حل المشكلة وفقاً لعلم النفس

يشار إلى عملية عقلية أو ظاهرة مخصصة لحل المشكلات باسم “حل المشكلات”، وذلك عن طريق اكتشاف المشكلة وتحليلها. يعتبر عملية حل المشكلة عملية مكرسة فقط لإيجاد أي حل، ولكن أفضل حل لحل أي مشاكل يتم مواجهتها. نظراً لوجود مشكلات فريدة اعتماداً على الموقف، فهناك أيضاً حلول فريدة. لا يوجد طريقة لحل جميع أنواع المشاكل. سنتحدّث خلال هذه المقالة عن خطوات حل المشكلة مع ذكر مثال مناسب، وذلك اعتماداً على ما يمليه علينا علم النفس.

إقرأ أيضاً : حل مشكلة عدم الثقة بالنفس

في علم النفس، فإن حل المشكلات لا يشير بالضرورة إلى حل المشكلات النفسية/ العقلية للدماغ. تشير العملية بكل بساطة إلى حل كل نوع من المشاكل في الحياة بالطريقة المناسبة لهذه المشكلة. يتعامل علم النفس مع العقلة الشاملة. واستخدام طريقة تفكيرنا بلباقة إلى جانب ما يمليه علم النفس هو ما يؤدي إلى حل أي مشاكل.

هناك العديد من الخطوات النفسية الصارمة التي يمكن اتباعها في حل المشكلات. يتم اتباع هذه الخطوات بترتيبٍ تسلسلي، ويتطلّب حل أي مشكلة اتباع هذا الترتيب أو الخطوات واحدة تلو الأخرى. قد يتطلّب هذا اتباع نفس الخطوات مراراً وتكرارً حتى يتم الوصول إلى حل أي مشكلات.

خطوات حل المشكلة في علم النفس

1- تحديد المشكلة

يعتبر تحديد المشكلة هو البداية الأولى الواضحة، لكن تحديد المشكل ليست بهذه البساطة التي تبدو عليها. قد يقوم البعض من الناس بتحديد المصدر الخاطئ للمشكلة، مما يجعل الخطوات التي يتم اتباعها بهذه الطريقة عديمة الجدوى. على سبيل المثال، ولو افترضنا أن شخصاً ما يواجه مشكلة في دراسته. يعتبر تحديد جذر الفشل في هذه الحالة هي الأولوية الأولى. قد تكون المشكلة هنا أن هذا الشخص لم يقم بتخصيص الوقت الكافي للدراسة، أو أنه لم يقم بتجربة الأساليب الصحيحة للدراسة. ولكن، إذا افترضنا هنا أن المشكلة هي أن الموضوع صعب للغاية، فلن نكون قادرين على حل هذه المشكلة.

إقرأ أيضاً : حل مشكلة عدم الثقة بالآخرين

2- فهم طبيعة المشكلة

من الضروري تحديد وفهم المشكلة بالشكل الصحيح بمجرد معرفتها. من خلال تحديد المشكلة، يمكن اتخاذ المزيد من الخطوات لحلها. أنت بحاجة إلى مراعاة وجهات النظر المختلفة لفهم أي مشكلة، سيساعدك هذا أيضاً في البحث عن حلول ذات وجهات نظر مختلفة. بالمتابعة مع المثال الذي تم طرحه سابقاً. فإذا افترضنا أن سبب المشكلة هي عدم القدرة على تخصيص الوقت الكافي لدراساتك. تحتاج إلى تحديد السبب وراء ذلك. هل كنت مشغولاً جداً في العمل. أم كانت تماطل في الدراسة؟. أنت بحاجة هنا إلى فهم المشكلة برمتها والأسباب الكامنة وراءها، وهذه هي الخطوة الثانية في حل المشكلة.

إقرأ أيضاً : كيفية التعامل مع الزوج العصبي والعنيد

3- تشكيل استراتيجية

يعتبر تشكيل أو تطوير استراتيجية، هو الخطوة التالية لإيجاد حل للمشكلة. سيتطلّب كل موقف مختلف صياغة استراتيجيات مختلفة، اعتماداً على التفضيلات الفريدة للفرد. لا يمكن حل المشكلة بباسطة بمجرد تحديدها وفهمها. لا يمكنك ترك العمل والبدء في فهم المشكلة فقط. تحتاج الآن إلى وضع استراتيجية لإدارة وقتك بشكلٍ صحيح. قم بتخصيص وقتاً أقل للأعمال غير المهمة وإضافتها إلى وقت الدراسة. يجب أن تكون استراتيجيتك مدروسةً بشكلٍ جيد، بحيث تكون قادراً من الناحية النظرية على الأقل على إدارة الوقت الكافي للدراسة بشكلٍ صحيح، وعدم الفشل في الاختبارات.

إقرأ أيضاً : الخمول والتعب والرغبة الشديدة في النوم

4- تنظيم المعلومات

الاستراتيجية الافتراضي التي قمت بصياغتها ليست كل شيء في حل المشكلة. يعد تنظيم المعلومات المتاحة خطوة حاسمة أخرى في عملية حل المشكلة. تحتاج هنا إلى معرفة ما تعرفه عن المشكلة وما لا تعرفه أيضاً. يعتمد دقة حل مشكلتك على كمية المعلومات المتاحة لديك. سيؤدي التنظيم السليم للمعلومات على مراجعة استراتيجيتك وصقلها وتحسينها للحصول على أفضل النتائج المؤدية إلى حل المشكلة.

5- تخصيص الموارد

يعتبر الوقت والمال والموارد الأخرى موارداً محدودة. سيساعدك تحديد مدى الأولوية القصوى لحل مشكلتك في تحديد الموارد التي ستقوم باستخدامها للعثور على حل لهذه المشكلة. إذا كانت المشكلة مهمة، يمكنك تخصيص المزيد من الموارد لحلها. ومع ذلك، إذا لم تكن المشكلة ذات أهمية كبيرة، فإنها لا تستحق الوقت والمال الذي قد تقوم بإنفاقه عليها إن لم يكن من أجل التخطيط السليم.

على سبيل المثال، لو قمنا بالتفكير في سيناريو مختلف، حيث توقفت صفقة “الحصول على وظيفة ما”، ولكن على بعد آلاف الأميال من مكان سكنك. الآن، أنت بحاجة إلى تحليل المشكلة والموارد التي يمكنك إنفاقها لحل هذه المشكلة. إذا لم يكن هذا العمل حقاً في صالحك، فيمكنك فقط محاولة حل هذه المشكلة من خلال الهاتف دون إنفاق الكثير من المال والوقت. ومع ذلك، قد تتطلّب منك الوظيفة الأكثر أهمية القيام بالسفر إلى مكانٍ ما أو إنفاق المزيد من الموارد في سبيل حل المشكلة.

إقرأ أيضاً : كيفية التعامل مع الطفل العنيد وكثير الحركة

6- مراقبة ورصد التقدم

تحتاج دائماً إلى توثيق تقدمك وأنت تبحث عن حل للمشكلة. لا تعتمد أبداً على ذاكرتك مهما كانت جيدة. من المعروف أن الأشخاص الذين يقومون بحل مشكلاتهم بشكلٍ فعال أنهم يراقبون تدقمهم بانتظام. إذا لم يحرز هؤلاء تقدماً بالقدر الذي يُفترض إحرازه، فإنهم سيعيدون تقييم نهجهم أو البحث عن استراتيجيات جديدة. ليس من الضروري الحصول على حل للمشكلة عند اتباع الخطوات للمرة الأولى أو الثانية. يجب محاولة اتباعها بشكلٍ دوري ومستمر في حال عدم الحصول على حل لهذه المشكلة.

لا يعتبر حل المشكلات عملاً يتم بين عشيةٍ وضحاها. على سبيل المثال، لا يمكنك الحصول على جسد رشيق بعد جلسة واحدة في صالة الألعاب الرياضية. يتطلّب الأمر بعضاً من الوقت ومزيداً من الصبر. وبالمثل، تحتاج إلى العمل من أجل حل أي مشكلة كل يوم حتى تقوم بتحقيق النتائج في النهاية. بالنظر إلى المثال السابق، فإذا كان كل شيء وفقاً للخطة، فسوف تقوم بتخصيص المزيد والمزيد من الوقت حتى تثق أخيراً في أنك تتحسن. يعتبر مراقبة وتتبع التقدم في حل المشكلة أحد الطرق المثالية للتأكد من أنك تسير على الطريق الصحيح في سبيل حل المشكلة. يمكنك إجراء اختبارات ذاتية كل أسبوع أو أسبوعين وتتبع تقدمك.

7- تقييم النتائج

حتى وإن توصلت إلى حل للمشكلة، فلا تزال مهمتك لم تُنجز بعد. تحتاج إلى تقييم الحل لمعرفة ما إذا كان هذا أفضل حل ممكن للمشكلة. قد يكون التقييم فورياً أو قد يستغرق بض الوقت.