المحتويات
ضغط الدم “القاتل الصامت”
ارتفاع ضغط الدم أو ما يعرف غالباً بالقاتل الصامت، هو حالة مرضية تزيد فيها الأوعية الدموية مقاومتها لتدفق الدم ما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم داخلها، وهذا الارتفاع يتطلب من القلب العمل بجهد أكبر من المعتاد كي يتمكن من ضخ الدم داخل الأوعية الضيقة، واستمرار هذه الحالة من الممكن أن يؤدي إلى تلف القلب و الأوعية الدموية، كما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية و النوبة القلبية و الفشل الكلوي، وعادة لا تظهر أية أعراض أو علامات تحذر من ضغط الدم حتى وصوله إلى مرحلة تشكل خطراً على حياة الشخص.
ويتأثر بارتفاع ضغط الدم حوالي 20% من سكان الولايات المتحدة من بينهم حوالي الثلث غير مدركين لحقيقة إصابتهم بارتفاع ضغط الدم، ويعاني الرجال بنسبة اكبر من النساء من ارتفاع ضغط الدم حتى سن الـ 55، ولكن بعد هذا السن يصبح المرض أكثر شيوعاً بين النساء.
هذا ويعتبر ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً بين الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية من كلا الجنسين، وبشكل ملحوظ منه في المجموعات السكانية الأخرى.
تصنيف قراءات ضغط الدم
يصنف ضغط الدم إلى أربع فئات:
ضغط الدم الطبيعي: الانقباضي أقل من 120، و الانبساطي أقل من 80.
ما قبل المرضي: الانقباضي ما بين 120 و 139، و الانبساطي ما بين 80-89.
ارتفاع ضغط الدم المرحلة الأولى: الانقباضي 140 و 159، و الانبساطي 90-99.
ارتفاع ضغط الجم المرحلة الثانية: الانقباضي 160 أو أعلى، و الانبساطي 100 أو أعلى.
كيف يتطور ضغط الدم
هناك عاملان يحددان ضغط الدم، الأول هو كمية الدم التي يضخها القلب، والثاني قطر الشرايين التي تستقبل الدم من القلب، فعندما تكون الأوعية ضيقة؛ فإنها تزيد من مقاومة تدفق الدم وبالتالي يعمل القلب بشكل أقوى على ضخ المزيد من الدم للتأكد من أن الكمية نفسها من الدم تدور في جميع أنسجة الجسم، وكلما زاد ضخ الدم للقلب وضاق حجم الشرايين كلما ارتفع ضغط الدم.
تلعب الكلى دوراً رئيسياً في تنظيم الدم، حيث تفرز الكلى هرمون الرينين، الذي يتسبب في انقباض الشرايين، مما يرفع ضغط الدم، كما وتحكم الكلى أيضاً في حجم السائل في الدم، إما عن طريق الاحتفاظ بالملح أو إخراج الملح في البول، فعندما تحتفظ الكلى بالملح في مجرى.
الدم، فإن الملح يجذب الماء ويحتفظ به، ما يزيد من حجم السائل في الدم و بالتالي يزيد حجم الدم في الجسم، ومع ارتفاع حجم الدم الذي يمر عبر الشرايين، فإن ضغط الدم يزيد.
ولا يزال العلماء غير قادرين على فهم أسباب ارتفاع ضغط الدم، حيث إن 95% من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يمكن تحديد أسبابها.
حيث يعرف هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بارتفاع ضغط الدم الأساسي، وفيه يشك العلماء أن العوامل الوراثية قد تلعب دوراً في تطوره، وهناك حوالي 5% من حالات ارتفاع ضغط الدم يكون الارتفاع لديها نتيجة لاضطراب طبي آخر، مثل أمراض الكلى أو الكبد، أو كأثر جانبي لبعض الأدوية، ويعرف هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بارتفاع ضغط الدم الثانوي.
ومن العوامل الأخرى التي قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الناس، اتِّباع نظام غذائي غني بالملح، وعدم ممارسة أي نشاط بدني، و السمنة، و استهلاك الكحول بكثرة.
مضاعفات ضغط الدم
إذا لم يتم اكتشاف ارتفاع ضغط الدم ومعالجته، فإن المضاعفات قد تتطور لتشكل تهديد على الحياة على مدرا سنوات، حيث أن زيادة الضغط على الجدران الداخلية للأوعية الدموية يجعلها أقل مرونة ومع مرور الوقت تصبح أكثر عرضة لتراكم الرواسب الدهنية في عملية تعرف باسم التصلب العصيدي، كما أم الأجزاء الضعيفة من جدار الأوعية الدموية قد تتضخم لتشكل تمدد الأوعية الدموية، ومن الممكن أن يؤدي كلاً من تصلب الشرايين وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ إلى حدوث سكتة دماغية.
ويجبر ارتفاع ضغط الدم القلب على العمل بجهد أكبر لضخ الدم الكافي في الجسم وهذا الجهد الإضافي للقلب يتسبب في تضخيم عضلاته، وفي النهاية يصبح القلب المتضخم غير فعال في ضخ الدم، وقد يؤدي إلى قصور القلب، حيث لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم.
كما قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية الصغيرة داخل الكلية، بحيث تصبح غير قادرة على ترشيح الدم بكفاءة، وقد تتراكم الفضلات في الدم في حالة تعرف باسم بولينا، وبترك هذه الحالة دون علاج طبي فإن النتيجة تكون الفشل الكلوي.
علاج إرتفاع ضغط الدم
يوصي الأطباء الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم من الفئة الثانية والتي تعرف بفئة ما قبل المرضي، بنظام غذائي وتغيير في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن و الإقلاع عن التدخين، وذلك من أجل منع ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن لبعض المرضى خفض ارتفاع ضغط الدم عن طريق الحد من الملح في نظامهم الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وتقليل استهلاك الكحول إلى أقل من مشروبين في اليوم للرجال، ومشروب واحد للنساء.
أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم من فئة المرحلة الأولى وفئة المرحلة الثانية، فإن الطبيب يصف لهم نظام غذائي وتغيير في نمط الحياة، وأيضاً واحدة أو أكثر من العقاقير المعروفة باسم خافضات الضغط و مدرات البول، وهي الخافضات التي تعزز افراز الملح والماء، مما يقلل من كمية السوائل في مجرى الدم وبالتالي يخفف الضغط على جدران الأوعية الدموية. كما توصف لهم حاصرات بيتا وهي عقاقير تقلل من معدل ضربات القلب ومقدار الدم الذي يضخه القلب. كما تستخدم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) والتي تعمل على تضيق جدران الأوعية الدموية للسيطرة على ضغط الدم. و يضاف الى ذلك عقاقير حاصرات قنوات الكالسيوم والتي تعمل على خفض معدل ضربات القلب واسترخاء الأوعية الدموية.
هذا وتشير الدراسات الى أن استخدام عقارين أكثر فاعلية من استخدام عقار واحد وذلك عند انخفاض ضغط الدم إلى أقل من 140/90 ملم زئبق.