التعامُل مع الطِفل العنيد

إن تربية الأطفال من أكبر المسؤوليات التي تقع على عاتق الأباء، لكن العديد منهم لا يكتشفون حجم المسؤولية قبل أن يكتشفوا طباع أبنائهم التي تكون أحيانا صعبة جدا، وتتطلب بعض الجهد والصبر لكي يسهل التعامل معهم بالشكل المناسب، ويعد الطفل العنيد هو أصعب نوع من الممكن أن يتعامل مع الأباء، كما أنه قد يسبب لهم الكثير من التعب إلى الحد الذي يدفعهم إلى البدء بالبحث عن حلول عملية أكثر، ولأن العديد منهم لا ينفكون من طرح هذا السؤال؛ ألا وهو كيف اتعامل مع ابني العنيد فقد قررنا أن نقدم لكم مجموعة من الارشادات والنصائح، التي تسهل عليكم التعامل مع هذا النوع من الاطفال، كما تجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الطرق التي سوف نقوم بذكرها قد تبدو سهلة للوهلة الأولى، كما قد يستخف البعض بها لكن فعليا عندما يكون الإنسان في موقف معين ينسى الطريقة الصحيحة التي تعلمها، لهذا يجب التركيز على هذه النقطة ومحاولة تذكر هذه الطرق في الوقت اللازم.

أفضل الطرق للتعامل مع الطفل العنيد

الطفل العنيد هو طفل غاضب وأناني نوعا ما بالرغم من أن هذه الأخيرة قد لا تظهر عليه بشكل كبير، لكن لا بأس من أخذها بعين الاعتبار، لكي يسهل علينا تحديد الطريقة الصحيحة والمناسبة لضبط الطفل العنيد، ومن الوارد أيضا أن يكون قد اكتسب هذا الطبع نتيجة مجموعة من التأثيرات الخارجية أو الداخلية، والتي ساهمت في بناء هذا الطبع، كما أن نسبة العند تختلف من طفل إلى آخر حسب مجموعة من الأسباب، وحسب مجموعة من الصفات الأخرى التي من الممكن أن تجعل التعامل معه أكثر صعوبة، لكننا في هذا المقال سوف نوضح لكم الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل العنيد :

الانصات له

أول ما يجب القيام به هو الانصات لهذا الطفل ومحاولة فهم السبب الذي يجعله متشبثا برأيه إلى هذا الحد، وفهم لماذا لا يريد أن يتنازل عن هذا الشيء ويستمر بالعناد، لأن كبح الطفل ورفض طلبه فقط لأنه عنيد أمر خاطئ بلا شك، لأنه مهما فعل ومهما أخطأ يظل طفلا صغيرا ولا يجب معاندته لأن هذه الطريقة لن تحقق أي أهداف، لنعطي أمثلة توضيحية لتقريب الصورة بشكل أكبر

لنفترض بأن طفلك لا يريد الذهاب معك إلى مكان ما، وأنت لا تملك الوقت الكافي لإقناعه ولا يمكنك البقاء معه في المنزل، وبالتأكيد لا يمكنك تركه بمفرده والذهاب إلى الموعد، وأغلب الأباء يلجأون إلى طريقتين في هذه الحالة؛ الأولى تتجلى في إرغام الطفل على الذهاب أو تهديده وقد يصل الأمر إلى التعنيف اللفظي لأن الأم أو الأب يشعرون بالتوتر في هذه اللحظة بسبب كون الموعد ذو أهمية كبيرة بالمسبة لهم وبالتالي لا يتحكمون في أعصابهم وتنتج ردة فعل كهذه، أما الطريقة الثانية فهي الرضوخ لمطالب هذا الطفل دون محاولة فتح نقاش معه وإلغاء الموعد أو تأجيله، قد تبدو الطريقة الثانية أصح من الأولى لكنها مع ذلك لا تحقق المطلوب لهذا يجب اللجوء إلى الطريقة الثالثة، وهي الانصات للطفل وفتح نقاش معه عن سبب رفضه وعناده، ولا شك أن سوف يبذل جهده ليقول جميع الأسباب التي تجعله رافضا الذهاب إلى هذا المكان بشكل مطلق، وقد تكون أسبابه مقنعة فمن الممكن أن يكون قد تعرض لموقف سيء في ذلك المكان، أو أنه لا يحب الأشخاص المتواجدون في ذلك المكان لسبب ما، بعد ذلك يجب طمأنته بأن لا شيء سيحدث له، كما يمكن إغراؤه، وذلك بوضع اتفاق يتكون من ” إذا فعلت كذا سوف تحصل على كذا ” وهذا الحل ينجح دائما مع أغلب الأطفال.

البحث عن الأسباب التي جعلته عنيدا

الطفل العنيد هو طفل يخفي شيئا ما خلف عناده، واكتشاف هذا الأمر ليس سهلا على الإطلاق ويتطلب الكثير من الصبر والذكاء، ومن بين الأسباب الأكثر شيوعا نذكر ما يلي :

  • الوراثة : بعض الطباع يمكن وراثتهم من الأهل، لهذا يجب التأكد إن كان هذا طبع أحد الوالدين أو ربما أجد أفراد العائلة.
  • الرفض الدائم : ” لا يمكنك، لا تفعل، لا تصرخ، لا تتكلم، لا تنهض، لا تجلس ” كل هذه الأوامر تؤدي إلى إنتاج طفل عنيد جدا، لأنه بهذه الطريقة يحاول إثبات وجوده وشخصيته، لهذا لا تتوقع من الطفل أن يتصرف مثل شخص ناضج وأن يتوقف عن التصرف بصبيانية فقط ليثبت وجوده.
  • الدلال المفرط : كثرة الدلال وتوفير جميع الطلبات يجعل الطفل تلقائيا يتعود على أن الأهل مستعدون لفعل أي شيء لأجله، لهذا عندما يرفض طلبه يسلك طريق العناد وغالبا الأهل الذين يدللون الطفل بشكل مبالغ فيه، تنجح هذه الطريقة معه ويحصل على مبتغاه دائما.
  • الغيرة : يشعر بعض الأطفال بالغيرة من إخوتهم، خاصة الطفل الأول إذ أن اهتمام الأهل يقل تدريجيا لأنهم منشغلون بالاهتمام بالطفل الآخر، أو هذا ما يصوره له دماغه ولجذب انتباه الأهل يتصرف بهذه الطريقة للفت الانتباه.

التواصل الدائم

من الضروري أن يتواصل الأهل مع الطفل بشكل مستمر وفهم ما يدور في عقله الصغير، لأن فهم ما يفكر فيه يساعدهم على فهم تصرفاته التي قد تبدو غير منطقية في كثير من الأحيان.