقول بعض الأخصائيين الاجتماعيين، إن هذا الإحساس الجديد بالفاعلية هو أمرٌ حساس، حيث أن الأطفال الصغار في سن 4 سنوات أو مرحلة ما قبل المدرسة يتعرفون على عقولهم. يمكن أن يجعلهم هذا أن يكونوا شرسين في سبيل حماية أفكارهم وما يعتقدونه. الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يصبحون عنيدين جداً جزئياً فقط في محاولة حماية إحساسهم بالذات.

حل اشكالية النوايا المعاكسة

إلى حد ما، فإن الحل النهائي لهذه التحديات هو الوقت ، وسيتخطى الأطفال هذه السلوكيات. يقول ليفيت: “إن إدراك النوايا المضادة هو غريزة”. “هذا ما يقود الأطفال إلى أن يصبحوا بشرًا قابلين للحياة. إفساح المجال لهذا النمو “.

يقترح أحد الأخصائيين الاجتماعيين في سبيل حل هذه الإشكالية، قيام الآباء بوضع استراتيجيات لمساعدتهم على تجنب إثارة النوايا المعاكسة. على سبيل المثال يجب على الآباء جعل جدول أعمالهم أقل وضوحاً بالنسبة لأطفالهم. لا تقم بفرض وقت النوم، وبدلاً من ذلك، قم بسؤالهم هل ترغب في النوم في الساعة 9 مساءً أم في الساعة الـ 10 مساءً. هل تريد ارتداء الملابس الحمراء أم الصفراء. غالباً ما يؤدي هذا ومع مرور الوقت في منح طفلك الحق أو الشيء الذي يرغب به بطريقة غير مباشرة، ويؤدي هذا إلى حل المشكلة.

متى تساوم طفلك في هذه المرحلة العمرية

يقترح الأخصائيون الإجتماعيون على أن يقوم الآباء باختيار معاركهم، فإذا كان بإمكانه العمل على حل وسط بشأن قضية مثل الملابس أو الطعام، فيجب فعل ذلك أو اختيار شيئين كلاهما مقبول بالنسبة للآباء والأطفال. غالباً ما يسعد الأطفال باختيار شيءٍ مقبول لأنهم يقومون بالتركيز على قوة الاختيار.

قد يكون من الصعب أن تظل متقدماً على طفلك طوال الوقت. يمكن أن يكون هذا محبطاً ومحرجاً بالنسبة للطفل في هذه المرحلة العمرية. غالباً ما يعتقد الآباء أن ذلك ينعكس على الأبوة والأمومة، لكنه ليس كذلك في العادة. حاول فصل مشاعرك حول سلوك الطفل عن السلوك نفسه. في ذات الوقت لا يجب الاستسلام للاستبداد من قبل طفلك، فمن المهم أن يظل الآباء أصحاب الكلمة الأولى فيما يتعلّق بالأطفال. كن على استعداد لقول “لا” لطفلك، مع مساعدته على التكيف مع الإحباطات الحتمية من خلال الفهم والإقناع اللطيف والجهود المستمرة للتواصل.

يحتاج الآباء إلى فرض معايير واضحة وهادئة عند الاقتضاء، لا تجادل بشأن التفاصيل وتبالغ في التوضيح مع الطفل العنيد في هذه المرحلة العمرية، فهذه معركة لا يمكنك الفوز بها.