يعتبر التريبتوفان واحد من 23 حمض من الأحماض الأمينية المركبة للبروتينات proteinogenic amino acids التي توجد في الطبيعة، حيث يعتبر من الأحماض الضرورية لجسم الإنسان لأنه يعتبر واحدٌ من تسعة أحماض أمينية مهمة للجسم، هذه الأحماض التسعة ضرورية لعمل وظائف الجسم المختلفة لكن لا يمكن للجسم إفرازها بصورة طبيعية بل يجب أن يحصل عليها الجسم من مصدر خارجي كالغذاء أو عن طريق المكملات الغذائية، يعتبر التريبتوفان من الأحماض الكارهة للماء (large hydrophobic amino acids)، يلعب هذا الحمض الأميني دور أساسي لأنه مكوّن مهم في عملية معالجة البروتينات و تكوين الناقل العصبي السيروتونين .

يوجد التريبتوفان في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحم الأحمر، و البيض، و لحوم الدواجن، و الأسماك، و الحمص، و اللوزيات، و جبنة الأكواخ، و الحليب. لكن الأبحاث أظهرت أن احتواء النظام الغذائي على التريبتوفان لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة تركيزاته في الدم .

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكمية التي يحتوي عليها النظام الغذائي من التريبتوفان أو مُسْتَقْلِباته (metabolites) مثل HTP-5 التي يمكنها اجتياز الحاجز الذي يفصل مجرى الدم عن الدماغ تعتبر محدودة، الأحماض الأمينية الأخرى الموجودة في مصادر الغذاء البروتينية تستخدم نفس قنوات النقل التي تصل مجرى الدم بالدماغ التي يستخدمها حمض التريبتوفان، مما يؤدي إلى خفض كمية التربتوفان التي تستطيع الدخول إلى الدماغ .

تم إثبات فاعلية مكملات التريبتوفان في زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، بينما لا تقوم الأغذية الغنية بالتريبتوفان دائماً بنفس الدور، بسبب هذا، بدأ العديد من الأشخاص تناول مكملات التريبتوفان لزيادة مستويات السيروتونين في الدماغ مما قد يؤدي إلى تحسن المزاج و أنماط النوم .

التريبتوفان غير قابل للذوبان في الماء كما أنه يمتلك مقاومة ملحوظة للحرارة، مما يجعله مركباً قوي التحمل و البقاء، كما أن له درجة كبيرة من التوافر الحيوي البيولوجي (bioavailability).

للتريبتوفان خصائص منشطة للذهن يمكنها أن تخفف من أعراض القلق و الاكتئاب، تزيد الشعور بالراحة أثناء النوم، و تحسن التركيز، و تعمل على استقرار المزاج .

كيف يعمل التريبتوفان؟

يتواجد التريبتوفان بصورة طبيعية في البروتينات الحيوانية و النباتية. حيث يعتبر هذا الحمض ضرورياً لأن أجسامنا ليست لديها القدرة على صنعه، و هو مهم لعمل و نمور العديد من أعضاء الجسم. عند امتصاص التريبتوفان من الغذاء، يقوم الجسم بتحويله إلى  (5 هيدروكسي تريبتوفان)، و من ثم إلى سيروتونين، و ميلاتونين، و فيتامين B6 (نيكوتيناميد) .
السيروتونين هو هرمون يعمل على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية في الدماغ، و يعمل أيضاً  على جعل الأوعية الدموية ضيقة، يعمل التغيُّر في مستويات السيروتونين في الدماغ على تعديل المزاج .
الميلاتونين يعتبر مهماً للنوم و فيتامين B6 مهمٌ لعملية التمثيل الغذائي .

استخدامات التريبتوفان و فعاليته

اضطراب ما قبل الحيض (Premenstrual dysphoric disorder)

يعمل تناول جرعة قدرها 6 جرامات من التريبتوفان في اليوم على الحد من تقلبات المزاج، و التوتر، و حدة الطبع و التهيج لدى النساء المصابات باضطراب ما قبل الحيض المزعج .

للمساعدة على الإقلاع عن التدخين

أخذ التربتوفان بجرعات معينة يساعد الناس على الإقلاع عن التدخين عندما يستخدم إلى جانب العلاج التقليدي .

من المحتمل أنه غير فعَّال لــ:

  • صرير الأسنان (bruxism)، تناول التريبتوفان عن طريق الفم لا يساعد في علاج صرير الأسنان .
  • آلام الوجه، تناول التريبتوفان عن طريق الفم لا يساعد بتخفيف آلام الوجه .

لا يوجد أدلة كافية على فعاليته من حيث:

  • تحسين القدرة الرياضية. تظهر بعض الأبحاث أن تناول التريبتوفان لمدة ثلاثة أيام قبل التمرين من الممكن أن تحسن القدرة خلال التمارين. هذا التحسن في القدرة يساعد على زيادة المسافة التي يمكن للرياضيين أن يقطعوها في نفس المقدار الزمني. لكن أبحاث أخرى سابقة تشير إلى أن تناول التريبتوفان خلال التمرين لا يعمل على تحسين قوة التحمل خلال تمرين ركوب الدراجات. حيث لا تبدو أسباب هذا التعارض في النتائج واضحة. من الممكن أن يكون التريبتوفان قادراً على تحسين بعض مؤشرات القدرة الرياضية دون غيرها. من ناحية أخرى، ربما هناك حاجة لتناول التريبتوفان لعدة أيام قبل البدء في التمارين قبل الحصول على أية نتائج مفيدة.
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ِADHD). هناك بعض الأدلة أن التريبتوفان تتواجد بشكل أقل لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه و النشاط المفرط. لكن أخذ مكملات التريبتوفان لا يبدو أنه يحسن من أعراض هذا الاضطراب.
  • المشاكل في الوظائف العقلية لدى كبار السن. تناول مزيج من التريبتوفان و مكونات أخرى بإمكانه تحسين الوظائف العقلية لدى كبار السن بشكلٍ طفيف. لكن التحسن طفيف، لذلك ربما لا يكون له أي معنى. كما أنه من غير المعروف ما إذا كانت هذه الفوائد القليلة بسبب التريبتوفان أو المكونات الأخرى.
  • الإكتئاب. بعض الأبحاث السابقة تشير إلى إمكانية أن يساهم التريبتوفان في زيادة فعالية عقاقير الإكتئاب المعروفة.
  • علاج القرحات التي تسببها البكتيريا الملوية البوابية (جرثومة المعدة). تظهر الدراسات أن تناول التريبتوفان إلى جانب أحد عقاقير القرحة “أوميبرازول” يسرع من معدل شفاء القرحة مقارنة بأخذ دواء أوميبرازول لوحده.
  • علاج اضطرابات النوم. أخذ التيبتوفان بكميات معينة ربما يقلل الوقت الذي يحتاجه الشخص لكي ينام ويحسن المزاج لدى الأشخاص الذين الأصحاء الذين يعانون من مشاكل في النوم.
  • الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD). تشير بعض الدراسات السابقة أن التريبتوفان من الممكن أن يساعد في علاج هذه الاضطرابات.
  • علاج انقطاع النفس النومي (sleep apnea). هناك بعض الأدلة أن تناول التريبتوفان من الممكن أن يقلل من حالات توقف النفس الذي يحدث بشكل دوري لدى بعض الأشخاص خلال النوم.

الأعراض الجانبية

التريبتوفان ربما يكون غير آمنٍ عند تناوله كدواء عن طريق الفم. حيث وُجد أنه له علاقة ب 1500 حالة أصيبت بمتلازمة آلام فرط الحمضات العضلي ((eosinophilia-myalgia syndrome (EMS) و 37 حالة وفاة. هذه المتلازمة هي حالة عصبية من أعراضها الإجهاد، آلام عضلية شديدة، آلام عصبية، تغيرات جلدية، الصلع، التهيج، و آلام و أورام تؤثر على المفاصل، و النسيج الضَّام، و الرئتين، و القلب، والكبد. تميل الأعراض إلى التحسن بمرور الوقت ولكن قد تستمر الأعراض عند بعض الأشخاص لمدة عامين بعد ظهور هذه المتلازمة. بعض الناس يقولون أن أعراضهم لم تختف تماماً.

في عام 1990، تم سحب التريبتوفان من الأسواق بسبب هذه المخاوف التي تتعلق بالسلامة. بعد الحد من منتجات التريبتوفان، انخفض عدد الحالات التي تعاني من هذه المتلازمة (EMS) بشكل كبير. من غير المعروف ما هو السبب الذي أدى إلى ظهور أعراض هذه المتلازمة لدي المرضى الذين يتناولون التريبتوفان، لكن بعض الأدلة تشير إلى أن سبب ربما يعود إلى تلوُّث منتجات التريبتوفان الموجودة في الأسواق. حوالي 95% من إجمالي عدد الحالات التي أصيبت بأعراض هذه المتلازمة كان بسبب التريبتوفان الذي أنتجته شركة واحدة في اليابان.

يمكن للتريبتوفان أن يسبب بعض الآثار الجانبية مثل حُرقة المعدة، آلام المعدة، و التجشؤ، و الغازات، و الغثيان، و التقيؤ، و الإسهال، و فقدان الشهية. يمكنه أيضاً التسبب بالصداع، و الدُوار، و النعاس، و جفاف الفم، و عدم وضوح الرؤية، و ضعف العضلات، و المشاكل الجنسية.

الاحتياطات الخاصة و التحذيرات

الحمل و الإرضاع: يعتبر التريبتوفان غير آمنٍ أثناء الحمل لأن ربما يضر بالجنين. من غير المعروف بشكل كاف مدى أمان التريبتوفان أثناء الإرضاع. يجب تجنب استخدام التريبتوفان خلال الحمل و الإرضاع.

اضطراب في خلايا الدم البيضاء (eosinophilia). ربما يزيد التريبتوفان هذه الحالة سوءاً. فقد تم ايجاد علاقة بين التريبتوفان و ظهور متلازمة آلام فرط الحمضات العضلي (EMS).

أمراض الكبد و الكلى: ربما يزيد التريبتوفان من صعوبة هذه الحالات بسبب أن له علاقة بظهور متلازمة آلام فرط الحمضات العضلي (EMS).

التفاعلات

تفاعلات كبيرة (لا تأخذوا هذا المزيج)

  • العقاقير المضادة للإكتئاب (Antidepressant drugs) تتفاعل مع التريبتوفان

يعمل التريبتوفان على زيادة السيروتونين في الدماغ. بعض أدوية الإكتئاب تعمل أيضاً على زيادة السيروتونين في الدماغ. فإن تناول هذه العقاقير مع التريبتوفان سيعمل على زيادة السيروتونين لمستويات عالية مما يسبب آثار جانبية خطيرة مثل مشاكل القلب، الرعشة، و القلق. لا تأخذوا التريبتوفان مع عقاقير الإكتئاب. من ضمن هذه العقاقير المضادة للإكتئاب: فلوكسيتين (بروزاك)، باروكسيتين (باكسيل)، سيرترالين(زولوفت)، أميتريبتيلين(إلافيل)، كلوميبرامين(أنافرانيل)، إميبرامين(توفرانيل).

  • عقاقير الإكتئاب Monoamine oxidase inhibitors تتفاعل مع التريبتوفان

يعمل التريبتوفان على زيادة السيروتونين في الدماغ. بعض أدوية الإكتئاب تعمل أيضاً على زيادة السيروتونين في الدماغ. فإن تناول هذه العقاقير مع التريبتوفان سيعمل على زيادة السيروتونين لمستويات عالية مما يسبب آثار جانبية خطيرة مثل مشاكل القلب، الرعشة، و القلق. لا تأخذوا التريبتوفان مع عقاقير الإكتئاب. من ضمن هذه العقاقير فينيلزين(نارديل)، ترانيلسيبرومين(بارنيت)، و أدوية أخرى.

  • الأدوية المهدئة (CNS Depressants) تتفاعل مع التريبتوفان

قد يسبب التريبتوفان النوم و النعاس. الأدوية التي تسبب النعاس تسمى المهدئات. يسبب تناول العقاقير المهدئة إلى جانب التريبتوفان الكثير من النعاس. من أمثلة هذه الأدوية: كلونازيبام(كلونوبين)، لورازيبام(أتيفان)، فينوباربيتال(دوناتال)، زولبيدم(آمبين) و أدوية أخرى.

تفاعلات متوسطة (كونوا حذرين مع هذا المزيج )

  • ديكستروميثورفان Dextromethorphan  (مثل “روبيتوسين” Robitussin DM و غيره)

قد يؤثر التريبتوفان على مادة السيروتونين الكيميائية الموجودة في الدماغ. كما أن الـ ديكستروميثورفان Dextromethorphan يؤثر أيضاً على السيروتونين. يعمل تناول هذا المزيج في وقت واحد على ارتفاع مستويات السيروتونين في الدماغ مما يسبب آثار جانبية خطيرة مثل مشاكل القلب، الرعشة، و القلق. لا تأخذوا التؤيبتوبان إلى جانب هذه العقاقير.

  • الميبيريدين Meperidine  مثل الديميرول (Demerol)  يتفاعل مع التريبتوفان

يعمل التريبتوفان على زيادة السيروتونين في الدماغ. بعض أدوية الإكتئاب تعمل أيضاً على زيادة السيروتونين في الدماغ. فإن تناول هذه العقاقير Meperidine  مع التريبتوفان سيعمل على زيادة السيروتونين لمستويات عالية مما يسبب آثار جانبية خطيرة مثل مشاكل القلب، الرعشة، و القلق.

  • البِنتازوسين Pentazocine مثل الـ تالوين (Talwin) يتفاعل مع التريبتوفان

قد يؤثر التريبتوفان على مادة السيروتونين الكيميائية الموجودة في الدماغ. كما أن الـ البِنتازوسين Pentazocine يؤثر أيضاً على السيروتونين. يعمل تناول هذا المزيج في وقت واحد على ارتفاع مستويات السيروتونين في الدماغ مما يسبب آثار جانبية خطيرة مثل مشاكل القلب، الرعشة، و القلق. لا تأخذوا التريبتوبان إلى جانب هذه الأدوية.

  • الفينوثيازين Phenothiazines يتفاعل مع التريبتوفان

يمكن أن يسبب تناول التريبتوفان مع الفينوثيازين آثار جانبية خطيرة مثل اضطرابات الحركة. من أمثلة هذه العقاقير: كلورمبرومازين(ثورازين)، فلوفينازين(بروليكسين)، تريفلوبيرازين(ستيلازين)، ثيوريدازين(ميلاريل) و أدوية أخرى.

  • الأدوية المهدئة البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) تتفاعل مع التريبتوفان

يمكن للأدوية المهدئة أن تؤثر على الجهاز العصبي. و يمكن أيضاً للتريبتوفان أن يؤثر على الجهاز العصبي. لذلك فإن تناول التريبتوفان إلى جانب الأدوية المهدئة يمكنه أن يسبب آثار جانبية خطيرة. لا تأخذوا التريبتوفان إذا كنتم تتناولون الأدوية المسكنة. بعض من هذه الأدوية تشمل كلونازيبام(كلونوبين)، ديازيبام(فاليوم)، لورازيبام(أتيفان) و غيرها من الأدوية.

  • الترامادول (Ultram) يتفاعل مع التريبتوفان

قد يؤثر التريبتوفان على مادة السيروتونين الكيميائية الموجودة في الدماغ. كما أن الـترامادول يمكنه أن يؤثر أيضاً على السيروتونين. يعمل تناول هذا المزيج في وقت واحد على ارتفاع مستويات السيروتونين في الدماغ مما يسبب آثار جانبية خطيرة مثل التشوش، الرعشة، و التشنج العضلي.