يتسبب موضوع التبول اللاإرادي في الفراش بإحراج شديد للطفل وللوالدين ويقلقهم، وقد يكون سببًا لانعدام رغبة الطفل في الاختلاط مع أقرانه أو في الحد من الزيارات الاجتماعية للأسرة.

الخبر الجيد هنا هو أن التبول اللاإرادي في الواقع أمر شائع جدًا بين الأطفال ولا يدعو للقلق. بحسب المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة فإن التبول اللاإرادي يحدث بين الأطفال ما بين عمر 5 إلى 6 سنوات وهو أكثر شيوعًا عند المواليد الذكور منه عند المواليد الإناث بنسبة 1 إلى 4، وأكثر من 7 ملايين طفل في أمريكا وحدها دون سن الخامسة يعانونه، ووفقًا لعيادة “مايو كلينيك” فإن 35% من الأطفال في العالم يعانون من التبول اللاإرادي بينما تنخفض النسبة لتصل إلى 15% بين الأطفال ما بين 8 إلى 11 سنة.

لمساعدة الآباء والأمهات في تخطي هذه الإشكالية قدّم كل من الدكتورة حليمة جانجوا الحاصلة على دكتوراه في الطب وأمراض الكلى لدى الأطفال من كليفلاند – أوهايو، والدكتور أوردي ري الحاصل على دكتوراه في الطب وطبيب المسالك البولية للأطفال من كليفلاند – أوهايو بعض النصائح الطبية والسلوكية التي أبدت نتائج إيجابية في حل مشكلة التبول اللاإرادي لدى الكثير من الأطفال.

وبشكل عام وكخطوة أولى تحذر الدكتورة جانجوا أولياء الطفل قائلة: بعض الأباء والأمهات يلجؤون إلى إيقاظ أطفالهم من النوم في ساعات متكررة وبطريقة زمنية عشوائية تجنبًا لمشكلة التبول اللاإرادي، وهذا أمر خاطئ جدًا وليس حلًا على الإطلاق، ولن تؤدي هذه الطريقة إلا إلى المزيد من عدم النوم والإحباط للطفل المعني.

وفي ذات السياق يحذر الدكتور أوردي ري من محاولات بعض الأهالي علاج إشكالية التبول اللاإرادي عند الطفل عن طريق معاقبته فيقول: من المهم معرفة الأهالي أن اللجوء إلى معاقبة الطفل لا يؤدي إلى علاج التبول اللاإرادي للطفل بل يؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا، لأن العقاب يؤثر في الحالة النفسية للطفل.

إليكم النصائح التي ينصح بها مقسمة إلى 5 خطوات ولا ينبغي اتباع أي منها دونًا عن الأخريات:

الخطوة 1: تغيير أوقات شرب الأطفال لسوائل والمياه

تعمل هذه الطريقة بتعيير الوقت الذي اعتاد طفلك على تناول السوائل فيه، وأيضًا تعمل على تقليل كمية السوائل التي يتناولها الطفل. بهذه الطريقة يتغير الروتين الزمني المعتاد لدخول طفلك إلى الحمام يؤدي بالتالي إلى تغيير ساعته البيولوجية المخصصة للتبول بما في ذلك التبول اللاإرادي. يتوجب الاستمرار على هذه الطريقة 7 أيام متتالية ومن ثم الانتقال إلى الخطوة2 .

الخطوة 2: الجدول الزمني للحمام

بعد القيام بالخطوة السابقة وللحد من مشكلة التبول اللاإرادي لدى طفلك ينصح بتنفيذ الخطوة 2. يجب تعويد طفلك على وقت محدد للذهاب إلى الحمام مساء قبل النوم، حيث يجب أخذه إلى الحمام كل 2 إلى 3 ساعات دون الانتظار لأن يطلب هو ذلك، وبهذا يكون الطفل قد انتهج نهجًا روتينيًا جديدًا وتغيرت ساعاته البيولوجية للتبول، سيعتاد الطفل تدريجيًا على التبول قبل النوم مباشرة مما يؤدي إلى توقف التبول اللاإرادي لعدم وجود سوائل في مثانة الطفل.

الخطوة 3: الدعم المعنوي للطفل

إن عوامل نفسية كالتوتر والقلق والغيرة في حالة وجود طفل جديد والخوف لدى الأطفال وغيرها من العوامل النفسية السلبية من المعروف عنها بأنها تلعب دورًا مهمًا وكبيرًا في التبول اللاإرادي، لذا ينصح بدعم الجانب النفسي للطفل والقضاء على السبب الذي يؤدي إلى معاناة الطفل نفسيًا. يجب على الوالدين تعزي مشاعر إحساس أطفالهم بالرضا ورفع جوانب الثقة بالنفس لديهم.

الخطوة 4: الابتعاد عن مهيجات المثانة

يجب منع الطفل من تناول أي أغذية تحتوي على مواد مهيجة للمثانة ليلًا مثل الشوكولاتة، الكاكاو، العصائر والأغذية التي تحتوي على مواد حمضية ونكهات اصطناعية، إضافة إلى الأغذية التي تحتوي على الأصباغ وخاصة الحمراء. ما لا يعرفه الآباء هو أن الأطعمة والأغذية التي تحتوي على المواد يمكن أن تهيج مثانة الطفل إذا تم تناولها ليلًا مما يؤدي إلى عدم تحكمه في المثانة وفي تبوله اللاإرادي.

الخطوة 5: معالجة الإمساك

يتسبب الإمساك في 20% من حالات التبول اللاإرادي لدى الأطفال، إذا كان طفلك يعاني الإمساك لا بد من استشارة الطبيب حول كيفية علاج الإمساك أولًا ومن بعد ذلك يمكنك تطبيق الخطوات السابقة.

“لا ينصح الطبيبان بإعطاء الطفل الأدوية والعقاقير المتوفرة لعلاج التبول اللاإرادي والتي غالبًا ما تكون على شكل هرمونات صناعية لأن لها آثارًا جانبية، كما أن هذه الأدوية هي علاج مؤقت وتتوقف فعاليتها بالتوقف عن أخذ الدواء، أي أن فعاليتها مقرونة بتعاطي العقار وهو الشيء الذي لا يريده الأهالي نسبة لبحثهم عن علاج دائم وحل أبدي”.