ما هو ارتفاع ضغط الدم؟

يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما يكون جسمك قد بنى مقاومة كبيرة جداً في شرايين الجسسم، لذلك يصبح ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم أمراً غاية في الصعوبة، ويؤثر هذا على مدى صعوبة عمل القلب عندما يقوم بعملية ضخ الدم، ومن خلال عمل القلب بشكل أكثر يصبح قلبك مرهقاً ولن يعمل بطاقته المثلى، ومع مرور الوقت، من الممكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير على الصحة من خلال التسبب في أمراض القلب والسكتة الدماغية وفشل القلب الاحتقاني والعديد من المشاكل الأخرى، ويمكن لضعف القلب أيضاً أن يفتح المجال لمواطن ضغف خطيرة في حياتك لاحقاً.

إذا كان لديك تاريخ وراثي من ارتفاغ ضغط الدم في عائلتك، فمن الجيّد مواكبة الفحوصات بشكل منتظم، لأن ارتفاع ضغط الدم الوراثي سيؤدي كشفه المبكر إلى تقليل خطر حدوث مشكلات أكبر في المستقبل.

هل يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم؟

رغم ما تم الإشارة إليه في بداية المقالة، إلّا أن ليس الأمر دائماً سيئاً، حيث أنك وإن كنت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، فإن ارتفاع الضغط يمكن علاجه بدرجة عالية، حيث أن النظام الغذائي الصحي والنوم الجيّد وممارسة الرياضة يمكنها أن تعمل على تحسِّن بشكل كبير من حالات ارتفاع ضغط الدم، ويمكن لفحض ضغط الدم بانتظام أن يساعد في اكتشاف أعراض مشاكل أخرى أكثر حدّة في وقت سابق لحدوثِها، لذلك نجد أنه من المهم متابعة فحص وقياس ضغط الدم من خلال الجهاز المنزلي أو الجهاز الذي يتم استخدامه في الصيدليات أو أية أماكن أخرى.

كيف يتأثر ارتفاع ضغط الدم بالنوم ؟

دراسة (1)

هناك صلة وطيدة وواضحة بين مقدار النوم الذي يحصل عليه الشخص خلال اليوم وخطر ارتفاع ضغط الدم، حيث أنه وفي دارسة حديثة عن العلاقة بين مدة النوم وخطر ارتفاع ضغط الدم، فقد وجد باحثون أن أولئك الأشخاص الذين يحصلون على مقدار من النوم يقل عن 4 ساعات في الليلة يكونون في خطر أعلى بكثير من أولئك الذين ينامون 7 ساعات كل ليلة، ومع ذلك فقد وجدت هذه الدراسة أيضاً، أن النوم لفترة طويلة يمكن أن يزيد أيضاً من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويمكن تجنّب حدوث ذلك من خلال الحصول على مقدار النوم الموصى به في كل ليلة، والذي يختتلف من شخص لآخر، لذلك يجب سؤال طبيبك الخاص بخصوص ساعات النوم الأكثر ملاءمة لحالتك.

دارسة (2)

وفي دراسةٍ أخرى، فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ناموا 6 ساعات فقط في الليلة السابقة، قد أظهروا ارتافع ضغط الدم في اليوم التالي مقارنةً بأولئك الذين قضوا نوماً أكثر من ذلك، يمكن أن يؤدي استمرار قلة النوم إلى مضاعفة هذا التأثير في حال عدم الحصول على النوم المناسب لجسمك.

يقول أحد أطباء علماء النفس ،أن ارتفاع ضغط الدم هو أحد عوامل الخطر القلبية الوعائية، حيث أن هناك العديد من الدراسات التي تمكنت من إظهار أن قلة النوم ونوعية النوم السيئة ترتبط بتطور ارتفاع ضغط الدم وجوانب أخرى من أمراض القلب.

توقّف التنفس خلال النوم

إذا كنت تعاني من توقف التنفس خلال النوم، فقد يكون ارتفاع ضغط الدم سبباً في حدوث صداع، ويحدث توقف التنفس أثناء النوم غالباً بسبب ارتخاء الحلق وتقييد حركة تدفق الأكسجين إلى الجسم، الأشخاص الذين يعانون من توقف التنافس أثناء النوم يكونون أكثر عرضة لخطر ارتفاع ضغط الدم، فعندما يعاني هؤلاء الأشخاص من ارتفاع في ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم معاً ،فإن الأكسجين المتدفق عبر الجسم ينخفض بشكل كبير، ويمكن أن يؤدي توقف التنفس أثناء النوم إلى زيادة ضغط الدم عن طريق تقليل الأكسجين الذي تتنفسّه، وكلما ارتفع ضغط الدم فإن مخطر التعرض لمشاكل صحيّة خطيرة تزداد، وذلك مثل الإصابة بقصور القلب الاحتقاني والسكتة الدماغية.

طريقة نوم مرضى ارتفاع ضغط الدم

من الأخبار الجيّدة لمرضى ارتفاع ضغط الدم أنه بإمكانهم مقاومة الارتفاع بضغط الدم وتجنبِه والتحكّم فيه، ويكون ذلك من خلال التغييرات البسيطة في النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعادات النوم، ويمكن أن تحدِث تلك الأمور فرقاً كبيراً في حياتك الصحيّة.

في حين أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة غايةً في الأهمية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، إلا أن النوم نشاط يومي يهمله معظم مرضى ضغط الدم رغم أهميته، يمكنك التأثير بشكل كبير على ضغط الدم من خلال تغيير طريقة نومك وما تنام عليه، وسوف نتحدّث أدناه عن الطرق الواجب اتباعها في سبيل الوصول لهذا الأمر.

كيفية تجنّب ارتفاع ضغط الدم من خلال النوم

قم باختيار فراش مريح

في حال كنت تواجه شعوراً بالدوار والألم في الصباح، فقد تكون هذه علامة على أن الوقت قد حان لتغيير مرتبة السرير الخاصة بك، عادةً ما تبدأ مراتب النابض (الزنبرك) التقليدية تصبح أقل راحة بعد حوالي ثماني سنوات من بداية استخدامِها، إذا كنت قد تجاوزت هذا المقدار من الوقت في استخدام هذه المرتبة، فقد تكون تنام بشكل سيء دون أن تدرِك ذلك، لأنك أصبحت معتاداً على كيفية نومك الآن.

قم باختيار أفضل مرتبة (فراش) تناسب نمط نومك للتأكد من شعورك بالارتياح خلال النوم قدر الإمكان، قد يشير قلّة التقلقب والالتفاف في منتصف الليل إلى أنك تحصل على ساعات جيّدة من النوم المريح، سوف يجدد جسمك من عمل اليوم والضغط وسوف يسمح لك بالنوم لفترة أطول وأكثر تواصلاً خلال ساعات الليل.

ممارسة عادات النوم الصحيّة

إضافةً إلى تغيير ما تنام عليه وفقاً لما تحدثنا به أعلاه، يجب عليك أيضاً القيام بتغيير طريقة رؤيتك للنوم لمحاربة ارتفاع ضغط الدم بشكل أكثر فعالية، سوف يشمل ذلك ما عليك فعله عندما تكون في السرير قبل النوم.

هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها لجعل لياليك أكثر نجاحاً بالنسبة للنوم، قم بتناول عشاء خفيف في وقت سابق من اليوم، سيسمح ذلك لجسمك بأن يقوم بهضم الطعام بشكل جيد مع تجنّب حرقة المعدة المؤلمة والمزعجة.

قبل ساعة من النوم، خذ بعض الوقت بعيداً عن الأجهزة الذكيّة مثل الهواتف، حيث أن الضوء الأزرق المنبعث من هذه الشاشات يحفِّز عقلك على البقاء في حالة استيقاظ، وذلك لأن هذا الضوء يحاكي ضوء الشمس إلى حدٍ كبيرٍ، الاسترخاء مع قراءة كتاب أو الحصول على حمام ماء دافئ أو طقوس ليلية أخرى سيجعل دماغك يعرف أن وقت النوم قد حان الآن، ما يؤدي بعد ذلك إلى انتظام في عمليّة نومك واستيقاظك.

بمجرد خلودِك إلى سرير النوم يجب أن تقوم بالتركيز على القيام بالنوم للمساعدة على تعزيز الارتباط في دماغِك بين سريرك والتعب، يمكن أن يساعد القيام بذلك كل ليلة في تسهيل النوم بدلاً من مشاهدة التلفزيون بنهم أو التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الأجهزة الذكيّة التي تعمل على زيادة القلق في النوم نتجية الضوء الأزرق المنبعِث منها، والذي يحاكي ضوء الشمس كما أشرنا سابقاً.

توفير الراحة للجسد

يؤدي الحرمان من النوم إلى جعل اليوم أصعب مما يجب أن يكون، حيث أن النقص المستمر في النوم يمكن أن يكون له آثار سلبية كبيرة على صحتك، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، يمكن التحكم في ارتفاع ضغط الدم، ولكن فقط إذا قمت بإجراء التغييرات الصحيّة والصحيحة في حياتك.

يقول أحد الأطباء ” النوم الصحّي أصبح معترفاً به بشكل متزايد باعتباره جزءاً هاماً من الصحة والعافية بشكل عام ، فقد أظهرت الدراسات أن تحسين النوم يمكن أن يقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى”.

عليك البدء بمعالجة جسدك جيداً وجعل النوم أولوية للمساعدة في مكافحة خطر ارتفاع ضغط الدم، استخدام الأقمشة القطنية القابلة للتنفس تمنحك زيادة في الأكسجين وزيادة في تدفق الدم للمساعدة في الحفاظ على صحتك أثناء النوم، حيث سيسمح ذلك لجسدك بالاسترخاء في وقت الليل والتركيز فقط على النوم دون التشتت في أمورٍ أخرى.