بكاء الطفل في عمر الشهرين

تقلق بعض اﻷمهات عند رؤية رضيعهن يبكي، خاصةً خلال اﻷشهر اﻷولى من عمره، كما أنهن يشعُرن بالحيرة حيال هذا البكاء، خاصة إن كان متواصلاً لفترة طويلة، بحيث يسبب لهن التوتر ولا يعلمن ماذا يريد الرضيع، هل هو جائع أم مريض أم يشعر باﻷلم، أم أنه يبكي لمجرد البكاء !
إن كنتِ واحدةً من بين هؤلاء الأمهات، فسوف تحصلين اليوم على إجابات لجميع أسئلتك كما أنكِ ستجدين طريقة التعامل مع طفلك عندما يستمر بالبكاء لفتراتٍ طويلةٍ دون توقف.

هل بكاء الطفل المتواصل في عمر الشهرين أمر طبيعي ؟

بكاء الطفل في عمر الشهرين

في العام 2006، قام مجموعة من الباحثين بإجراء دراسة في جامعة كولومبيا البريطانية حول بكاء الطفل خلال اﻷشهر اﻷولى من ولادته، بحيث أكدت هذه الدراسة بأن هذا أمر طبيعي، وأنه أمر شائع بين الرضع في هذا العمر، لهذا لا داعي للقلق، إن قمتِ بجميع واجباتك تجاه طفلك، وكنتِ متأكدةً بأنه لا يشعر باﻷلم، أو المرض، فما عليك سوى محاولة تهدئته.

ما بين 1962 و 2006، قام الباحثون بخمسون دراسة بهدف تحليل سلوك الرضع خلال اﻷشهر الخمسة اﻷولى، وقد تم تحليل سلوك حوالي 100 طفل، وكانت النتيجة أن جميع اﻷطفال يملكون نفس رد الفعل، وأنهم يبكون بشكل متواصل وكبير، وتعد هذه المرحلة العمرية هي أكثر مرحلة سوف يعاني فيها طفلك من هذه المشكلة، وقد يرفض محاولات التهدئة ويستمر بالبكاء من نصف ساعة إلى ساعة، ويطلق الباحثون على هذه المرحلة اسم ” البكاء الارجواني ” وغالباً تنتهي خلال الشهر الرابع أو الخامس على اﻷكثر.

سبب البكاء اﻻرجواني

إن فهم سبب بكاء الرضع خلال هذه الفترة هو أمرٌ صعبٌ نوعاً ما، بحيث أن جميع اﻷطفال يستمرون بالبكاء مهما كانت طريقة التعامل معهم، أو التواصل بينهم وبين اﻷم، باﻹضافة إلى أن بعض اﻷبحاث تؤكد بأن هذا أمر مشترك بين اﻹنسان وبعض الثديات اﻷخرى، كما يمكن اعتبار أن السبب الذي يجعل الطفل يبكي بهذا الشكل هو غريزة البقاء، إذ أن الطفل يشعر بالتهديد خلال هذه الفترة العمرية، الأمر الذي يدفعه إلى الاستمرار بالبكاء.

طريقة التعامل مع الطفل عندما يستمر بالبكاء

قد تتساءلين كيف يمكنني التعامل مع طفلي إن استمر بالبكاء لفترة طويلة، هل يجب أن أتجاهله لأنه يرفض جميع محاولات التهدئة، أم يجب أن أستمر في تهدئته، رغم أنني ألاحظ بأن الأمر لا يحدث أي فرق بالنسبة له ؟

والجواب في هذه الحالة سوف يكون بالتأكيد الخيار الثاني، صحيح أن أغلب الأطفال يمرون بمرحلة البكاء الارجواني، لكن هذا لا يُعد عذراً أو سبباً لإهمال الطفل، بل يجب أن تكوني حريصة جداً لكي لا تختلط عليك الأمور، وتستطيعين التفريق بين سبب بكاء الطفل، لأنه في بعض الحالات قد يكون مصاباً بمغص، أو يشعر بألم بسبب البرد، أو بسبب الغازات التي قد تكونين أنت السبب في نقلها إليه عن طريق الرضاعة الطبيعية، لهذا كوني حريصة بقدر ما استطعت.

متلازمة هز الطفل

مخاطر هز الطفل الرضيع

يعتمد بعض الأهل طريقة أخرى لتهدئة الطفل، وهي الاعتماد على الكرسي الهزاز، وهذه طريقة غير جيدة، ولا يمكن الاعتماد عليها، لأن طفلك سوف يتعود على هذه الطريقة وسوف يكون من الصعب عليك التخلص من هذه العادة لاحقاً، لهذا إن شعرت بالضيق أو التعب أثناء تهدئة طفلك، يجب تركه لعدة دقائق قليلة أو الخروج من الغرفة لدقائق ثم العودة إليه مرة أخرى، ويطلق على هذه العادة متلازمة هز الطفل، كما أنها قد تؤدي لأضرار كبيرة تصل إلى الشلل، أو الصرع، أو الاضطرابات البصرية، لهذا ينصح بعدم اتباع هذه الطريقة مهما كنت يائساً ومرهقاً من صراخ طفلك، لكي لا يتطور الأمر تحدث مضاعفات أنت في غنى عنها.

عندما يصاب طفلك بنوبات البكاء، لا تتركيه بمفرده أبداً بل قومي بحمله وتحدثي إليه وعانقيه، لكي يشعر أنه في أمان لأن السبب الرئيسي الذي يدفعه للبكاء خلال هذه الفترة هو غريزة البقاء كما ذكرنا، إذ أنه يشعر بنوع من الخطر أو التهديد، ولك أن تتخيل كم سيكون من المفيد توفير الأمان له في هذه الفترة، حتى لو لم يصدر أي رد فعل أو استجابة.

إن الاهتمام بالأطفال ليس بالأمر الهيّن، خاصة خلال المرحلة الأولى من الولادة، لهذا يجب عليك استشارة الأخصائيين أحياناً إذا شعرت أن طفلك يبكي بطريقة غير طبيعية، أو أن نوبات البكاء تستمر لأكثر من ساعتين، لكي لا يكون طفلك يشعر بالألم أو مصاباً بمرض ما، أو أنت تعتقدين أنها مجرد نوبة بكاء أرجواني وسوف تمر.

نمو الطفل وعلاقته بنوبات البكاء

كما نعلم جميعاً بأن الطفل يتطور من حيث الشكل والوظائف، وكل شيء في فترة النمو، لهذا كلما كبر الطفل يقل شعوره بالخطر، إذ أنه بعد عمر الشهرين يبدأ بتحريك رأسه أثناء سماع صوت الأشخاص حوله، مما يجعله يشعر بأنه قادر على فعل بعض الأمور بنفسه، لهذا تنتهي مرحلة البكاء الارجواني بعد مرور شهرين من ولادة الطفل.