المحتويات
التعامل مع عصبية الأطفال
إن العصبية هي صفة قد تصاحب الصغير والكبير، إذ أنها لا ترتبط فقط بالمشاكل أو ضغوطات الحياة الكبيرة، لأن الطفل بدوره قد يعاني من بعض المشاكل الصغيرة والضغوطات الحياتية التي تناسب حجمه، مما يدفعه إلى التصرف بعصبية إزاء الأمر، وهذا التصرف يؤثر على الأهل بطريقة أو بأخرى ويجعلهم في حيرة من أمرهم، إذ يصعب عليهم التعامل مع الطفل لأنهم يجهلون الطريقة المناسبة للتعامل معه، لهذا خصصنا هذا المقال لتحديد الطرق الصحيحة والمناسبة للتعامل مع الطفل العصبي بالإضافة إلى معرفة الأسباب التي تدفع الطفل إلى التصرف بعصبية.
الطرق المناسبة للتعامل مع الطفل العصبي
يعاني الطفل العصبي من بعض المشاكل التي أدت إلى نشوء هذه العصبية بداخله، كما أن الأهل يسعل عليهم تحديد الأسباب أو الأمور التي تجعله عصبيا انطلاقا من المواقف التي يعيشها يوميا، والطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل العصبي هي :
- فهم السبب : أول ما يجب على الأهل معرفته هو فهم السبب الذي أدى بالطفل إلى التصرف بعصبية وجنون، وهذه النقطة تعد أسهل نقطة على الإطلاق، لأن الأطفال على عكس الكبار يمكن فهم السبب الذي يدفعهم إلى التصرف بمثل هذه الطريقة، لأن ينفجرون فورا بعد حدوث الأمر الذي يسبب لهم الإزعاج.
- طمأنة الطفل : الطفل العصبي يحتاج إلى طمأنة في أغلب الحالات التي يتصرف فيها بعصبية، لأن عصبيته في الأصل ناتجة عن قلقه من عدم الحصول على مبتغاه أو فقدانه، لهذا بعد معرفة السبب خلف عصبيته من الضروري جدا طمأنته وإخباره أن الأمر لا يستحق كل هذه العصبية.
- عدم الافراط في تدليله : التدليل المفرط ينتج طفلا أنانيا وعصبيا، كما أنه يجعله مغرورا جدا وقد يكون مؤذيا أيضا، لأن التدليل الزائد يشعره كأنه يملك كل شيء، وأن والداه سوف يحققون جميع مطالبه مهما كانت، حتى لو كانت هذه المطالب قد تؤذي الأشخاص الآخرين، وعندما يدرك الطفل أن ليس كل ما يرغب به قابلا للتحقق يضهر العصبية كتهديد لوالديه، لكن من الضروري أن يكونان الوالدين قادرين على التحكم بمشاعرهما في هذه الحالة ، كما يجب عدم تحقيق مطالبه الأنانية لكي يتعلم المشاركة، ويدرك أنه لا يستحق أي شيء ولا يمكنه الحصول على جميع متطلباته.
- التوقف عن التصرف بعصبية أمامه : إن الوالدين هما مرآة الطفل ومثله الأعلى، لهذا فهو يعمل دائما على تقليد تصرفات واحد منهما، وبالتأكيد لن يستثني التصرف بعصبية إذا ما شاهدهما يتصرفان كذلك، وكلما كان عمر الطفل أصغر كلما زاد تقليده للآخرين، وبالتالي يجب عدم التصرف أمامه بطرق غير لائقة أو بعصبية.
- مساعدة الطفل على التحدث : أحيانا يتصرف الطفل بعصبية بدون سبب، والحقيقة أن تصرفه هذا ليس بدون سبب، ولكن السبب الحقيقي يكون غير واضح، لأن الطفل خائف من الإفصاح به، أو قلق من ردة فعل الأهل، لهذا من الضروري جدا تشجيعه على الكلام، كما يجب على الأهل طمأنته وإشعاره أنهم يستطيعون مساعدتهم إذا أخبرهم، لكن يجب استدراجه بطريقة غير مباشرة وعدم تحسيسه بأنه يخفي شيئا وأنكم على علم به، أو تشكون في أمره، لأنه قد يشعر بالخوف ويتراجع عن التحدث، كما لا يجب تحسيسه بأن الأمر مرتبط بعصبيته ولا يجب الاستفسار عندما يكون غاضبا أيضا.
- التحدث إلى مدرسيه : قد يكون السبب راجع إلى مشكل في المدرسة، أو بسبب التنمر أو شجار بينه وبين أصدقائه، الأمر الذي جعله قلقا وخائفا ويتصرف بعصبية بسبب أو بدون سبب.
- التقرب منه : الطفل دائما يثق بالشخص الذي يتقرب منه، لهذا من الضروري جدا أن يتقرب الأهل من الطفل ومحاولة تكوين صداقة معه، وعدم التصرف معه بقسوة أو محاولة نهيه وأمره باستمرار، لأن هذه الطريقة لن تساعد الأهل على كسب ثقة الطفل.
مساعدة الطفل للتخلص من عصبيته
إن مساعدة الطفل للتخلص من عصبيته ليس أمرا يسيرا على الإطلاق لأنه يتطلب الكثير من الجهد والصبر، والعديد من المحاولات أيضا، وذلك بعد معرفة الأسباب التي تجعله عصبيا بالطبع ومحاولة تطبيق الخطوات التي تساعد على التعامل مع الطفل العصبي بحرص، كما يجب التأكد إن كان الطفل يعاني من مشكل على مستوى الصحة، لأن بعض المشاكل الصحية تؤدي إلى العصبية مثل : الإمساك، مشاكل في الغدة الدرقية، نقص في الحديد أو بعض الفيتامينات، أما إن كان السبب لا يتعلق بالمستوى الصحي ومرتبط بنفسية الطفل، فإن الحل هو الانتباه للطفل ومحاولة استدراجه ليتحدث عن ما يعانيه، لكن محاولة الاستدراج يجب أن تكون بطريقة غير مباشرة، وعدم التلميح لأي شيء يشير إلى أن عصبية الطفل مرتبطة بالموضوع لكي يتمكن الطفل من الوثوق في الأهل ومصارحتهم بما يعانيه، كما أن ممارسة بعض التمارين الرياضية قد يساعد الطفل على التخلص من الطاقة السلبية التي تجعله غاضبا، لهذا ينصح الأطباء بتوفير الجو المناسب للطفل لكي يمارس التمارين الرياضية، كما أن معانقة الطفل باستمرار تساعده على الشعور بالأمان والحب، وكلما كانت المشاعر الايجابية طاغية على شعور الطفل كلما قلت نسبة غضبه، لهذا لا تترددوا أبدا في معانقة الطفل باستمرار مع تقبيله وإشعاره بالحب والمشاعر الجميلة التي تجعله يشعر بالأمان.