سرطان الكبد وعلاجه

سرطان الكبد هو نوع من السرطانات التي تبدأ في الكبد،الكبد هو عضو موجود أسفل الرئة اليمني وتحت القفص الصدري ، فهو أحد أكبر أعضاء الجسم البشري ، ومن أهم وظائف الكبد : تصنيع العصارة الصفراوية ، وامتصاص واستقلاب البيليروبين ، والمساعدة علي تصنيع عوامل تخثر الدم ، وأيض الدهون ، وتخزين الفيتامينات والأملاح المهمة وغيرها من الوظائف التي تعمل علي تنقية الدم من السموم والعمل علي زيادة مناعة الجسم .

يمكن أن يتكون العديد من أنواع السرطانات في الكبد ، ومن أكثر أنواع سرطان الكبد شيوعاً هو سرطان الخلايا الكبدية ، علينا التذكر أن لا يمكن اعتبار كل انواع السرطانات التي تؤثر في الكبد هي سرطانات كبدية ،فالسرطان الذي ينتقل من أي  جزء في الجسم إلي الكبد لا يعتبر سرطان كبد ،فسرطان الكبد فقط هو من يبدأ في خلايا الكبد منذ البداية .

أسباب الإصابة بسرطان الكبد

السبب الدقيق لسرطان الكبد غير معروف ،ولكن معظم الحالات ترتبط دائما بتليف الكبد ، فيمكن أن يكون لتليف الكبد عدد من الأسباب المختلفة ، بما في ذلك : شرب كميات زائدة من الكحول علي مدي سنوات عديدة ، فمن المعروف أن الكبد مثل أي عضو في جسم الإنسان يستطيع أن يجدد خلاياه ولكن المختلف في الكبد أنه يأخذ وقت طويل في تجديد خلاياه عن أي عضو آخر لذلك الكحول يعمل علي موت خلايا الكبد مع كل كرة يتناول فيها الشخص للكحول ، لذلك لا يستطيع الكبد أن يجدد خلاياه بسهولة فيموت عدد لا بأس به من خلايا الكبد ويودي بذلك لهلاك الكبد وتليفه.

ويعد الإصابة بفيروس الكبد الوبائي B طويل الأجل ، والتهاب الكبدي الوبائي C من ضمن أسباب الإصابة بسرطان الكبد أيضاً ، وتليف الكبد الصفراوي الأول من أحد الأسباب فهو عبارة عن تليف القنوات الصفراوية في الكبد ، ويعتقد أن السمنة والنظام الغذائي الغير صحي من أسباب زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد فهذا يكون بسبب أمراض الكبد الدهنية ، وتزداد الاصابة بسرطان الكبد للأفراد أصحاب الداء السكري مقارنة بالأفراد غير المصابين بمرض السكري ، وأظهرت بعض الدراسات المؤخرة أن التعرض للكيماويات في بعض الأغذية وغيرها قد تكون من أسباب الإصابة بسرطان الكبد مثل التعرض للأفلاتوكسينات فهي عبارة عن سموم ناتجة من تكون العفن علي بعض المحاصيل الزراعية التي يتم تخزينها بصورة غير جيدة .

أعراض مرض سرطان الكبد

غالباً ما تكون أعراض سرطان الكبد غامضة ولا تظهر حتي يصل السرطان إلي مرحلة متقدمة ، ويمكن أن تشمل :

  • فقدان الوزن الغير مقصود.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالشبع التام بعد الأكل حتي ولو كانت وجبة صغيرة.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • ألم في البطن أو تورم بها.
  • اليرقان وهو عبارة عن اصفرار في البشرة وبياض العين.
  • حكة في الجلد.
  • شعور بالتعب والضعف.

فإذا قمت بملاحظة أياً من الأعراض المذكورة فمن المحتمل أن تكون نتيجة لعدوي ولكن من الأفضل أن يتم فحصها، ويجب عليك الاتصال بطبيببك إذا كنت قد سبق أن تم تشخيص حالة مصابة كانت مؤثرة علي الكبد مثل تليف الكبد أو التهاب الكبد الوبائي، أو تدهور بالصحة بشكل مفاجئ.

مراحل و أنواع سرطان الكبد

يصنف سرطان الكبد إلى أربع مراحل : المرحلة الأولي فيها يكون الورم موجود في الكبد ولم ينتشر إلى عضو أو مكان آخر، المرحلة الثانية  فيها إما أن هناك عدة أورام صغيرة تبقى جميعها في الكبد ، أو ورمًا واحدًا وصل إلى الأوعية الدموية، المرحلة الثالثة يكون هناك العديد من الأورام الكبيرة أو ورم واحد وصل إلى الأوعية الدموية الرئيسية وقد يصل السرطان أيضاً إلي المرارة ، المرحلة الرابعة فيها انتشر السرطان و هذا يعني أنه قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم . وبمجرد معرفة العثور علي المرحلة قد تبدأ دورة العلاج.

ومن أنواع سرطان الكبد : سرطان خلايا الكبد “HCC” هذا هو الشكل الأكثر شيوعاً لسرطان الكبد لدي البالغين ، وسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد وهنا حوالي 10% إلي 20% من السرطانات التي تبدأ في الكبد هي سرطان القنوات الصفراوية وتبدأ هذه السرطانات في الأنابيب التي تحمل الصفراء إلي المرارة ، ويوجد أيضاً سرطانات نادرة تبدأ في خلايا تبطن الأوعية الدموية للكبد والأشخاص الأكثر عرضة لهذا النوع من السرطان هم من يتعرضوا لكلوريد الفينيل أو ثان اكسيد الثوريوم أو للتعرض للزرنيخ أو الراديوم ، وأيضاً يوجد ورم أورمي كبدي ولكنه نوع نادر جداً يصيب الأطفال الأقل من أربع سنوات، وسرطان الكبد الثانوي ولكنه هنا لم يبدأ من الكبد منذ البداية ولكنه انتشر من مكان آخر في الجسم وانتقل من بعد ذلك إلي الكبد ويوجد أيضا الأورام الحميدة التي تصيب الكبد مسببة لبعض المشاكل ولكنها لا تنتقل إلي أجزاء أخري من الجسم مثل الورم الكبدي الحميد وورم وعائي وورم تضخم العقد البؤري.

العلاج والوقاية من سرطان الكبد

بالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان الكبد في المراحل المبكرة ، والتي يمكن علاجها وتزيد من نسبة الشفاء هي الجراحة لإزالة الأورام ، منها جراحة استئصال الكبد الجزئي يستخدم عندما يكون الورم صغيراً ويحتل جزءاً صغيراً من الكبد ، فيمكن إزالته جراحياً ولكن يمكن استخدام هذه الجراحة فقط للأشخاص الذين لديهم وظائف الكبد سليمة ، وجراحة زراعة الكبد هو ثان خيار ويقلل من مخاطر السرطان بشكل كبير ويمكن استعادة وظائف الكبد الطبيعية من جديد ،ولكن أصحاب الأورام الأكبر من 5 سم أو مجموعة أورام أكبر من 3 سم يصعب هنا استخدام عمليات زراعة الكبد في هذه الحالة وأيضاً قد يحارب النظام المناعي عند زراعة الكبد ومن الصعب استخدام أدوية تثبيط المناعة حتي لا تنشط الخلايا السرطانية من جديد .

وبالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان الكبد في مراحله المتأخرة ،يصبح احتمال بقائه في الحياة منخفض للغاية ومن ضمن علاجه :العلاج الوراثي وفيه يتم حقن المواد مباشرة في الورم ، والعلاج الإشعاعي وفيه يتم توجيه الإشعاع إلي الورم مما يؤدي إلي مقتل عدد كبير منهم وقد يصاب المريض بالقئ والغثيان والتعب ، والعلاج الكيميائي وفيه يتم حقن الأورام في الكبد لقتل الخلايا السرطانية.

 ومن أهم  الأسباب للوقاية من سرطان الكبد  هو الحد من مخاطر التليف الكبدي ،فالتليف الكبدي هو تندب الكبد ويزيد من خطورة الإصابة بسرطان الكبد كما قلنا من قبل فيمكنك تقليل خطر الإصابة بالتليف الكبدي إذا شربت الكحول بصورة معتدلة ، إذا كانت هناك حاجة لذلك ، وحافظ علي وزن صحي ، وكن حذرا مع المواد الكيميائية ، واحصل علي لقاح ضد التهاب الكبد (B) مع متابعة معايير الوقاية من التهاب الكبد سي لعدم وجود لقاح له فيجب عليك تقليل خطر إصابتك به مثل التعرف علي الحالة الصحية لشريكك الجنسي ،وتأكد من استخدامك لإبر نظيفة ، وابحث دائماً عن متاجر نظيفة عند ثقب أي جزء من جسمك فقد تنشر الإبر الغير معقمة فيروس التهاب الكبد (C) ، وتجنب التعرض لإفرازات المريض مثل اللعاب والدم.

وذكرت مؤخراً بعض الدراسات لعلاج سرطان الكبد بالأعشاب التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة وتعمل على تثبيط نمو الخلايا السرطانية ومقاومة الإجهاد التأكسدي ومن أمثلة هذه الأعشاب: الشاي الأخضر والعنب الأحمر والبروكلي والخلنجان والينسون وحبة البركة والعرقسوس.

كم يعيش مريض سرطان الكبد

يعتمد بقاء مريض سرطان الكبد علي تشخيص السرطان الأولي وهو الذي يبدأ ظهوره من خلايا الكبد ، وعلي مدي التقدم في التشخيص ونوع السرطان والعلاج ومستوي اللياقة ، فلهذا السبب لا يمكن لأحد أن يخبرك بالضبط عن مدة حياة مريض سرطان الكبد وكم من الزمن سوف يعيش.

ولكن وجدت مجموعة من الاحصائيات التي قد تشير إلي المدة التي من الممكن أن يعيشها مريض سرطان الكبد وصنفت إلي عدة مراحل ومنها : المرحلة الصفرية بداية بالإصابة بالمرض ، وجد أن باستخدام العلاج والأدوية قد يعيش المريض لمدة خمس سنوات أو أكثر ، وبدون علاج وجد أنه قد يعيش لأكثر من  ثلاث سنوات فقط  ، وفي المرحلة الأولي من المرض أيضاً بالعلاج قد يعيش لأكثر من خمس سنوات وبدون علاج قد يعيش لأكثر من ثلاث سنوات ، وفي المرحلة الثانية من المرض وجد أنه بالعلاج قد يعيش عشرين  شهراً مقارنة بمريض بدون علاج قد يعيش ستة عشر شهراً فقط ، وفي المرحلة الثالثة من المرض قد يعيش لاكثر من ستة شهر ،بينما في المراحلة الرابعة قد يعيش لأربعة أشهر فقط ، وبالنسبة لسرطان الكبد الثانوي المنتقل من عضو آخر للكبد يعتمد علي نوع الورم الأصلي وعدد الكتل في الكبد وأمور أخري ، ولكن في بعض المرضي يمكن الشفاء منه إذا أمكن استئصاله،
وهذا دليل علي عدم وجود علاجات تعمل بشكل جيد للقضاء علي سرطانات الكبد خصوصاً في المراحل المتأخرة منها .

كيف يموت مريض سرطان الكبد

عندما يصعب علي الكبد إنتاج البروتينات للمساعدة علي تجلط الدم ،فقد يزداد حينها خطر الإصابة بالنزيف ، ويمكن أن تتراكم السوائل في البطن وقد يصاب المريض حينها بضيق التنفس بسبب الضغط علي الحجاب الحاجز ، وبسبب تراكم السوائل يصاب المريض بالغثيان والقئ وآلام في البطن والظهر ومضاعفات أخري ، والفشل الكبدي قد يسبب في انخفاض وظائف المخ بسبب تراكم الأمونيا مما يصيب المريض بالارتباك وعدم التفرقة بين الليل والنهار ،ومشاكل أيضاً في الذاكرة ،ويصبح دائما في حالة نعاس وارتباك بصورة متزايدة ومستمرة ،وعندما يقترب المريض من الموت ،فمن المرجح أن تزداد درجة حرارته وتغيير في تنفسه وقد تتسبب في صوت حشرجة أو صوت غرغرة عند التنفس بسبب ضعف عضلات الصدر ،وأيضاً في المراحل النهائية قد يصاب المريض بالأرق ويحدث تغييرات في الرؤية فقد لا تعمل العضلات الموجودة بالعينين بشكل جيد ،وقد يفقد المريض أيضاً السيطرة علي الأمعاء والبول عند وفاته.

.