المحتويات
توحّد الطفل في عمر الستة أشهر
إن مرض التوحّد من بين أكثر اﻷمراض التي يجب الوعي بها منذ البداية نظراً لكون مصاب التوحد بحاجة لرعاية خاصة وحرص شديد في التعامل معه، لكن كيف من الممكن اكتشاف اﻷمر عند الرضع الذي بالكاد يبلغ سنهم ستة أشهر؛ هذا ما نحن بصدد الحديث عنه بالتفصيل في هذا المقال لكي يسهل تحديد مرض التوحد انطلاقاً من اﻷعراض والتي غالبا ما تكون متشابهة عند جميع الأطفال.
دراسات حول مرض التوحد
في عام 2005 قامت مجلة دولية مختصة بعلم اﻷعصاب بنشر دراسة شارك فيها أكثر من 200 مشارك وبالاعتماد على مجموعة من السلوكات الصادرة من طرف اﻷطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر واثنا عشر شهراً قاموا بتحديد مجموعة من السلوكيات التي من الممكن أن تشير إلى أن الطفل مصاب بالتوحد لكن ومع ذلك كانت كل هذه الدراسات واﻷبحاث مجرد توقعات نسبية، وبعد مرور السنوات وتطور العلم تم اكتشاف طرق أخرى للكشف إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد أم لا لكن للأسف هذه الطرق التي تم اكتشافها لم تكن مفيدة في الكشف عن مرض التوحد سوى عند اﻷطفال الذين تجاوز عمرهم السنة اﻷولى على اﻷقل أما من هم أقل من ذلك فكان يجب على اﻵباء مراقبتهم بحرص شديد وتسجيل سلوكياتهم لكي يسهل على الطبيب تشخيص المرض، لكن العلم يتطور باستمرار ويتم اكتشاف كرق جديدة كل يوم للكشف عن المرض في وقت مبكر.
علامات التوحد في عمر الستة أشهر
من المؤكد بأن اﻷطفال في عمر الستة أشهر يقومون بمجموعة من الحركات ويحدث بينهم وبين اﻷشخاص المحيطين بهم اتصال بصري وما إلى ذلك لكن الوضع يختلف نوعا ما عند الأطفال المصابين بمرض التوحد وهذه هي أبرز أعراض هذا المرض :
الطفل لا يبتسم
الطفل المصاب بالتوحد لا يظهر ابتسامة في أغلب اﻷحيان بينما الطفل الطبيعي يبدأ بالابتسام عند الشهر الثالث، وللتأكد من اﻷمر يمن القيام بتجربة بحيث تقوم بحمل الطفل وتنظر إلى وجهه وتبتسم لعدة ثوان ولا بأس من تكرار التجربة ﻷربع أو خمس مرات، وعادة يبتسم الطفل الطبيعي على اﻷقل مرة واحدة.
قلة الاتصال البصري
الاتصال البصري يعد أمراً فطرياً بالنسبة للأطفال فبعد مرور ثلاثة أشهر منذ الولادة وأحياناً قبل يبدأ الطفل بمتابعة اﻷشخاص ويهتم بالنظر إليهم خاصة الوالدين واﻷهل الذين يراهم بشكل مستمر، لكن بالنسبة للطفل المصاب للتوحد فهو لا يهتم ولا يحدث بينه وبين اﻷشخاص المحيطين به أي اتصال.
عدم الاستجابة
بعد مرور تسعة أشهر على ولادة الطفل يكون الطفل قادراً على تمييز اسمه وفهم بأن الشخص الذي يناديه يقصده هو تحديدا بينما الطفل المصاب بالتوحد لا يستجيب عند مناداته ولا يظهر أي رد فعل أبداً.
قلة الانتباه والاهتمام
للتأكد من هذا اﻷمر يجب القيام بتجربة وهي أخذ لعبة ملونة بألوان زاهية وملفتة للنظر، ومن ثم تمريرها أمام عينيه، فإن قام بتتبعها فإنه طبيعي، وإن لم يظهر أي اهتمام فمن الوارد أن يكون مصاباً بالتوحد.
قلة الكلام أو انعدامه
من المعروف بأن الأطفال عندما يبدأون بتعلم الكلام لا يتوقفون عن الثرثرة رغم أن أغلب الكلام الذين ينطقون به يكون غير صحيح، لكن من الطبيعي جداً أن يثرثر الطفل ويحاول أن يتفاعل مع المحيطين به على عكس الطفل المصاب بالتوحد إذ أنه يتأخر في الكلام وقد يقول كلمة واحدة وقد لا يتكلم في البداية لفترةٍ طويلةٍ.