المحتويات
عودة السرطان بعد العلاج الكيماوي
يعد العلاج الكيميائي من بين أفضل التقنيات التي يتم اتباعها لعلاج مرض السرطان مهما كان نوعه أو نسبة انتشاره في الجسم، بالإضافة إلى أنه العلاج الوحيد الذي من الممكن أن يشفي مرض السرطان بشكل نهائي نظراً لكونه يقوم بتدمير الخلايا السرطانية بشكل نهائي وقد نجح هذا في علاج الكثير من المرضى بشكل نهائي لكن أحيانا رغم الشفاء التام والتخلص من المرض قد يعود السرطان مجدداً فما السبب الذي يحفزه أو يجعله يعود مرة أخرى هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
لماذا يعود السرطان مجددا بعد العلاج ؟
يعتقد البعض بأن الشفاء من مرض السرطان هو أمر أشبه بالمعجزة نظراً لكونه مرضاً مستعصياً ومن الصعب التحكم به أو القضاء عليه، كما أن الشفاء منه بشكل تام يحتاج إلى سنوات طويلة من العلاج وصبر كبير وأمل أكبر، وقد يشفى البعض من المرض لكن للأسف الشفاء من المرض لا يعني أن المريض لن يصاب به مجدداً فالكثير من اﻷشخاص كانوا قد تخلصوا من المرض فعلا لكنه ما لبث أن عاد إليهم من جديد ومن بين اﻷسباب التي قد تجعل مرض السرطان يعود مجددا نذكر ما يلي :
- تأثير الخلايا السرطانية على الخلايا السليمة عن طريق مجموعة من الافرازات وبالتالي تتحول هذه الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية جذعية وهذا النوع أصعب وأكثر خطراً ويقاوم العلاج بشكل أكبر.
- الفشل في القضاء على الورم بشكل كلي، بحيث تتبقى نسبة من الخلايا السرطانية في الجسم وبالتالي تقوم بتحفيز وانتشار خلايا سرطانية جديدة عن طريق مجموعة من الافرازات ويُطلق على هذا النوع من السرطان ” الخلايا الجذعية السرطانية “.
- يعمل العلاج الكيميائي على قتل الخلايا السرطانية التي تنقسم بشكل سريع لكن بعض الخلايا لا تنقسم بنفس الوتيرة وتدخل في فترة راحة مما يجعلها تعود مجددا بعد انتهاء فترة العلاج.
كيف يتم تشخيص عودة السرطان ؟
بعد العلاج النهائي لمرض السرطان وبعد التأكد من القضاء على جميع اﻷورام السرطانية يقوم الطبيب المعالج بإعطاء جدول متابعة الفحوصات للتأكد من عدم تكرار السرطان أو ظهور أي ورم يشير إلى بداية نمو سرطان جديد، وقد يظهر السرطان بعد مرور مدة طويلة من العلاج وانتهاء فترة المراجعة أيضاً، إذ أن بعض اﻷشخاص أصيبوا بمرض السرطان مرة أخرى بعد مرور السنوات والتأكد بأنه تم القضاء عليه بشكل كلي، وقد يعود السرطان في نفس المكان السابق وقد يظهر في مكان مختلف كلياً، ويعتبر ظهور السرطان في نفس المكان الذي أصيب سابقاً إنذار جيد مقارنةً مع الإصابة في مكان آخر، ويطلق عليه اسم السرطان المحلي وتكون نسبة الشفاء أكبر خاصة إن تم اكتشافه مبكراً، كما أن تكرار السرطان ونسبة الشفاء منه مرتبطة بمجموعة من اﻷمور كما أن نوع السرطان يؤثر بشكل كبير على إمكانية الشفاء منه.
هل يمكن الشفاء من السرطان مرة أخرى ؟
إن علاج السرطان من جديد بعد الشفاء التام منه يعد أمراً ممكناً من الناحية الطبية خاصة إن كان السرطان محلياً أي أنه تكرر في نفس المكان الذي ظهر فيه أو مرة أو بالقرب منه، كما أن اكتشاف اﻷمر مبكراً يساعد كثيرا في علاجه، وأحياناً أخرى يكون من الصعب الشفاء منه بشكل نهائي إن تكرر من جديد لكن من الممكن السيطرة عليه لكي لا ينتشر أكثر ولتخفيف اﻵلام المصاحبة له، كما أن علاج السرطان مرة أخرى يسهل على الطبيب معرفة نوع العلاج المناسب للمريض بحيث يأخذ بعين الاعتبار جميع التقنيات التي تم استخدامها سابقاً للعلاج باﻹضافة إلى كيفية استجابة جسم المريض مع العلاج.
كيفية التعامل مع تكرار السرطان ؟
يشعر مريض السرطان بإحباط كبير عندما تتكرر إصابته بالسرطان ويشعر كأن العلاج لن يجدي نفعاً وقد يفقد الثقة في نفسه ويدخل في دوامة اكتئاب كبيرة، ويجب على المحيطين به في هذه الحالة دعمه نفسياً بشكل كبير وتشجيعه لتلقي العلاج سريعاً، ﻷن الوقت يلعب دوراً هاماً جداً في هذا الوضع، وكلما كان تلقي العلاج سريعا كلما كانت نسبة الشفاء مرتفعة أكثر.
إن تكرار السرطان مرة أخرى أمر صعب جدا خاصة بعد المرور برحلة العلاج الكيميائي المتعبة والأمل بالتخلص منه، إذ يشعر المريض بأن كل مجهوداته تذهب سدى وأنه بالرغم من كل العلاجات التي يتلقاها وتحمله للألم والمعاناة يعاود المرض زيارته مرة أخرى، إن هذا الأمر غايةً في الإحباط ويدمر نفسية المريض وقد يجعله يستسلم للمرض ويرفض تلقي العلاج تحت ذريعة أنه مهما حاول علاج المرض إلا أنه لا يتوقف عن العودة، وهذا الشعور طبيعي جداً لكن يجب على الأهل والأصدقاء تشجيعه كثيراً ودعمه نفسياً بشكل كبير وقد يستدعي الأمر تدخل الطبيب النفسي لكي لا يزداد الأمر سوءً، لأن العدو الثاني للمريض بعد السرطان هو الإحباط، لهذا من الضروري جدا التحلي بالأمل والشجاعة لمحاربة المرض مجدداً لأن العزيمة تساعد المريض وتجعله أقوى، إن السرطان مرض غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به لكن من الممكن السيطرة عليه والاستمرار بمحاربته بجميع الطرق الممكنة والمتاحة، كما يمكن التعايش معه مثل باقي الأمراض المزمنة كالقلب والسكر وضغط الدم، والعديد من الأمراض التي لا يمكن علاجها نهائياً لكن من الممكن التعايش معها.